{سيخ مشوي}... لذة الطعام وروعة المكان على نيل القاهرة

مأكولات وحلويات شرقية وملتقى المشاهير

TT

{سيخ مشوي}... لذة الطعام وروعة المكان على نيل القاهرة

من آن لآخر يبحث سكان القاهرة عن مطاعم بعيدة عن زحام الشوارع والضجيج، والأفضل منها التي تتمتع أيضا بإطلالة على النهر الخالد. في الآونة الخيرة ذاع صيت مطعم «سيخ مشوي» لكل هذه الميزات السابقة إلى جانب المذاق الشهي لمأكولاته والخدمة المتميزة؛ لذا أصبح قبلة للمشاهير والشخصيات العامة، من نجوم الكرة والوزراء والفنانين ومنهم: سميحة أيوب، والمطرب محمد فؤاد، والكابتن محمود الخطيب، وهالة فاخر، وسمير صبري، والمطرب رامي صبري، والإعلامية مفيدة شيحة، والفنان السعودي عبادي الجوهر، والمطرب سامو زين، والمطرب حكيم والراقصة دينا، والقائمة تطول.
كانت تجربتي مع مطعم «سيخ مشوي» ممتعة، خاصة وأن الأطباق التي طلبتها فاقت مستوى توقعاتي. يقع المطعم على كورنيش العجوزة بشارع النيل تجاوره مجموعة من المطاعم والكافيهات. ستجد مكاناً لسيارتك وأيضا من السهولة أن تجد مكاناً متميزاً مطلاً على النيل، سواء في القاعة المكيفة أو في المنطقة المفتوحة «أوت دور» على اتساعهما. إذا كانت زيارتك في المساء فيفضل الحجز المسبق لاختيار الطاولة التي تفضلها.
بمجرد دخولك للمطعم ستشعر بأريحية كبيرة حيث ديكورات المكان الشرقية الطابع والمغربية الطراز والتي تمتزج فيها الكلاسيكية مع العصرية، ويمكنك الاختيار ما بين المقاعد الخشبية باللون الأبيض أو الأرائك الزرقاء والبيضاء الوثيرة. قائمة الطعام محيرة فهي كبيرة وتضم كل ما يمكن أن تشتهيه من مقبلات أو أطباق رئيسية وطواجن ومحاشي وأيضاً الحلويات الشرقية المصرية والسورية واللبنانية والمغربية، حتى مأكولات الشارع المصري ستجدها من سجق وكبدة وغزل البنات والبطاطا المشوية وحمص الشام ولقمة القاضي أو «الزلابيا» مع نكهات وإضافات مبتكرة كغزل البنات بالآيس كريم.
تبدأ الوليمة بأطباق الخبز الطازج المخبوز في «سيخ مشوي» بحبة البركة الذي يفتح شهيتك للمزيد، يشتهر المطعم بأطباق المشويات التي تتميز بـ«التتبيلة» المغرية اللذيذة والقوام اللين والمذاق الذي يشبع الحواس. لذا ننصح باختيار أحد أطباق المشويات، ولتكن الريش الضاني المشوية مع الشعرية، أو السمان المشوي.
وبالطبع لم أكن لأفوت فرصة تجربة طبق الملوخية بأنواعه بالبط أو بالدجاج أو الأرانب أو اللحم، فهي تجربة ضرورية خاصة وأنك سوف تستمتع برائحة «التقلية» حينما يذوب الثوم مع الكسبرة الجافة والملح والفلفل الأسود مع الزبدة الساخنة، وصوت «الطشة» التي يقوم بها الشيف أمام طاولتك مباشرة. وتقدم الملوخية في طاجن مع اختيارك من اللحوم المحمرة والأرز بالشعرية اللذيذ.
هناك قائمة متنوعة من الطواجن الشرقية، منها: المسقعة، والأرز المعمر واللحم بالبصل وورق العنب بالكوارع والموزة الضاني أو الموزة البتلو، فضلا عن الطاجن اللبناني الشهير الكفتة باللبن.
لم يفت مطعم «سيخ مشوي» الاهتمام بالفطائر الشرقية بأنواعها سواء الحلو أو الحادق منها، وأيضا يمكنك هنا تجربة الفطير المشلتت على ضفة النيل مع المربى أو الجبن. الأمر اللطيف في مطعم «سيخ مشوي» أنه مناسب لجميع الأوقات والأعمار، فهو مناسب لوقت الإفطار حيث يمكنك الاستمتاع بإفطار هادئ من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، كما أنه رائع للغداء حيث تستمتع بمشاهدة قوارب التجديف واليخوت تمر بجوارك وأمامك برج القاهرة يقف في شموخ، ومناسب تماما لعشاء رومانسي وأنيق على أضواء القاهرة الساهرة.
«سيخ مشوي» يوفر لك مناخاً مناسباً لتجربة طعام خارج المنزل تحمل معها المتعة، فهو يقدم الأكل البيتي، ومكان رائع على النيل ومكان مخصص للترفيه عن الأطفال، وهو أمر يندر وجوده في المطاعم الكبرى في مصر، ويبقى فقط أن تزوره مع الأهل أو الأصدقاء؛ لتكتمل المتعة.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.