واشنطن سلمت أكراد سوريا طائرات طلبتها أنقرة

واصلت تركيا تعزيز قواتها المنتشرة بطول الحدود مع سوريا مع ظهور مؤشرات على احتمالات القيام بعملية عسكرية في إدلب بمساعدة فصائل من «الجيش السوري الحر». وانتقدت أنقرة واشنطن لتسليمها أكراد سوريا طائرات رفضت بيعها إلى الجيش التركي.
ودفع الجيش التركي، أمس الأربعاء، بوحدات من القوات الخاصة إلى بلدة الريحانية في محافظة هطاي جنوب البلاد بمواجهة إدلب. وشوهد رتل عسكري يقل وحدات من القوات الخاصة بكامل معداته العسكرية أثناء وصوله إل الريحانية، ومن ثم توجهه إلى الحدود السورية.
وقالت مصادر عسكرية لوكالة أنباء الأناضول التركية، إن القوات الخاصة أرسلت من أجل تعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا والتي تزيد على كتيبتين مزودتين بالأسلحة الثقيلة والآليات وناقلات الجنود المدرعة.
وأرسل الجيش التركي، خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا بمحافظتي كليس (بمواجهة عفرين) وهطاي (بمواجهة إدلب)، وسط تقارير عن استعدادات مكثفة لعملية موسعة للقوات التركية وفصائل «الجيش الحر». وتضمنت التعزيزات المرسلة دبابات ومدفعيات وناقلات جند مصفحة وآليات عسكرية وهندسية أخرى.
في سياق متصل، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجددا، تزويد الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري بالأسلحة والمعدات العسكرية، معتبرا ذلك أمرا يناقض «الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين أنقرة وواشنطن».
وتساءل إردوغان، في مقابلة مع قناة «بي بي إس» الأميركية، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن السبب في عدم استطاعة تركيا شراء أسلحة من الولايات المتحدة مقابل المال، في وقت تقدم فيه الأسلحة والدعم العسكري بالمجان لما سماه «بعض التنظيمات الإرهابية» في سوريا، مشيرا إلى أن «هذه التساؤلات موجهة إلى الأصدقاء في الولايات المتحدة».
واعتبر أن خطوة قيام واشنطن بعملية الرقة ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي مع «الوحدات» الكردية لم تكن صائبة، وأنه كان بالإمكان القيام بذلك مع تركيا.
وأشار إردوغان إلى أن أنقرة طلبت في وقت سابق من واشنطن، شراء طائرات «إم كيو - بريداتور» من دون طيار، إلا أنها رفضت لتقدمها فيما بعد مجانا لـ«وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا عبر شاحنات محملة بالمعدات العسكرية والأسلحة تجاوز عددها 3 آلاف شاحنة حتى الآن، على حد قوله.
من ناحية أخرى، عبرت 9 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، الحدود التركية في محافظة هاطاي متوجهة إلى إدلب.
وقالت وكالة أنباء الأناضول، إن المساعدات تتضمن مستلزمات معيشية واحتياجات إنسانية أساسية، وستوزع على المحتاجين في مدينة إدلب والقرى المحيطة بها.
وعبرت 14 شاحنة مماثلة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى الجانب السوري من معبر جيلفاجوزو التركي في هاتاي أول من أمس.