هل يخلق إغلاق سوق الانتقالات مبكراً مزيداً من المشكلات؟

إلغاء القيود على المواعيد وفتح باب التعاقدات على مدار الموسم سيضع حداً للفوضى

سانشيز نجم آرسنال كان محوراً للجدل في سوق الانتقالات  (رويترز) - كوتينيو نجم ليفربول  ظل مشتت الفكر حتى اليوم الأخير من سوق الانتقالات (رويترز)
سانشيز نجم آرسنال كان محوراً للجدل في سوق الانتقالات (رويترز) - كوتينيو نجم ليفربول ظل مشتت الفكر حتى اليوم الأخير من سوق الانتقالات (رويترز)
TT

هل يخلق إغلاق سوق الانتقالات مبكراً مزيداً من المشكلات؟

سانشيز نجم آرسنال كان محوراً للجدل في سوق الانتقالات  (رويترز) - كوتينيو نجم ليفربول  ظل مشتت الفكر حتى اليوم الأخير من سوق الانتقالات (رويترز)
سانشيز نجم آرسنال كان محوراً للجدل في سوق الانتقالات (رويترز) - كوتينيو نجم ليفربول ظل مشتت الفكر حتى اليوم الأخير من سوق الانتقالات (رويترز)

لا تحمل الأنباء عن إغلاق أندية الدوري الممتاز لنافذة الانتقالات قبل بدء الموسم مفاجأة، ذلك أن جميع الأطراف تقريباً لطالما ضجت بالشكوى إزاء هذا الأمر، باعتبار أن استمرار موسم الانتقالات في الوقت الذي تجري فيه المباريات يخلق حالة من تشتيت الانتباه مع انطلاق شائعات وانهماك وكلاء اللاعبين في تنفيذ خطط لضمان أفضل ظروف ممكنة لعملائهم وإبداء لاعبين شعورهم بالسخط إزاء أوضاعهم.
وكان موقف البرازيلي فيليبي كوتينيو المثال الأبرز على ذلك في الفترة الأخيرة. ورغم أن السبب المعلَن وراء غيابه عن المباريات الأربع الأولى مع فريقه ليفربول هو تعرضه لإصابة في الظهر، فإن الواضح والأكيد أن وقوف برشلونة على أهبة الاستعداد لاقتناص اللاعب والعرض المالي المغري كان سبباً آخر لتأجيل الدفع باللاعب في صفوف ناديه الإنجليزي. وغاب كوتينيو عن أول 3 مباريات وسارك لبضع دقائق في الرابعة وكذلك في مباراة الذهاب ببطولة دوري أبطال أوروبا، بالتأكيد لم يكن ذلك وضعاً مثالياً.
بالتأكيد ثمة أمور كثيرة يمكن إنجازها خلال الشهر الأول من أي موسم: دراسة وتجريب أساليب لعب مختلفة وتقييم اللاعبين والتنقل ما بين مشاعر الذعر والهدوء، في الوقت الذي تتعرض فيه مشاعر التفاؤل التي عادة ما تسبق انطلاق الموسم الجديد إما للتعزيز أو التحطم. وقبل كل ذلك، يتعين على المدربين التعامل مع سيل مستمر من التساؤلات حول من سيرحل من اللاعبين ومن سينضم إلى الفريق، بناءً على اعتقاد سائد بأن شراء لاعبين جدد يمثل السبيل الحقيقية الوحيدة لحل أية مشكلة قد يواجهها فريق ما.
الملاحظ أن قليلين للغاية كانوا يشعرون بالرضا إزاء توقيت إغلاق سوق الانتقالات. على سبيل المثال، أجاب الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول لدى سؤاله عما إذا كان من الواجب إنهاء موسم الانتقالات قبل بدء الموسم الجديد، قائلا: «كان يمكن أن يشكل ذلك عوناً كبيراً لنا هذا العام»، أما جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، فقال هذا الصيف: «هذا خطأ فادح ارتكبه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). أعتقد أنه ينبغي أن تنتهي سوق الانتقالات قبل بداية الموسم، ذلك أن موسم الانتقالات بصورته الحالية طويل للغاية»، وعام 2015، قال آرسين فينغر مدرب آرسنال: «هل أشعر بالضيق إزاء استمرار موسم الانتقالات؟ نعم، لأن هذا يخلق حالة من الشكوك. ينبغي أن يكون الجميع بحلول بداية الموسم ملتزماً تماماً تجاه ناد بعينه، وليس في حالة تردد».
في الواقع، لا يمكن تجاهل الشعور بأن وسائل الإعلام تتعمد خلق هالة من الترقب والاهتمام حول موسم الانتقالات، تمهيداً للوصول إلى «الحدث الأكبر» المتمثل في اليوم الأخير من الموسم مع وقوف مراسلي قناة «سكاي سبورتس»، بينما تبدو عليهم أمارات الإجهاد في باحات انتظار للسيارات لينقلوا إلى الجماهير أحدث أخبار الصفقات التي يجري إنجازها داخل البنايات التي تظهر خلفهم.
ومن شأن تغيير مواعيد موسم الانتقالات وضع نهاية لسخافة عقد تعاقدات أثناء إقامة مباريات في 31 أغسطس (آب). هذا العام، واكب اليوم الأخير لموسم الانتقالات منتصف فترة العطلة الدولية، الأمر الذي ترتب عليه مزيد من المواقف الهزلية.
لكن في المقابل ترقب الأندية فرصة ضم لاعبين بينما لا تزال المباريات تجري قد يحمل جانباً إيجابياً أيضاً، وذلك ببساطة لأن المدربين يصبح في استطاعتهم إصدار قرارات أفضل إزاء ما يمكن أن يفيدهم وما لا جدوى من ورائه. وجميعنا ندرك أن المباريات التي تعقد قبل الموسم لا تحمل أهمية تُذكر، فلماذا إذن يتعين على الأندية اتخاذ قرارات بناءً عليها تظل تلك الأندية رهينة لها حتى يناير (كانون الثاني) موعد سوق الانتقالات الشتوية؟
من ناحيته، شرح غاري رويت، مدرب نادي ديربي كاونتي، في تصريح لـ«الغارديان» في وقت قريب، أنه «بإمكانك النظر إلى الأمر بأي من الصورتين؛ بأن تركز أنظارك إما على نصف الكوب الممتلئ أو النصف الخالي. المؤكد أن الحياة ستكون أيسر كثيراً إذا ما أغلق موسم الانتقالات أبوابه قبل بداية الموسم، لكن في الوقت ذاته أعتقد أن ثمة ميزة وراء الوضع الحالي من ناحية أنه مع خوض المدرب ثلاث أو أربع مباريات في الموسم الجديد وبدأ يشعر أن ثمة أمراً ينقصه، فإنه تظل أمامه فرصة لتعزيز صفوف فريقه».
في الواقع، يبدو هذا الأمر منطقياً، فقد يعتقد مدرب ما أن فريقه على ما يرام على امتداد الصيف. وبعد ذلك، ربما يفاجأ بمجرد خوض المنافسات الحقيقية بأن خط وسط الملعب ليس جيداً، أو أن لاعب قلب الدفاع فقد لمسته السحرية، أو أن لاعباً يشارك في مركز الجناح الظهير لا يستطيع الجري بالمستوى المطلوب. ورغم أن مرور بضعة أسابيع في أغسطس مع استمرار وجود نافذة الانتقالات مفتوحة قد لا يكون وضعاً مثالياً، فإنه على الأقل يمنح الفرق فرصة إصلاح الأوضاع، والقيام بذلك بناءً على دلائل جديرة بالاعتماد عليها.
علاوة على ذلك، فإن تغيير الموعد لن يحل الكثير من المشكلات لأندية الدوري الممتاز لأن أي محاولة لتطبيق هذا التغيير من دون بقية بلدان أوروبا سيترك أمراً معقداً من الناحية اللوجيستية، بالنظر إلى الأوقات المختلفة التي تنطلق فيها المواسم الكروية. وعليه، فإنه إذا أغلق موسم الانتقالات الإنجليزي أبوابه هذا العام في 10 أغسطس، فإنه سيظل مفتوحاً في باقي دول أوروبا لثلاثة أسابيع أخرى، ما يعني أن أنظار نجوم كبار كما في حالة كوتينيو ستظل متعلقة بإمكانية السفر. على الأقل على هذا النحو، إذا ما أقدم لاعب على اتخاذ مثل هذا الموقف أو ظهر عرض بمثل هذه الضخامة فإن النادي لن يكون أمامه بديلاً عن الموافقة على بيع اللاعب، لكن تبقى أمام النادي فرصة الاستعانة بآخر بديلاً له. أما إذا تعاملت أندية الدوري الممتاز مع نفسها باعتبارها جزراً منعزلة، سينتهي بها الحال إلى أنها ستصبح الوحيدة التي تغلق موسم الانتقالات لديها مبكراً، ما يضعها في موقف بالغ السوء على المستوى العالمي.
بطبيعة الحال، يتمثل البديل في التخلي عن موسم الانتقالات نهائياً، والعودة إلى الفترة التي كانت مثل هذه الانتقالات تجري على امتداد الموسم. وبذلك، ستختفي مشاعر الذعر وسيصبح في مقدور دانييل ليفي توزيع عمله على أسابيع بدلاً عن حشره في يوم واحد. وينبغي الانتباه هنا إلى أن مواسم الانتقالات تحرم الأندية الأفقر مادياً من فرصة جني أموال بسرعة من خلال بيع لاعب ما.
في الواقع، فإن نظام الانتقالات الحالي بعيد كل البعد عن المثالية. وقد يكون إلغاء مواسم الانتقالات تماماً حلاً جيداً. ومع هذا فإن تصويت أندية الدوري الممتاز على إغلاق موسم الانتقالات باكراً لأن هذا من شأنه تقليل حالة الفوضى أمامها، يبدو بمثابة حل وسط يخلق مزيداً من المشكلات، بدلاً عن حل المشكلات القائمة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.