عشرات القتلى بقصف شمال سوريا ووسطها

TT

عشرات القتلى بقصف شمال سوريا ووسطها

وسّعت موسكو وقوات النظام السوري الحملة العسكرية التي يشنانها على مناطق المعارضة في الشمال السوري لتشمل ريف حلب. وفيما تحدث معارضون عن «قصف جنوني وهمجي» تتعرض له أرياف حلب وإدلب وحماة، أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 1100 غارة خلال الأيام الـ7 الماضية ما اسفر عن مقتل حوالى مئة قتيل.
وقالت شبكة «شام» المعارضة إن طائرات روسية نفذت في الساعات الماضية أكثر من مائة غارة جوية على المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في أرياف حلب وإدلب وحماة، ما أدّى بحسب ناشطين إلى مقتل 33 مدنياً وجرح 83 آخرين.
وفيما أفادت الشبكة بسقوط 3 قتلى في إدلب، أشارت إلى تعرض مدينة جسر الشغور وقراها الغربية لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، ما أدى لسقوط قتيل في بلدة بداما. أما في ريف حماة، فشنت طائرات حربية سورية وروسية عشرات الغارات كما استخدمت الصواريخ «الارتجاجية» بقصف مدن كفر زيتا واللطامنة ومورك وبلدتي كفرنبودة ولطمين بالريف الشمالي ومدينة قلعة المضيق بالريف الغربي.
وقال «المرصد» إن سرباً من الطائرات الحربية نفذ كثيراً من الغارات، التي استهدفت مناطق في بلدات عندان وكفر حمرة وحيان بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدات أورم الكبرى والأتارب وخان العسل بريف حلب الغربي، حيث استهدف بعض من الغارات مقراً لـ«فيلق الشام» في بلدة خان العسل ومقراً آخر لـ«ثوار الشام» قرب قرية الشيخ علي. وتعد هذه أولى الغارات التي تستهدف ريفي حلب الغربي والجنوبي، منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي.
ووثق ناشطون معارضون تنفيذ 582 غارة جوية استهدفت ريفي حماة وإدلب منذ يوم الأحد، وتحدثت مواقع تركية عن مقتل 18 مدنياً على الأقل وإصابة 30 آخرين بجراح جراء هذه الغارات.
وقال «المرصد» إن قوات النظام فتحت بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.