غوتيريش يحذر من مواجهة عسكرية في الأزمة الكورية

انتقد استغلال قضايا اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
TT

غوتيريش يحذر من مواجهة عسكرية في الأزمة الكورية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، إن التعامل مع كوريا الشمالية يحتاج إلى حنكة سياسية من أجل تفادي الحرب، وانتقد زعماء العالم الذين يؤججون الكراهية للاجئين لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تسلمه منصبه في يناير (كانون الثاني)، قال غوتيريش، إنه يجب حل الأزمة بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية من خلال عملية سياسية. وقال رئيس وزراء البرتغال السابق: «هذا هو وقت اللجوء للحنكة السياسية»، مضيفا: «علينا ألا ننقاد إلى الحرب دون أن ندري».
وكان ترمب قد حذّر كوريا الشمالية من أن العمل العسكري خيار مطروح بالنسبة للولايات المتحدة، بعد أن نفذت بيونغ يانغ سلسلة تجارب بهدف امتلاك القدرة على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ يحمل رأسا نوويا. ووافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض تسع جولات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006. وناشد غوتيريش المجلس الحفاظ على وحدته حيال أزمة كوريا الشمالية.
إلى ذلك، عبّر غوتيريش الذي كان رئيسا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن شعوره «بالألم لرؤية ما يلاقيه اللاجئون والمهاجرون من تنميط، واتخاذهم ككبش فداء ورؤية شخصيات سياسية تؤجج الكراهية بحثا عن مكاسب انتخابية».
وتابع غوتيريش: «أنا شخصيا مهاجر، كما الكثير منكم. ولكن لم يتوقع مني أحد أن أخاطر بحياتي على قارب يسرب المياه أو أن أعبر الصحراء في شاحنة للعثور على وظيفة خارج البلد الذي ولدت فيه». وأضاف: «لا يمكن أن تكون الهجرة الآمنة حكرا على النخبة على مستوى العالم».
وحذّر غوتيريش من مخاطر تغيّر المناخ، داعيا قادة العالم إلى تطبيق اتفاق باريس للمناخ الموقع عام 2015 للحد من الانبعاثات. وعن جهود مكافحة الإرهاب، قال غوتيريش إنه يخطط أن يستضيف العام المقبل أول تجمع لقادة أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لتكوين شراكة دولية جديدة لمكافحة الإرهاب. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بمواجهة جذور وأسباب الإرهاب والراديكالية، مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب أمنيا ليست كافية، بل لا بد من علاج أسباب انتشاره بين الشباب. ولفت في هذا الإطار إلى التحديات في كل من سوريا واليمن وأفغانستان وليبيا، مؤكدا أن الحلول السياسية فقط هي التي تجلب السلام.
وحول ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد غوتيريش دعمه لحل الدولتين وقال إن «علينا استعادة الأمل لدى الشعوب، وحلّ الدولتين هو الأمل».
إلى ذلك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه بوقف العمليات العسكرية البورمية ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار. وقال إنه «على السلطات البورمية أن توقف العمليات العسكرية، وأن تؤمن وصول الوكالات الإنسانية من دون قيود» لمساعدة السكان، وذلك بعد ساعات على خطاب الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي. وقال غوتيريش أمام قادة العالم: «لقد أصبنا جميعا بالصدمة من جراء التصعيد المأساوي للتوتر الطائفي في ولاية راخين البورمية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين.

وبعث كيم في الرسالة تحياته بمناسبة العام الجديد إلى بوتين وجميع الروس، بما في ذلك أفراد الجيش، وعبّر عن استعداده لتعزيز العلاقات الثنائية، التي قال إن الزعيمين رفعاها إلى مستوى جديد هذا العام، من خلال مشروعات جديدة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم «تمنى أن يُسجل العام الجديد 2025 باعتباره أول عام للنصر في القرن الحادي والعشرين عندما يهزم الجيش والشعب الروسي النازية الجديدة ويُحقق نصراً عظيماً».

وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، وصف الزعيم الكوري الشمالي، بوتين، بأنه «الصديق الأعز»، وفق وسائل إعلام رسمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بلديهما.

وتعمقت العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ حرص بوتين وكيم على إظهار متانة علاقتهما الشخصية. ووقع الزعيمان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة بوتين إلى الشمال المعزول في يونيو (حزيران). وتلزم الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر الطرفين بتقديم الدعم العسكري الفوري للطرف الآخر في حال تعرضه للغزو.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي أرسل «أطيب التمنيات للشعب الروسي الشقيق وجميع أفراد الخدمة في الجيش الروسي الشجاع بالنيابة عن نفسه، والشعب الكوري، وجميع أفراد القوات المسلحة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». كما أعرب كيم عن «استعداده لتصميم مشاريع جديدة والدفع بها قدماً» بعد «رحلتهما المجدية عام 2024». وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، أعرب كيم أيضاً عن أمله بأن يكون عام 2025 هو العام «الذي يهزم فيه الجيش والشعب الروسيان النازية الجديدة ويحققان نصراً عظيماً».

وتتهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ المسلحة نووياً بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لدعم روسيا في قتالها ضد أوكرانيا. ويقول خبراء إن كيم يسعى في المقابل للحصول من موسكو على تقنيات متطورة وخبرة قتالية لقواته. وأوردت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن بوتين بعث برسالة مماثلة إلى كيم أشاد فيها بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووقع كيم وبوتين معاهدة دفاع مشترك في قمة انعقدت في يونيو (حزيران)، التي تدعو كل جانب إلى مساعدة الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأرسلت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، وقالت سيول وواشنطن إن أكثر من ألف منهم قُتلوا أو أصيبوا.