مجلة «الدراسات الفلسطينية»: شهادات شخصية لمثقفين عن «حزيران بلا قتال»

مجلة «الدراسات الفلسطينية»: شهادات شخصية لمثقفين عن «حزيران بلا قتال»
TT

مجلة «الدراسات الفلسطينية»: شهادات شخصية لمثقفين عن «حزيران بلا قتال»

مجلة «الدراسات الفلسطينية»: شهادات شخصية لمثقفين عن «حزيران بلا قتال»

«فلسطين في ليل الاحتلال»، عنوان افتتاحية العدد الجديد من مجلة «الدراسات الفلسطينية» التي كتبها إلياس خوري، ويتناول فيها فسحة الضوء التي أحدثتها «هبّة الأقصى» في «ليل العرب والفلسطينيين الطويل»، والتي «أعلنت أن القدس لا تزال فلسطينية وعربية». كما تتناول الافتتاحية «سقوط الأقنعة» في الممارسات اليومية للاحتلال والنصوص الإسرائيلية التي لم تعد «بحاجة إلى عمليات تجميل على طريقة بني موريس»، إذ إن «عمق الحماقة الإسرائيلية التي لم تعد تحتمل قصيدة تتضمن كلمة (شهيد)»، إلى درجة اعتقال الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور، ووضعها قيد الإقامة الجبرية، ومنعها من نشر ما تكتبه، بعدما نشرت قصيدة على موقع «فيسبوك» تتضمن كلمة «شهيد»!
ملفان يحتويهما العدد الذي يحمل الرقم 112: «حزيران بلا قتال» وهو متابعة لملف الذكرى الخمسين لهزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967 الذي نشر في العدد 111، ويتضمن شهادات لستة مثقفين تناولوا فيها تجربتهم الشخصية خلال أيام الحرب القصيرة؛ وملف «هبّة الأقصى»، الذي يقع ضمن صفحات الباب الثابت «وقائع القدس».
في باب مداخل 3 مقالات: يكتب عمرو سعد الدين «كلنا لاجئون»، واصفاً ما يحدث بشأن مسألة اللاجئين حالياً بأنه «حرب عالمية على اللاجئين»، ويتناول جلبير أشقر سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب «بين مواجهة موسكو واحتواء إيران»، أما علاء الترتير فيتناول «أفق النضال الفلسطيني» من خلال «الاشتباك الشعبي».
ملف «حزيران بلا قتال»، هو عبارة عن شهادات كتبها 6 مثقفين تناولت تجربتهم الشخصية خلال أيام الحرب القصيرة؛ فكتب محمود شقير «الهزيمة من مسافة ما»، ونظمي الجعبة «مقتطفات من يوميات فتى مقدسي»، وفواز طرابلسي «الأزرق من يونيو 1967»، وإلياس فركوح «فتق واسع لم يُرتق بعد»، وغازي الخليلي «احتلال نابلس»، وأخيراً طلال عوكل «كيف سقطت غزة بلا قتال».
في «وقائع القدس» ملف عن «هبّة الأقصى» التي «استعادت القدس من براثن الاحتلال ولو لأيام معدودات»، و«انتصار المقدسيات والمقدسيين الذي يؤشر إلى أفق فلسطيني جديد بدأت ملامحه تتبلور». عن الهبّة المليئة «بالدروس والعبر»، كتب مهند مصطفى: «المسجد الأقصى (ميدان التحرير) في القدس»، وعبد الرؤوف أرناؤوط «القصة الكاملة لهبّة المقدسيين من باب حطّة إلى باب الأسباط»، فضلاً عن مداخلات لنور عرفة ومها السمّان ورجاء الخالدي في ندوة طاولة مستديرة عن «تصور إسرائيل الاستيطاني وخططها في القدس الشرقية المحتلة»، وهي مداخلات تكشف الجديّة الكولونيالية التي تتعامل بها إسرائيل مع مشروعها لتهويد القدس والاستيلاء عليها، والغياب شبه الكامل لمشروع وطني فلسطيني من أجل الصمود في القدس.
في باب مقالات، يتناول ميشال نوفل «التموضع التركي في المجال العربي» و«تحديات الخروج من الأناضول»، وتكتب ليلى فرسخ عن «دولة مشتركة في إسرائيل - فلسطين: أصول تاريخية وتحديات عالقة»، وصالح جلاد عن «سياسة إسرائيل إزاء الموارد الهيدروكربونية لفلسطين».
وفي باب دراسات، تبحث هنيدة غانم في مسألة «الحزب الشيوعي في إسرائيل بين القومية والدولة»، وفي الباب هذا محور صغير من دراستين عن جبرا إبراهيم جبرا؛ الأولى لزينة الحلبي بعنوان «المنفى ومآلاته: جبرا إبراهيم جبرا وإيليا سليمان» والثانية لماجد السامرائي «جبرا إبراهيم جبرا في بغداد: التأسيس لزمن الحداثة العربية في الشعر والرسم». ويقدم سليم البيك شهادة عن الدياسبورا الجديدة الناشئة عن الحرب السورية بعنوان «منفى فلسطينيي سوريا المتعدد»، ويتناول العدد 112 «في الذاكرة» رحيل فلاديمير تماري، من خلال نص كتبه عن صديقه هاني جوهرية الذي سبقه في الرحيل بعنوان «ذكريات عن هاني جوهرية»، بالإضافة إلى مواد أخرى.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».