اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة للمونديال والقرعة تنذر بصدام بين الكبار

تصنيف الفيفا حدد رؤوس المجموعات.. وبقية المستويات تحسم حسب التوزيع الجغرافي

ديشامب مدرب فرنسا (يمين) ولاعبو المنتخب يحتفلون بانتصارهم المثير على أوكرانيا والتأهل للمونديال (رويترز)
ديشامب مدرب فرنسا (يمين) ولاعبو المنتخب يحتفلون بانتصارهم المثير على أوكرانيا والتأهل للمونديال (رويترز)
TT

اكتمال عقد المنتخبات المتأهلة للمونديال والقرعة تنذر بصدام بين الكبار

ديشامب مدرب فرنسا (يمين) ولاعبو المنتخب يحتفلون بانتصارهم المثير على أوكرانيا والتأهل للمونديال (رويترز)
ديشامب مدرب فرنسا (يمين) ولاعبو المنتخب يحتفلون بانتصارهم المثير على أوكرانيا والتأهل للمونديال (رويترز)

اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل إثر اجتياز منتخبات البرتغال وفرنسا واليونان وكرواتيا الملحق الأوروبي الفاصل، والمكسيك بتخطيها ملحق (كونكاكاف - أوقيانيا)، وحسم الجزائر ونيجيريا والكاميرون وساحل العاج وغانا بطاقات أفريقيا الخمس، كما في حكم المؤكد تأهل الأوروغواي على حساب الأردن إثر فوزها بخماسية نظيفة في عمان في ذهاب الملحق الآسيوي الأميركي الجنوبي.
ولحقت هذه المنتخبات بإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا والبوسنة والهرسك وروسيا وهولندا وإنجلترا وسويسرا ممثلي القارة الأوروبية، والبرازيل (المستضيفة) والأرجنتين وكولومبيا وتشيلي والإكوادور ممثلي أميركا الجنوبية، واليابان وكوريا الجنوبية وإيران وأستراليا عن قارة آسيا، وكوستاريكا والولايات المتحدة وهندوراس عن قارة أميركا الشمالية والوسطى.
ووفقا لتصنيف الفيفا الأخير للمنتخبات تكون رؤوس المجموعات قد عرفت وهي البرازيل المضيفة، وإسبانيا بطلة أوروبا والعالم، وألمانيا والأرجنتين وكولومبيا وبلجيكا وسويسرا بالإضافة إلى الأوروغواي بطلة أميركا الجنوبية. أي أن مستوى رؤوس المجموعات يضم الدولة المضيفة والمنتخبات السبعة الأفضل في العالم في تصنيف الفيفا لشهر أكتوبر (تشرين الأول) قبل خوض الملحق.
وأوضح الاتحاد الدولي في بيان له في الرابع من أكتوبر الماضي عقب اجتماع للجنته التنفيذية أن المستويات الأخرى «ستشكل على اعتبار المعايير الجغرافية والرياضية، على غرار مونديال 2010. وسيتم الإعلان عن ذلك في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».
وعلى ذلك سيتم تحديد المستويات بحسب التوزيع
الجغرافي حيث يضم المستوى الثاني ممثلي مناطق آسيا والكونكاكاف (أميركا الشمالية
والوسطى والكاريبي) وأوقيانيا، والمستوى الثالث منتخبات أفريقيا وأميركا الجنوبية، والرابع الأخير المنتخبات الأوروبية غير المصنفة كرؤوس مجموعات.
ووفقا للقرعة لا يمكن أن يقع منتخبان من منطقة واحدة في مجموعة واحدة باستثناء المنتخبات الأوروبية (منتخبان على الأكثر كون 13 منتخبا من القارة العجوز يتأهل بين 32 منتخبا في النهائيات).
وكان المنتخب الفرنسي قد فجر المفاجأة وقلب الطاولة على ضيفه الأوكراني بفوز كبير 3-صفر صعد به إلى النهائيات بعدما كان مهددا بالخروج إثر خسارته ذهابا صفر-2 في كييف يوم الجمعة الماضي.
وأنهى المنتخب الفرنسي الشوط الأول لصالحه بهدفين سجلهما مامادو ساخو وكريم بنزيمة في الدقيقتين 22 و43. وفي الشوط الثاني، تلقى الضيوف لطمة قوية بطرد اللاعب إيفجين كافشيريدي في الدقيقة 47 لنيله الإنذار الثاني في المباراة، ثم وجه زميله أوليج جوسيف لطمة أخرى للضيوف عندما سجل الهدف الثالث لفرنسا عن طريق الخطأ - في مرمى فريقه في الدقيقة 72 ليمنح الديوك بطاقة التأهل.
وجاء هذا الفوز ليحول الكابوس إلى حلم، وتفادي عدم غياب فرنسا عن العرس الكروي منذ عام 1994.
واستعاد المنتخب الفرنسي ثقة الجمهور المحلي حيث ستكون نهائيات كأس العالم المقبلة فرصة لهم لكي يؤسسوا لبطولة كأس أوروبا التي يحتضنها عام 2016.
وكان الخروج لو حصل، كارثيا على منتخب يزخر بعناصر رائعة أثبتت علو كعبها وعلى رأسها مهاجم بايرن ميونيخ فرانك ريبيري، والظهير الأيسر باتريس ايفرا قائد مانشستر يونايتد، ومهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة بالإضافة إلى لاعبين شبان واعدين أمثال بول بوغبا ورافائيل فاران وبلاز ماتويدي. لكن مدرب الفريق ديديه ديشامب الذي قام بثلاثة تبديلات كانت جميعها حاسمة في مباراة العودة، يدرك في قرارة نفسه بأن الفوز العريض واللافت لا يحجب المشاكل التي عانى منها فريقه في الآونة الأخيرة.
ويدرك ديشامب جيدا الصعود والهبوط على أعلى مستوى، فهو كان أحد أفراد المنتخب الذي فشل في بلوغ نهائيات كأس العالم عام 1994 لكنه انتفض وتوج بلقب النسخة التالية التي نظمها بعد أربع سنوات.
وبعد مباراة الذهاب يوم الجمعة الماضي، كان ديشامب مرشحا لأن يصبح ثاني مدرب يفشل في قيادة منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم بعد جيرار هولييه، لكن بعد أربعة أيام كان لاعبو المنتخب يقذفونه في الهواء احتفالا بالتأهل الثمين في أجواء احتفالية في ملعب سان دوني بضواحي باريس.
وكان ديشامب تسلم منصبه بعد نهائيات كأس أوروبا 2012 خلفا لزميله السابق في المنتخب لوران بلان لكن سجله لا يتضمن سوى الفوز في 8 مباريات من أصل 18 خاضها الديوك بإشرافه حتى الآن.
لكن بعد انتزاع التأهل بشكل بطولي إلى مونديال البرازيل صرح رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوغرايت بأن اتحاده جدد عقد ديشامب لسنتين إضافيتين أي لما بعد كأس أوروبا 2016.
واستيقظت فرنسا أمس على فجر جديد في تاريخ كرة القدم المتقلب ونجح المنتخب في نيل ثقة جماهيره المفقودة منذ مونديال 2010.
وطافت الاحتفالات أرجاء باريس حيث ردد المشجعون «واحد، اثنان، ثلاثة» وهو الهتاف المعروف منذ كأس العالم 1998 عندما فازت الديوك على السامبا البرازيلية 3-صفر في نهائي المونديال، لتتوج فرنسا بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.
ووصفت الجماهير والمواقع الإلكترونية مامادو ساخو وكريم بنزيمة صاحبي الهدفين الأول والثاني بأنهما البطلان الحقيقيان للمباراة.
وقال ساخو مدافع ليفربول الفرنسي «صنعنا تاريخا.. الكثير من الناس لم يؤمنوا بنا، أتمنى أن نكون نجحنا في إدخال الفرحة على قلوب الشعب الفرنسي.. هكذا كان الهدف المنشود». ووصف بنزيمة الفوز بأنه «أسعد لحظة له بالقميص الأزرق».
وكتبت صحيفة «ليكيب» الفرنسية في صفحتها الرئيسية «لقد فعلوها»، تحت كلمة واحدة بالبنط العريض «الاحترام».
وكان عنوان ليكيب إشارة إلى التوتر في العلاقات بين الشعب الفرنسي والمنتخب انطلاقا من التصرفات المثيرة للجدل لبعض لاعبي الديوك في مونديال جنوب أفريقيا عام 2010.
وخرج المنتخب الفرنسي من الدور الأول لمونديال 2010 بعد حدوث تمرد ضد المدرب السابق رايمون دومينيك.
وامتدح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي حضر المباراة، منتخب بلاده واصفا اللاعبين جميعا بأنهم قدوة للبلد أجمع، وقال: «إنه فوز لفريق كافح منذ الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة، لقد وثقوا في إمكانياتهم، واجتمعوا على هدف واحد، ليضربوا مثلا ينبغي أن نحتذي به».
وفي سولنا، كشر النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو عن أنيابه الهجومية بقوة وسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) ليقود منتخب بلاده إلى فوز ثمين 3-2 على مضيفه السويدي في إياب الملحق.
وأعلن رونالدو عن تفوقه على منافسه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي سجل هدفي فريقه في غضون خمس دقائق لكن هذا لم يكن كافيا لحرمان المنتخب البرتغالي من التأهل للنهائيات بنتيجة 4-2 في مجموع المباراتين بعدما فاز 1-صفر على ملعبه ذهابا يوم الجمعة الماضي.
وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ثم افتتح رونالدو التسجيل في الدقيقة 50 ورد إبراهيموفيتش بهدفين متتاليين في الدقيقتين 68 و72 لكن رونالدو قضى على آمال السويد في التأهل بهدفين آخرين في الدقيقتين 77 و79.
وكان رونالدو سجل أيضا هدف مباراة الذهاب بين الفريقين ليكون صاحب الفضل الأكبر في تأهل منتخب بلاده للنهائيات ويتفوق على إبراهيموفيتش في هذه المواجهة الخاصة حيث سيفتقد المونديال جهود إبراهيموفيتش نجم هجوم باريس سان جيرمان.
وتغلب المنتخب الكرواتي على النقص العددي في صفوفه وأنهى المغامرة الأيسلندية وتأهل لنهائيات كأس العالم بفوزه الثمين 2-صفر بعد إن كان تعادل سلبا في مباراة الذهاب.
وأنهى المنتخب الكرواتي الشوط الأول لصالحه بهدف نظيف سجله النجم الكبير ماريو ماندوزوكيتش مهاجم بايرن ميونيخ في الدقيقة 27 ولكنه تعرض للطرد في الدقيقة 38 ليضع فريقه في موقف صعب.
ورغم هذا، سجل المخضرم داريو سرنا هدف الاطمئنان لأصحاب الأرض في الدقيقة 47 ليقضي على آمال أيسلندا في التأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخها.
ولحق المنتخب اليوناني بقافلة المتأهلين للنهائيات أثر تعادله الثمين 1-1 مع مضيفه الروماني في إياب الملحق.
وأكد المنتخب اليوناني جدارته بالتأهل لتكون المشاركة الثانية له على التوالي بعد إن كان فاز ذهابا 3-1.
وأنهى المنتخب اليوناني الشوط الأول لصالحه بهدف سجله كونستانتينوس ميتروجولو في الدقيقة 23 ورد المنتخب الروماني في الشوط الثاني بهدف التعادل الذي سجله اللاعب اليوناني فاسيليوس توروسيديس عن طريق الخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 55.



من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»