المعلم: نرفض وجود القوات الأجنبية من دون موافقتنا

TT

المعلم: نرفض وجود القوات الأجنبية من دون موافقتنا

هاجم وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلاً من الولايات المتحدة وتركيا واتهمهما بخدمة «مشاريع تدميرية» في سوريا على خلاف «الدور البناء» لروسيا وإيران، مشيراً إلى أن قوى تحاول فرض عالم أحادي القطبية مقابل قوى أخرى تحاول فرض العدالة والنظام.
وأشار المعلم في خطابه أمام الأمم المتحدة إلى أن دمشق «مصممة على اجتثاث الإرهاب من سوريا»، وأن سياسات النظام السوري تقوم على ركيزتين؛ هما «محاربة الإرهاب والعمل الجاد لإنجاز حل سياسي يعيد الاستقرار». وقال: «الجيش (النظامي) السوري مع الحلفاء يحققون نجاحات لتطهير الأراضي من خطر الإرهاب»، مطالباً المعارضة السورية ودول أخرى لم يسمها بـ«التخلي عن وهم تحقيق المصالح السياسية عبر توظيف الإرهاب».
وقال المعلم إن دمشق «سمحت لكل من لم يحمل السلاح بالعودة إلى سوريا وإن الحكومة السورية عازمة على التوسع في مسارات المصالحة». وقال إنها «تعاطت بانفتاح مع كل مبادرة طرحت لإنهاء الحرب إلا أن دولاً استمرت في عدائها لسوريا أفشلت تلك الجهود، بينما عملت حكومة بلادي بكل ما يلزم لتهيئة الظروف لإنجاح جهود التفاوض وإعادة الاستقرار».
وهاجم المعلم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مستشهداً باتفاق آستانة الذي قرر إنشاء مناطق لتخفيف التوتر وفصل المجموعات الإرهابية كـ«داعش» و«جبهة النصرة» عن المجموعات التي وافقت على الدخول في إطار اتفاق آستانة. وقال: «إردوغان تركيا قام بتسخير الإرهاب لخدمة المشاريع التدميرية على النقيض من الدور البناء لروسيا وإيران، فروسيا ملتزمة بمناطق تخفيف التوتر، كما أن غياب المعارضة الوطنية الحقيقية ووجود دول تسيطر على قرار هذا الطرف أديا إلى عدم تحقيق إنجاز».
وقال إن «أي وجود لقوات أجنبية دون موافقة الحكومة السورية يعد احتلالاً سافراً وخرقاً للقوانين الدولية»، مشيراً إلى أن التحالف الدولي «لم يحقق أي إنجاز ضد داعش».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.