سفير موريتانيا لدى القاهرة يستدعي الشرطة لفض اعتصام طلاب بلاده

اتهموا الملحق الثقافي بالتلاعب في المنح الدراسية التي وفرتها لهم حكومتهم

جانب من احتجاجات الطلاب الموريتانيين في مقر سفارتهم بالقاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من احتجاجات الطلاب الموريتانيين في مقر سفارتهم بالقاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

سفير موريتانيا لدى القاهرة يستدعي الشرطة لفض اعتصام طلاب بلاده

جانب من احتجاجات الطلاب الموريتانيين في مقر سفارتهم بالقاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من احتجاجات الطلاب الموريتانيين في مقر سفارتهم بالقاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

استدعى ودادي ولد سيدي هيبة، سفير موريتانيا لدى القاهرة، الشرطة لفض اعتصام نظمه عدد من الطلاب الموريتانيين بمقر سفارتهم، تنديداً بما وصفوه بـ«تلاعب الملحق الثقافي في المنح الدراسية التي وفرتها لهم حكومتهم، ومنعهم من التسجيل بالجامعات المصرية، بعد قبولهم بها».
وغادر عشرات الطلاب مقر سفارتهم فجر أمس، عقب وصول الشرطة، مهددين «بمواصلة احتجاجاتهم لحين تحقيق مطالبهم المشروعة». وقال الوالد سيداتي، الأمين العام لاتحاد الطلاب الموريتانيين في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إن اعتصامهم جاء بعد مداولات عدة استمرت أكثر من شهرين ونصف الشهر مع مسؤولين عن ملف التعليم في السفارة «دون جدوى»، مضيفاً أن «الطلاب وجدوا أنفسهم أمام خيار الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، والمتمثلة في الموافقة على التسجيل بالجامعات المصرية».
وقال طالب آخر من المعتصمين، رفض ذكر اسمه، إن السفير الموريتاني غادر مقر الاعتصام فجراً برفقة مستشاريه، و«فوض الشرطة باقتحام مبنى السفارة، وإخلائه بالقوة»، مضيفاً أن «الملحق العسكري في السفارة نجح في إقناع الطلاب بمغادرة المكان، ملتزماً ببذل جهوده لحل أزمتهم دون اللجوء إلى العنف».
واتهم الطلاب الملحق الثقافي محمد فال ولد أباه «بفرض لائحة خاصة به، تحوم حولها شبهات المحسوبية، ضارباً عرض الحائط بمستقبل عشرات الطلاب الذين وصلوا الأراضي المصرية خلال الأشهر الماضية، بعد حصولهم على التزامات من السفارة بتسجيلهم فور قبولهم في الجامعات».
وكان عشرات الطلاب الموريتانيين قد اعتصموا داخل مقر سفارتهم في القاهرة، أمس احتجاجاً على ما سموه بـ«تعنت المستشار الثقافي للسفارة»، متهمين إياه «بمنع عدد من الطلاب الوافدين من حقهم في المنح الدراسية التي وفرتها لهم الحكومة».
وقال الطلاب إن 28 طالباً وفدوا إلى مصر قبل أيام على أساس الدراسة بنظام المنح بعد استيفاء الأوراق الحكومية، لكنهم فوجئوا بأن المستشار الثقافي وضع 28 اسماً بدلاً منهم، ما يعني أن هؤلاء الطلاب يتوجب عليهم دفع 3 آلاف جنيه إسترليني كرسوم دراسية في السنة الواحدة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.