المحكمة العليا في كينيا تنطق بحكم إلغاء الانتخابات الرئاسية

TT

المحكمة العليا في كينيا تنطق بحكم إلغاء الانتخابات الرئاسية

انتقدت المحكمة العليا في كينيا، أمس (الأربعاء)، عدم قيام لجنة الانتخابات بفتح خوادم الكومبيوتر التي عملت من خلالها على نتائج الانتخابات الرئاسية التي ألغت نتيجتها مطلع الشهر الحالي، في سابقة هي الأول من نوعها في التاريخ السياسي بالقارة الأفريقية.
وقضت المحكمة العليا في كينيا ببطلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، وأمرت اللجنة الانتخابية بإعادة إجراء الانتخابات خلال 60 يوما؛ وأقرت المحكمة، بأغلبية الأعضاء، بوجود مخالفات في عملية فرز النتائج، وأمرت بفتح تحقيق يبدأ بفتح خوادم الكومبيوتر للتأكد من مزاعم المعارضة بخصوص حدوث تسلل إلكتروني تلاعب بالنتائج.
وفي مقدمة منطوق الحكم (أمس) انتقدت القاضية فيلومينا مويلو لجنة الانتخابات لعدم التزامها بأوامر المحكمة بفتح خوادم الكومبيوتر، قائلة إن هذا يعني أن مزاعم المعارضة بشأن حدوث تسلل إلكتروني أو تلاعب بالأصوات ربما تكون حقيقية؛ وأضافت القاضية التي كانت تتلو الحكم المفصل بخصوص إلغاء نتائج الانتخابات: إن «عدم الالتزام أو عدم امتثال اللجنة للأمر يؤخذ قطعا ضدها». وقالت القاضية في منطوق الحكم إنه «اتضح أن اللجنة الانتخابية لم يكن لديها كل كشوف نتائج التصويت اللازمة عندما أعلنت النتائج الرسمية»، وأضافت: «بالتالي، فإنه لا يمكن القول إنها تحققت من النتائج»، على حد تعبيرها.
وفي حين كانت المحكمة العليا تعلن منطوق الحكم المفصل بخصوص إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، احتشد جمع من المتظاهرين الداعمين للمعارضة أمام المحكمة، في حين استخدمت الشرطة الكينية الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين الذين كانوا يتطلعون لمعرفة أسباب إلغاء الانتخابات إن كانت «إجرائية» أو لوجود دليل على تزوير منهجي.
وكانت المحكمة قد أعلنت في حكم مقتضب، أن بعض كشوف النتائج لم تحمل توقيعا أو أختاما رسمية؛ وكان مسؤولو لجنة الانتخابات قد أعلنوا أن الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا (55 عاما) قد فاز بمليون ونصف المليون صوت، وهو ما رفضه زعيم المعارضة رايلا أوديغا (72 عاما) الذي قال إن الانتخابات الأخيرة ودورتين سابقتين سرقت منه.
في غضون ذلك، تصاعدت احتجاجات أنصار الرئيس المنتهية ولايته ضد المحكمة العليا، ولجأت الشرطة الكينية أول من أمس (الثلاثاء) إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق مئات المحتجين الغاضبين الذين يرتدون ملابس حمراء، الشعار الرسمي لأنصار أوهورو كينياتا؛ وردد المحتجون شعارات مناوئة للقضاء، رافضين قرار إلغاء نتائج الانتخابات، واتهموا رئيس المحكمة العليا الكينية وكبير القضاة ديفيد ماراجا بالخيانة.
وفي مؤتمر صحافي عقدته المحكمة العليا قال ماراجا: إن التهديدات ضد المسؤولين في النظام القضائي زادت، بينما تتعامل المحكمة مع مئات الالتماسات الناتجة من الانتخابات؛ وأضاف كبير القضاة في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في الوقت نفسه الذي كان يتجمهر فيه مئات المحتجين الغاضبين أمام بوابة المحكمة، إنه «منذ حكم المحكمة زادت هذه التهديدات عدوانية».
وبناءً على قرار المحكمة العليا قالت اللجنة الانتخابية في بيان وقعه رئيسها: إن «انتخابات رئاسية جديدة ستجري في 17 أكتوبر (تشرين الأول) بناءً على قرار المحكمة العليا التي ألغت الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من شهر أغسطس (آب) الماضي»،



77 قتيلاً على الأقل بالهجوم الإرهابي في باماكو

جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
TT

77 قتيلاً على الأقل بالهجوم الإرهابي في باماكو

جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)
جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)

خلّف الهجوم الإرهابي في العاصمة المالية باماكو، الذي استهدف معسكراً لتدريب الشرطة العسكرية ومطاراً عسكرياً تتمركز فيهما عناصر من مجموعة «فاغنر» الروسية، أكثر من 70 قتيلاً و200 جريح، وفق ما أفادت مصادر أمنية الخميس.

وأفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية» -طالباً عدم كشف اسمه- بأن 77 شخصاً قتلوا وأصيب 255 آخرون في الهجمات التي وقعت الثلاثاء في باماكو، في حين قدّرت وثيقة رسمية سرية عدد القتلى بنحو 100، ذاكرة أسماء 81 ضحية.

وذكرت صحيفة «لوسوار» اليومية في عددها الصادر الخميس، أن جنازات نحو 50 طالباً من الشرطة العسكرية ستتم في اليوم نفسه.

من الانفلات الذي رافق الهجوم الإرهابي في شوارع العاصمة المالية (إ.ب.أ)

ولم تعلن السلطات العسكرية في مالي الحصيلة النهائية لضحايا الهجمات الإرهابية التي تبنتها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي... ويقول خبراء إن هذه العملية «هي الأولى من نوعها منذ سنوات، ووجهت ضربة قوية للمجلس العسكري الحاكم».

وعادةً ما تكون العاصمة المالية بمنأى عن هذا النوع من الهجمات التي تقع بشكل شبه يومي في بعض الأجزاء من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

واعترفت هيئة الأركان العامة في وقت متأخر الثلاثاء بـ«سقوط بعض القتلى»، ولا سيما أفراد من مركز الشرطة العسكرية.

من جهتها، أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابية، أن عشرات من عناصرها أوقعوا «مئات» القتلى والجرحى، بينهم عناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية.

ووقع الهجوم غداة احتفال مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي تقودها أنظمة عسكرية، بمرور عام على إنشائها «تحالف دول الساحل». وتخضع الدول الثلاث لحكم عسكري بعد سلسلة من الانقلابات منذ عام 2020، وأعلنت في يناير (كانون الثاني) قطع علاقاتها مع التكتل الإقليمي «الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» (إكواس).