مسؤول يمني: دول الخليج تدرس تخصيص ألف منحة علاجية لليمنيين

TT

مسؤول يمني: دول الخليج تدرس تخصيص ألف منحة علاجية لليمنيين

قال مسؤول في وزارة الصحة اليمنية إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووزارة الصحة السعودية وبالتنسيق مع مجلس التنسيق الخليجي لدعم اليمن، يناقش تخصيص 1000 منحة علاجية لعلاج المواطنين اليمنيين في الخارج بخلاف جرحى الحرب.
وأوضح الدكتور محمد السعدي، رئيس الملحقية الطبية في سفارة اليمن بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووزارة الصحة السعودية، ومجلس التنسيق الخليجي لدعم اليمن، تناقش تخصيص 1000 منحة علاجية للمواطنين اليمنيين ليتم علاجهم في دول مثل الهند، وتكفّل هذه الدول بعلاجهم. وأضاف: «دولة الكويت أقرت تكفلها بعلاج 200 حالة، ويتوقع أن تتكفل السعودية بـ400 حالة، كما أن بقية الدول في المراحل الأخيرة لاعتماد هذه المنح».
إلى ذلك، أفاد السعدي بأن السعودية تخصص 100 منحة علاجية سنوية لليمنيين في المستشفيات السعودية وفقاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الصحة في البلدين، وتابع: «تمت الاستفادة من هذه المنح خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى يوليو (تموز) الماضيين بسبب الضغط الموجود، حيث يحدد الجانب اليمني الحالات وفقاً للمعايير المتفق عليها، والحالات المتسهدفة هي حالات القلب والعيوب الخلقية والأمراض المزمنة التي تحتاج إلى عمليات كبرى لا تُعالج في اليمن».
ولفت الملحق الطبي إلى أن الدكتور ناصر باعوم، وزير الصحة، يتابع شخصياً عملية تسهيل دخول هذه الحالات وتقديم كل سبل الدعم لها بما يؤمّن تلقيها العلاج المناسب من دون أي تأخير. وأردف «هناك دعم لا محدود من الجانب الصحي السعودي، حيث يتم قبول حالات إضافية من أصحاب إقامات زائر وحالات الحوادث والإصابات الحادة، إلى جانب مساهمة جمعيات مثل جمعية (كلانا) لأمراض الكلى، وجمعية (سند) لأمراض السرطان، في دعم الكثير من الحالات لمرضى يمنيين، ونحن نشكر الجانب السعودي على كل هذا الدعم».
وكشف الدكتور محمد السعدي أن نحو 70 في المائة المنح التي تمت الاستفادة منها جاءت من اليمن، بينما 30 في المائة من الداخل السعودي لمن لا يحملون إقامات نظامية بل إقامات زائر أو تأشيرات الزيارة. وبيّن الملحق الطبي في السفارة اليمنية بالرياض أن السعودية تتكفل بعملية العلاج بالكامل، وبسقف مفتوح من دون تحديد تكاليف الحالات مهما كانت تكلفة العمليات، بخلاف الوضع في دول أخرى مثل مصر أو الأردن، حيث تحدد سقفاً معيناً للعلاج لأي حالة يتم استقبالها. وأضاف: «السعودية كذلك تساعد في الكثير من حالات الأمراض الوراثية التي يحتاج علاجها إلى فترة طويلة وتقدم لها كل الرعاية اللازمة».
وفي سؤال عن معايير اختيار المنح العلاجية لا سيما بعد اللغط والجدل الذي دار حولها والمخاوف من المحسوبية في عمليات الاختيار، أكد الدكتور السعدي أن المنح العلاجية لا يتم اختيارها عبر الملحقية الطبية بالرياض وإنما عبر لجان متخصصة في العاصمة المؤقتة عدن، وقال: «الملحقية الطبية تقوم بالتنسيق مع الجهات الطبية السعودية لإكمال علاج هذه الحالات، ولا نتدخل في اختيار الحالات، هناك لجنة مكونة من وزارة الصحة اليمنية تحدد الحالات، ولجنة من وزارة الصحة السعودية تراجع الحالات ومطابقتها للمعايير، وليس لدينا أي تدخل في هذه اللجان».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».