تفعيل قريب للحوالات الخارجية اليمنية عبر «البنوك المحلية»

«المركزي» لـ «الشرق الأوسط» : حسابنا في «الاحتياطي الفيدرالي» دعم للمواطنين والتجار

TT

تفعيل قريب للحوالات الخارجية اليمنية عبر «البنوك المحلية»

كشف خالد العبادي، وكيل محافظ البنك المركزي اليمني، لـ«الشرق الأوسط» عن إبلاغ «المركزي اليمني» «البنوك التجارية اليمنية» بأن الحوالات الخارجية سوف تفعل قريبا: «لكننا وضعنا بعض الشروط البسيطة، مثل أن يوافونا ببيانات مهمة، مثل ميزانياتهم وإحصائيات أخرى نحتاج إليها، وخطة نقل مقراتهم إلى عدن، وبعض الالتزامات الأخرى». وقال إن «تجاوب معظم البنوك اليمنية جيد، وهم مستعدين لاستيفاء الشروط، وهم مستعديون للالتزام بدورهم».
وبسؤاله: ماذا يعكس دعم البنوك التجارية على المواطن اليمني؟ أكد العبادي، أن ذلك سيوجد دائرة نقدية متحركة، ويوفر سيولة كافية في النظام المالي، وهذا يعني في الأخير، عدم تأخر الرواتب وصرفها في وقت منتظم، إضافة إلى زيادة عمليات الاستيراد؛ وهو ما ينعكس على الأسعار بأن تنخفض، كما تستقر أسعار السلع في الأسواق.
وأكد، أن حساب اليمن في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، سيستقبل الواردات المالية كافة، ويتم عن طريقه استقبال وتسديد القروض، وكل الاعتمادات المالية بالدولار.
وقال العبادي «سنصدر اعتمادات لشراء الكثير من الاحتياجات والسلع، ومنها التزامات الكهرباء والصحة، وسوف ندعم التجار بشكل خاص عبر دعم البنوك التجارية، وسيكون هناك دعم قوي للسلع الغذائية؛ لأن المواطن سيحصل على رز وقمح مدعومين».
وسبق فتح الحساب في «الاحتياطي الفيدرالي» تحديات ومصاعب لخصها الوكيل بالقول: يتمثل أول التحديات في «مراسلة الطرف الآخر (الحوثي وصالح) مع الأميركيين، وحاولوا أن يزودوهم بمعلومات مغرضة، وقد استطعنا أن نزيل كل الالتباسات ونعيد العلاقة إلى طبيعتها، وتلقينا مساعدة كبيرة من السفير اليمني في واشنطن الدكتور أحمد بن مبارك، واستطعنا بتوجيهات المحافظ تصحيح العلاقة، وعلى أسس أكثر متانة. هذا الجانب القانوني، أما التحدي الثاني فتمحور حول معالجة كل المخاوف، والإجابة على كل الملاحظات التي تؤدي إلى مزيد من الضمانات والتطمينات، وتخفيض المخاطر العملياتية، وأجرينا كثيرا من المقابلات في هذا الإطار حتى تمت الموافقة».
العبادي أكد في حديثه، الذي أعقب خروجه من «بنك إنجلترا» (المركزي البريطاني)، في لندن، أنه يعمل على استعادة «العلاقة بين البنك المركزي اليمني وبنك إنجلترا الذي أسهم في تأسيس أول بنك مركزي في شبه الجزيرة العربية، وذلك قبل 53 عاما».
وقال الوكيل: اتفقنا على صيغة عمل لإعادة تطبيع الحساب الخاص بالحكومة اليمنية في بنك إنجلترا: «وهو أكبر حساب لدينا بالجنيه الإسترليني، ونستطيع عبره استخدام العمليات المصرفية حول العالم بالجنيه الإسترليني، وبالفعالية ذاتها سيتم ضخ كل القروض والمساعدات والدعم الذي نستلمه من المملكة المتحدة إلى الحساب، ليساهم في إعمار البلاد، والأهم من هذا هو أن العلاقة الرسمية بين البنكين تعكس العلاقة القوية بين الحكومة اليمنية والمملكة المتحدة»، مضيفا أن «هناك خريطة طريق لتفعيل الحساب. وفعلنا الآن نقاط التواصل والخطوات وبدأنا تبادل الوثائق، ووعدونا بالالتزام على خريطة الطريق، وصولا إلى إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، ونتوقع افتتاحه.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.