الطيران الحربي لا يفارق سماء إدلب وحماة

أكثر من 20 قتيلاً مدنياً خلال يومين

سكان قرية الهابط بريف إدلب يتفحصون الدمار الذي لحق بمناطقهم التي استهدفت بالطيران لمدة يومين (أ.ف.ب)
سكان قرية الهابط بريف إدلب يتفحصون الدمار الذي لحق بمناطقهم التي استهدفت بالطيران لمدة يومين (أ.ف.ب)
TT

الطيران الحربي لا يفارق سماء إدلب وحماة

سكان قرية الهابط بريف إدلب يتفحصون الدمار الذي لحق بمناطقهم التي استهدفت بالطيران لمدة يومين (أ.ف.ب)
سكان قرية الهابط بريف إدلب يتفحصون الدمار الذي لحق بمناطقهم التي استهدفت بالطيران لمدة يومين (أ.ف.ب)

يواصل الطيران الحربي السوري والروسي غاراته الكثيفة على مناطق في محافظتي إدلب وحماة المتجاورتين، موقعا خلال 48 ساعة أكثر من 20 قتيلا مدنيا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رغم أن المنطقتين المستهدفتين مشمولتان بـ«اتفاق خفض التصعيد».
ويأتي القصف الجوي العنيف ردا على هجوم شنته «هيئة تحرير الشام»، التي تضم «جبهة النصرة» وبعض الفصائل، يوم الثلاثاء، ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي المحاذي لإدلب.
وأفاد «المرصد السوري» بأن «الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة لقوات النظام تكاد لا تفارق أجواء إدلب وحماة»، مستهدفة بنحو 500 غارة خلال 48 ساعة، قرى ومدن في الريف الشمالي بينها كفرزيتا وقلعة المضيق، وأخرى في محافظة إدلب، بينها مدينة خان شيخون وبلدة كفرنبل.
وأسفر القصف الجوي الروسي الخميس، وفق «المرصد»، عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم ثلاثة من عائلة واحدة هم أب وابنتاه في خان شيخون، وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ الثلاثاء إلى «22 قتيلا مدنيا وعشرات الجرحى».
ولفت «المرصد» إلى سماع دوي انفجار عنيف في بلدة بلشون بجبل الزاوية ناجم عن انفجار مستودع ذخيرة في المنطقة حيث قضى 4 مقاتلين من «هيئة تحرير الشام»، مشيرا إلى أن أسبابه لا تزال مجهولة.
كذلك أفاد «المرصد» باستهداف الفصائل لمناطق سيطرة قوات النظام في ريفي حماة الغربي، بعشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، حيث سقطت على مناطق في بلدات وقرى السقيلبية وشطحة وسلحب والكراح وكوكب وجورين بريف حماة الغربي؛ ما تسبب في مقتل 4 مواطنين، بينهم سيدتان وطفل، كما أصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل المعارضة فيها، كما تتواجد فصائل معارضة في مناطق في شمال محافظة حماة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.
وبعد تراجع حدة المعارك منذ يوم الأربعاء بعد معارك طاحنة في اليوم الأول من الهجوم، لفت «المرصد» إلى استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الحزب الإسلامي التركستاني و«هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة و«جيش العزة» من جهة أخرى، على محاور واقعة في محيط تل السودة ورأس العين والشعثة والقاهرة، حيث تحاول الفصائل تحقيق تقدم في المنطقة، في حين تسعى قوات النظام من هجومها المعاكس لإعادة هذه المناطق إلى سيطرتها، مشيرا إلى معارك كر وفر وسيطرة متبادلة خلال ساعات الليلة الفائتة، شهدت تقدم وتراجع قوات النظام والفصائل بشكل متبادل.
وكانت روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، توصلت في مايو (أيار) في إطار محادثات آستانة، إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا. ثم اتفقت الدول الثلاث الجمعة الماضي على نشر مراقبين منها في منطقة خفض التوتر الرابعة التي تضم إدلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) المحاذية لها. ويستثني اتفاق خفض التوتر كلا من تنظيم داعش و«هيئة تحرير الشام».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».