تسارع التحضيرات التركية لمعركة شمال سوريا

TT

تسارع التحضيرات التركية لمعركة شمال سوريا

في غياب أي تعليق رسمي على القصف الروسي في إدلب أمس، قالت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصالات مع موسكو وطهران لا تزال مستمرة في شأن نشر المراقبين بموجب الاتفاق بين الدول الثلاث في آستانة الأسبوع الماضي على إقامة منطقة لخفض التوتر في إدلب.
وفي الوقت نفسه، واصلت تركيا تعزيز قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا، ووصلت قافلة تحمل تعزيزات عسكرية تركية أمس، إلى محافظة كليس (جنوب) الواقعة بمقابل مدينة عفرين تتألف من ناقلات جنود مدرعة، إلى جانب شاحنة محملة بـ8 حافلات.
وتوجهت القافلة من كليس، باتجاه الشريط الحدودي، حيث سيتم نشر التعزيزات في المنطقة، بحسب ما ذكرت مصادر عسكرية لوكالة أنباء الأناضول. وقالت المصادر إن التعزيزات ستعمل على دعم الوحدات المتمركزة على الحدود.
كما يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى وحداته العاملة في المناطق الحدودية بمحافظة هطاي جنوب البلاد، تمهيدا لنقلها إلى الحدود مع سوريا. وبحسب المصادر، تضمنت التعزيزات 30 عربة عسكرية وتم نقلها من محافظة كركلار إيلي (شمال غربي البلاد)، إلى إسكندرون في هطاي.
وكثفت تركيا على مدار الأيام الأخيرة تعزيزاتها العسكرية على الحدود مع سوريا وسط تقارير عن عملية موسعة وشيكة في إدلب.
وقالت صحافية «يني شفق» القريبة من الحكومة التركية، إن القوات المسلحة التركية أصدرت تعليمات لمجموعات من «الجيش السوري الحر» للاستعداد لعملية إدلب، بمشاركة 5 آلاف مقاتل في المرحلة الأولى من العملية. وأضافت أن العملية تستهدف السيطرة على منطقتين بارزتين ضمن المناطق الممتدة من عفرين الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وصولا إلى جبل التركمان في اللاذقية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه تمت إعادة تنظيم وحدات «الجيش السوري الحر» من خلال توحد الكتائب والفصائل تحت مظلة لواء موحد، وتم تدريب 8 آلاف من مقاتلي «الجيش الحر» وانتهت عملية نقل المقاتلين والمركبات العسكرية والأسلحة والمعدات إلى إدلب. وكانت فصائل «درع الفرات» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» التي تتعاون مع تركيا والمتمركزة في ريف حلب الشمالي أعلنت أول من أمس أن نحو 4500 مقاتل من قواتها يتأهبون لانطلاق هذه المعركة، معظمهم من «لواء الشمال» و«الجبهة الشامية» و«فرقة الحمزة» و«الفرقة التاسعة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.