استمرار القصف وتراجع المعارك بين حماة وإدلب

لم يتوقف قصف طيران النظام السوري وروسيا لريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، رغم شبه توقف الاشتباكات التي كانت قد بدأت أول من أمس نتيجة الهجوم الذي شنته «هيئة تحرير الشام» (التي تضم جبهة النصرة وبعض الفصائل) ضد مواقع تابعة لقوات النظام، مما أدى إلى مقتل نحو مائة شخص من المدنيين والمقاتلين، وإصابة العشرات، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وكان القصف قد استهدف في اليوم الأول عدداً من المدارس والمستشفيات التي خرج 3 منها عن العمل، فيما أعلنت أمس «الهيئة التربوية» عن إقفال المدارس خوفاً على التلاميذ في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بحسب ما قاله القيادي في «جيش الإسلام» في إدلب، أبو علي عبد الوهاب، لـ«الشرق الأوسط»، الذي أشار إلى أن الاشتباكات كانت شبه متوقفة أمس، باستثناء بعض المناوشات، بينما استمر القصف على مواقع عدة، منها مواقع سكنية، واستهدف مواقع تابعة لـ«الهيئة»، ومواقع تابعة لفصائل مناهضة لها، وهو ما حصل أمس باستهداف منازل تابعة لقياديين في فصائل «الجيش الحر»، إضافة إلى استهداف سوق شعبية في مدينة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وأشار «المرصد» إلى مقتل سيدة واثنين من أولادها وحفيدها، إثر غارات للطائرات الحربية في ريف معرة النعمان الشرقي، فجر أمس.
وأفاد «مركز إدلب الإعلامي» باغتيال قياديين في «هيئة تحرير الشام»، من قبل مجهولين في مدينة إدلب، وقال: «قتل عدد من المدنيين، وجرح آخرون، جراء غارات جوية استهدفت بلدة جرجناز بريف معرة النعمان الشرقي، فجر أمس»، لافتاً أيضاً إلى أن طائرات روسية شنت غارتين جويتين فجراً على بلدة جرجناز، حيث سقط 5 قتلى، وعدد من الجرحى.
وقال «المرصد» أمس: «قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة مورك، وقريتي الصياد وحصرايا، ومناطق أخرى في منطقة قلعة المضيق، بالريفين الشمالي والشمالي الغربي لحماة، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، واستهدفت مناطق في بلدة اللطامنة، في حين قضى قائد عسكري محلي في «هيئة تحرير الشام» خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محور ريف حماة الشمالي. كما استهدفت «هيئة تحرير الشام» تمركزات لقوات النظام في قريتي كراح وكوكب، بريف حماة الشمالي الغربي.
وليلاً أيضاً، شنّ الطيران، بحسب «مركز إدلب الإعلامي»، غارات على أطراف مدينة معرة النعمان، وبلدات حاس ومعرحطاط وتلمنس والتمانعة والهبيط وعابدين وبينين وترملا وكرسعة والفطيرة والنقير وخان شيخون، مخلفاً جرحى ودماراً كبيراً بممتلكات المدنيين، كما تعرضت مدينة كفرنبل لأكثر من 10 غارات ليلية، تركزت على أطراف المدينة، كما سقط صاروخ أرض - أرض على أطراف بلدة سرجة، في جبل الزاوية، وخلّف جرحى.
وردت «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) على تصريحات بريطانية، وقالت إنها «جسم ثوري» في سوريا، وإن موقف لندن «ليس واقعيا ويفتقر إلى الأدلة والبراهين».
وكان ممثل بريطانيا الخاص لسوريا، غاريث بايلي، قال في بيانٍ أول من أمس، إن «هيئة تحرير الشام مرتبطة بتنظيم القاعدة، واتخذت خطوات لتفرض سيطرتها على إدلب خلال الشهرين الماضيين، وهي تشكل قلقا بالغا للمملكة المتحدة والمجتمع الدولي». وأضاف أن «الهيئة استخدمت تكتيكات إرهابية عنيفة كاغتيال خصومها، واختطاف ناشطين مدنيين، لتؤمن مكانا في إدلب، كما أنها تحافظ على ارتباطها بقيادة تنظيم القاعدة، وتؤوي أعضاء من التنظيم، وغيره من التنظيمات العنيفة المتطرفة».
من جهتها، قال «الهيئة» في بيانٍ، إن تصريحات الخارجية البريطانية «اتسمت بالبعد عن الحقيقة ومفارقتها للواقع وافتقادها للأدلة والبراهين»، معتبرة أنها «منتج إعلامي يصب في صالح نظام الأسد ودعم له في وجه القوى الثورية».
وتابعت: «إنها عرفت عن نفسها في أكثر من مناسبة أنها جسم ثوري مستقل لا يتبع لأي جهة هدفه الرئيسي الدفاع عن أهل السنة في الشام».
وانتقدت الهيئة مواقف الدول الغربية «المتخاذل حيال الجرائم والفظائع التي ارتكبها نظام الأسد واستخدامه مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوية ضد الشعب السوري».
وطالبت الحكومة البريطانية بمزيد من التوثق والتأكد من المعلومات التي تصلها والبعيدة كل البعد عن الواقع.