المشهد

بين القاهرة والجونة

- في ثمانينات القرن الماضي عرض الإعلامي الكويتي محمد السنعوسي، على نحو غير رسمي، الإشراف على مهرجان القاهرة السينمائي. قال بوجود هذا الناقد: «هذا المهرجان يحتاج لرجل أعمال وأنا مستعد».
- طبعاً لم يحدث ذلك... لم يجرِ بحث هذا الأمر ولم يتحوّل حتى إلى نقاش جاد، بل اعتبر أنه مجرد دعوة طيبة من صديق للمهرجان في وقت كان فيه مهرجان القاهرة يعيش عصره الذهبي أيام رئيسه الراحل سعد الدين وهبة.
- اليوم ومع ختام الدورة الأولى لمهرجان «الجونة السينمائي» يتبين كم كان السنعوسي مصيباً في قراءته... مع دخول رئيس المهرجان الجديد نجيب ساويرس «بزنس» المهرجانات ونجاح الدورة الأولى في استقطاب فنانين ونقاد وسينمائيين وجمهور تبلورت الدورة الأولى على تأكيد فاعلية ضم الجانب المالي والاقتصادي إلى صلب الموضوع الفني لإنجاح مشروع كهذا.
- وبصرف النظر عما فعله أحمد الفيشاوي على خشبة المسرح، وبعض ما تناهى في صحف تبحث عن هفوات لتصنع منها أخطاء وإشاعات، بل على الرغم من الهواء الذي أفسد ليلة الافتتاح إلى حد فإن متابعة المهرجان على محطة On TV (دُعيت لكني لم أتمكن من تلبية الدعوة) توعز بأن المهرجان جاء حافلاً ومدروساً.
- في سعيه لإطلاق دورة أولى ناجحة تمّ للمهرجان توأمة خبرة نجيب ساويرس في مجالي الإعلام والمال مع خبرة مدير المهرجان الفني انتشال التميمي الذي ضمن له، كما يُظهر البرنامج، بعض أهم ما تم إنتاجه عربياً وعالمياً من أفلام. جلب إليه 82 فيلماً من 40 دولة ليعرضها في هذا المحفل الجديد.
- حسب علمي، حاول مهرجان القاهرة في السنوات العشر الأخيرة استقطاب رجال الأعمال لعلهم يضخون تجاربهم الاقتصادية فيه. لكن الفارق هو أن مهرجان القاهرة لا يستطيع أن يترك حيثيات التنظيم لإدارة هؤلاء. لديه برنامج مختلف ومجموعة من المشرفين الذين لهم باع طويل في الممارسة الثقافية والفنية. ورجال الأعمال ليسوا في وارد الدعم من دون مصلحة. مهرجان القاهرة لم يؤمّن هذه المصلحة. «الجونة» أمّنها.
- وفي التفاتة ناصعة، قام مهرجان «الجونة» بمنح الزميل الناقد إبراهيم العريس تكريماً خاصاً، بذلك غطى احتفاله جميع الجوانب. لكن القاهرة هي العاصمة ومهرجانها هو الذي يمثلها وهو يحتاج لنفضة كبيرة تكلف كثيراً... هل من حل؟