المتهم بهجوم مترو لندن اشترى محتويات القنبلة من الانترنت

أفيد أمس بأن التحقيقات في قضية تفجير قنبلة بإحدى محطات مترو الأنفاق في لندن، في 15 سبتمبر (أيلول) الجاري، كشفت حقيقة مرعبة وهي أن منفذ الهجوم اشترى بعض مكونات قنبلته من موقع «أمازون»، بحسب ما أوردت صحيفة «التايمز».
وكشفت مصادر بريطانية أن طالب اللجوء العراقي، أحمد حسن البالغ من العمر 18 عاما، والذي اتهمته الشرطة بأنه منفذ هجوم مترو لندن، اشترى مكونات القنبلة من شبكة الانترنت. وذكرت «التايمز» أن مكونات القنبلة يعتقد أنه تم شراؤها عبر موقع الأمازون ثم تمت تعبئتها بشظايا، بما في ذلك السكاكين والمسامير، لإلحاق أكبر قدر من الضرر.
واستمعت محكمة وستمنستر الجزئية في وسط لندن إلى أدلة الاتهام أول من أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن أحمد حسن المتهم الرئيسي يبدو أنه دخل البلاد بشكل غير شرعي وعاش مع أسرة بريطانية تقدم الرعاية للاجئين في بلدة قريبة من لندن. واتهم باستخدام مركب التفجير حتى يتسبب في انفجار من شأنه أن يعرض الحياة للخطر.
وتضمنت القنبلة مئات الغرامات من المتفجرات المصنوعة في المنزل، وتعرف باسم «أم الشيطان»، لاحتوائها على الكثير من الشظايا المعدنية، لكن لم تنفجر القنبلة بالكامل، مما قلل من آثارها.
وأشارت محكمة وستمنستر الجزئية إلى أن أحمد حسن المتهم الرئيسي بتدبير الهجوم في محطة «بارسونز غرين» غربي لندن، عبأ القنبلة بمسامير وشظايا يعتقد أنه اشتراها من موقع أمازون، الذي رفض التعليق.
وتحدث أحمد حسن أمام المحكمة فقط لتأكيد اسمه وعنوانه. ويواجه الشاب تهمة الشروع في قتل ركاب القطار الذي كان في طريقه إلى وسط لندن قادما من ويمبلدون.
وقال المدعي لي إنغهام للمحكمة إن حسن أعرب عن كراهيته لبريطانيا، مشيرا إلى أن نظرته «المعوجة» دفعته لتنفيذ الهجوم.
والحادث هو خامس هجوم لمتشددين في بريطانيا حتى الآن هذا العام. وقالت الشرطة إن عمليات البحث مستمرة في موقع في بلدة سوراي قرب لندن وموقعين في نيوبورت بويلز. وأصيب نحو 30 شخصا عندما انفجر دلو مليء بالمسامير ومادة «ترياسيتون تريبيروكسيد» الناسفة بشكل جزئي في قطار مزدحم في ساعة الذروة الصباحية يوم الجمعة الماضي. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وقال الخبراء إن عدد الأشخاص الذين أصيبوا كان يمكن أن يكون أعلى لو أن القنبلة انفجرت بشكل كامل.
على صعيد آخر، صرحت كبيرة مفتشي شرطة لندن، سارة ثورنتون، بأن الحرب التي تخوضها بلادها على الإرهاب تسببت في «ضغوط غير محتملة» على شرطة اسكوتلنديارد , وأن سيل المعلومات والبلاغات في إنجلترا وويلز تسبب في تراكمها وفي خلق جو من التوتر أدى بالتالي إلى بطء الاستجابة لها. وقالت وزارة الداخلية بالمملكة المتحدة إنها تعمل مع الشرطة لتخفيف تلك الضغوط. ففي عام 2017. قتل 36 شخصا بالمملكة المتحدة في عمليات إرهابية، وتعتقل الشرطة البريطانية حاليا أربعة متهمين منهم صبي في الثامنة عشرة عقب تفجيرات الأسبوع الماضي التي استهدفت محطة قطارات أنفاق «بارسونز غرين» وألحقت إصابات بنحو 30 شخصا.
وفي بداية العام الجاري، أرسل مساعد مفوض شرطة العاصمة، مارك رولي، بتحذير كتابي إلى وزارة الداخلية قال فيه إن قوات مكافحة الشرطة بالمملكة المتحدة باتت غير قادرة على العمل بـ«كفاءة كاملة»، منوها إلى أن قطاعات أخرى في الشرطة قد تواجه خطرا حقيقيا حال استمرت الضغوط بنفس الوتيرة.
وفي تصريح لمحطة تلفزيون بي بي سي، قالت ثورنتون كبيرة مفتشي الشرطة، «عندما نستجيب إلى بلاغات الهجمات الإرهابية التي وردت لنا منذ أسبوع مثلا، فليست وحدة مكافحة الإرهاب وحدها هي من تتحرك، بل المنظومة الشرطية كلها». وأضافت أن «مستوى الإرهاب الحالي أضاف عبئا جديدا إلى الضغوط التي نتعرض لها بالفعل وهي غير محتملة بكل صراحة».