إقليم كردستان يتحدى بغداد ويصدر نفطه إلى أوروبا عبر تركيا

واشنطن تبدي قلقها من تعزيز الانقسام في العراق

إقليم كردستان يتحدى بغداد ويصدر نفطه إلى أوروبا عبر تركيا
TT

إقليم كردستان يتحدى بغداد ويصدر نفطه إلى أوروبا عبر تركيا

إقليم كردستان يتحدى بغداد ويصدر نفطه إلى أوروبا عبر تركيا

أكدت حكومة إقليم كردستان العراق، أنها صدرت ومنذ ليلة الأول من أمس «مليون برميل من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي نحو أوروبا في أول شحنة لتصدير النفط الخام عبر الأنبوب الخاص، الذي يمتد من أراضي الإقليم نحو تركيا». واعتبرت بغداد هذه الخطوة غير قانونية وعدتها تحديا لها، حيث أعلنت السلطات العراقية اتخاذ إجراءات قانونية ضد تركيا إثر إعلان أنقرة البدء بتصدير نفط إقليم كردستان الشمالي، إلى الأسواق العالمية، حسب ما أعلن بيان رسمي أمس.
وجاء في بيان لوزارة النفط العراقية: «قدمنا طلب تحكيم ضد الجمهورية التركية وشركة بوتاس لخطوط نقل النفط التابعة للدولة، إلى غرفة التجارة الدولية في باريس».
وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز أمس أن تركيا بدأت تصدير النفط من كردستان العراق إلى الأسواق الدولية.
وقال يلديز للصحافيين إن «الشحنات بدأت الساعة 22.00 (19.00 تغ) من (أول من) أمس من ميناء جيهان» في جنوب تركيا. وأضاف أن «العراق هو الذي يبيع وينتج النفط، والعراق هو الذي سيدير المبيعات المقبلة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبينت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان «حصلت الشرق الأوسط على نسخة منه»، أن هذه الخطوة من قبل حكومة الإقليم جاءت تماشيا مع الدستور العراقي والذي منح للإقليم هذا الحق، ولكونها تريد المساهمة بشكل فعال في إنعاش وتنمية الاقتصاد العراقي». وأوضح البيان الحكومي أن عائدات تصدير النفط الخام من الإقليم «ستحفظ في (هالك بانك) في تركيا، وستخضع لسيطرة حكومة إقليم كردستان»، مشيرة إلى أن «خمسة في المائة من العائدات ستحفظ في حساب آخر كمشاركة من إقليم كردستان في تسديد الديون والتعويضات المترتبة على العراق».
كما طلبت حكومة الإقليم من مؤسسة تسويق النفط العراقي (سومو) مراقبة عملية بيع وتصدير النفط الخام من الإقليم، مؤكدة في الوقت ذاته على استمرارها في ممارسة حقها الدستوري والقانوني فيما يخص ثرواتها الطبيعية، وأكدت أيضا أنها «لن تقفل أبواب الحوار مع بغداد إلا أنها ستقوم بعملية تصدير النفط بشكل مستقل عن سومو، داعية الحكومة العراقية للعمل معها لتطوير الاقتصاد العراقي».
وأكد النائب في برلمان الإقليم عن الاتحاد الوطني الكردستاني كوران أزاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الخطوة من حكومة إقليم كردستان العراق «مهمة جدا في تخليص الإقليم من الأزمة الاقتصادية التي يتعرض لها الآن، وهو بمثابة الضغط على بغداد للخروج من الوضعية الحالية التي يعاني منها الإقليم على الرغم من أن الحكومة العراقية لم توافق حتى الآن على هذه الخطوة». وأوضح أن الحكومة العراقية تتعامل مع الإقليم فيما يخص هذه المسألة «بسياسة الأمر الواقع، حيث لم تصدق في البداية أن حكومة الإقليم باستطاعتها تنقيب واستخراج النفط وإنتاجه، ولم تصدق أن حكومة الإقليم تستطيع تسويق النفط، ولم تصدق فيما بعد أن باستطاعة الإقليم تصدير النفط للخارج في حين أن نفط الإقليم موجود الآن في أسواق أوروبا».
ويأتي هذا الإعلان، بينما تثير مسألة إدارة صادرات النفط خلافات بين السلطات الكردية والحكومة العراقية منذ أشهر. وترى بغداد أن النفط يعود إلى كل العراق، بينما تصر أربيل على التعامل مباشرة مع شركات نفطية. ويمكن أن تفاقم الصادرات عبر تركيا التي تأتي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 30 أبريل (نيسان) وفاز فيها التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، التوتر بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد.
وعبرت الولايات المتحدة الخميس عن قلقها من احتمال زعزعة استقرار البلاد.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي إن «موقفنا منذ أمد طويل هو عدم دعم الصادرات ما لم تكن الحكومة المركزية العراقية موافقة عليها حسب الأصول ونحن قلقون من التأثير الذي قد ينجم عن هذه الصادرات».
وأضافت أن «قلقنا الحالي يتعلق باستقرار العراق»، مؤكدة أن «العراق يواجه أصعب وضع. كنا واضحين عندما قلنا إنه من المهم لكل الأطراف التحرك لمساعدة البلاد وتجنب كل ما يمكن أن يعزز الانقسامات والتوتر».
ويملك العراق أحد أكبر احتياطات الغاز والنفط في العالم، وتصر الحكومة المركزية في بغداد على أنها تملك الحق في تطوير واستغلال الموارد الطبيعية في البلاد. وفي 2013، بلغ إنتاج العراق ثلاثة ملايين برميل يوميا، حسب وكالة الطاقة الدولية، تؤمن 95 في المائة من عائدات الدولة العراقية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.