سقوط 40 انقلابياً في الجبهات خلال 3 أيام

مقتل 4 أطفال بقذائف حوثية في تعز

ناشطون يمنيون تداولوا بوسائل التواصل الاجتماعي صورة طبيب يعالج طفلاً أصيب إثر قصف الحوثيين ملعب أطفال في تعز أمس
ناشطون يمنيون تداولوا بوسائل التواصل الاجتماعي صورة طبيب يعالج طفلاً أصيب إثر قصف الحوثيين ملعب أطفال في تعز أمس
TT

سقوط 40 انقلابياً في الجبهات خلال 3 أيام

ناشطون يمنيون تداولوا بوسائل التواصل الاجتماعي صورة طبيب يعالج طفلاً أصيب إثر قصف الحوثيين ملعب أطفال في تعز أمس
ناشطون يمنيون تداولوا بوسائل التواصل الاجتماعي صورة طبيب يعالج طفلاً أصيب إثر قصف الحوثيين ملعب أطفال في تعز أمس

قتل أكثر من 40 انقلابياً في جبهات القتال المختلفة في اليمن بمواجهات مع الجيش الوطني وعمليات التحالف العسكرية، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ففي جبهة ميدي بمحافظة حجة، المحاذية للسعودية، قتل خلال الثلاثة أيام الماضية 20 انقلابياً، وأصيب أكثر من 46 آخرين خلال معاركهم في الجبهة الجنوبية لمدينة ميدي.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن «القتلى ينتمون لمحافظة حجة، وإن هناك كثيراً من الجثث التي لم يتم التعرف عليها، خلفتها الميليشيات الانقلابية وراءها خوفاً من غضب الأهالي وامتناعهم عن إمداد الجبهات بالمقاتلين»، طبقاً لما نقل عنها موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت».
وأكدت المصادر أن «الأهالي يطالبون الميليشيات الانقلابية بجثث أبنائهم التي ما زالت مخفية أو مرمية في الجبهات ولم تتمكن من الوصول إليها».
وفي تعز، قتل 4 أطفال وأصيب 10 آخرون، أمس (الجمعة)، في قصف مدفعي لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية استهدفت ملعب أطفال وسط حي «شعب الدبا» بمدينة تعز.
وقال مصدر طبي: «وصلت إلى المستشفى جثث 4 أطفال قضوا في القصف، وهناك 10 آخرون جرحى معظم إصاباتهم خطيرة»، جراء سقوط قذيفتين أطلقتها الميليشيات الانقلابية على منطقة حوض الأشراف.
كما سقط أكثر من 20 انقلابياً بين قتيل وجريح في معاركهم مع الجيش الوطني في محيط جبل سبحطل بمديرية باقم شمال محافظة صعدة، معقل الحوثيين، إضافة إلى الخسائر المادية التي تكبدتها ميليشيات الحوثي وتدمير الجيش لمخازن أسلحة.
وبحسب مصادر عسكرية، «قتل 8 من ميليشيات الحوثي وأصيب 12 آخرون بعد مواجهات في محيط جبل سبحطل إثر تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل إلى مواقعها».
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات بمواقع المدفون والقتب وجبل المنارة بمديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء، ومواجهات مماثلة بسلسلة جبال حام بمديرية المتون بمحافظة الجوف (شمالاً).
وتواصل المقاومة الشعبية في إقليم تهامة عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات ونقط عسكرية تتبع الميليشيات الانقلابية في مدينة الحديدة، موقعة بذلك قتلى وجرحى من الانقلابيين. وقالت مصادر إن عناصر من المقاومة استهدفت الخميس بقنبلة يدوية سيارة كان على متنها 4 من الانقلابيين في حي 7 يوليو (تموز) بمدينة الحديدة، ولاذت بالفرار ولم تعرف حجة الخسائر، إضافة إلى عملية مماثلة استهدفت اثنين من العناصر الانقلابية بسلاح شخصي في مكانين مختلفين خلال ما كانا يستقلان دراجتيهما الناريتين؛ أحدهما في شارع زايد والآخر في شارة موسى بمدينة الحديدة، ما أسفر عن مقتلهما على الفور.
وشهدت عدد من جبهات تعز الغربية والشرقية معارك كر وفر، بينما تجددت المواجهات في جبهة الأحكوم بمديرية حيفان الريفية، جنوباً، إثر محاولة تسلل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مواقع الجيش الذي تمكن من التصدي للهجوم وشن هجوم معاكس.
وأكدت مصادر عسكرية من محور تعز لـ«الشرق الأوسط»، أن «نقطة الرمادة، غرب تعز، شهدت اشتباكات بين الانقلابيين، والحرس الجمهوري التابع لصالح وميليشيات الحوثي، بالتزامن مع اشتباكات شهدتها جبهة العنين، غرباً، وإفشال محاولة تسلل للانقلابيين، علاوة على مواجهات أخرى شهدتها مناطق أطراف وادي الزنوج، شمالاً، تمكن خلالها الجيش من إجبار الميليشيات على التراجع والفرار».
كما قتلت امرأة وطفلتها (14 عاماً) جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات الانقلابية في إحدى الطرقات بقرية الصيار بمديرية الصلو.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف خلال الـ48 ساعة الماضية غاراتها على مواقع وأهداف عسكرية للميليشيات الانقلابية في عدد من المحافظات اليمنية، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين. وأفاد شهود لـ«الشرق الأوسط» بأن طيران التحالف استهدف أمس (الجمعة) مواقع للانقلابيين في تبة سودة عدان بمديرية عمران وغارات أخرى في منطقة محلي بمديرية نهم، إضافة إلى 5 غارات لتجمعات ومواقع عسكرية في البرح بمديرية مقبنة غرب تعز.
كما استهدفت المقاتلات في وقت متأخر من مساء الخميس، اثنين من الأطقم العسكرية التابعة للميليشيات الانقلابية في أطراف منطقة الضيف بمديرية صرواح بمأرب، ومقتل جميع من كان على متنها، ومواقع أخرى في بيحان العليا بمحافظة شبوة.
وطبقاً لتأكيدات سكان محليون، جدد طيران التحالف، الخميس، غاراته على مواقع عسكرية تتبع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبل عطان، جنوب صنعاء، حيث سمع ذوي الانفجارات وشوهد تصاعد الأدخنة من المواقع المستهدفة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».