وزير إسرائيلي يحذر من فوضى عارمة بعد عهد أبو مازن

قال إنه حول اتفاقات أوسلو إلى حقيقة ثم قام بدفنها

TT

وزير إسرائيلي يحذر من فوضى عارمة بعد عهد أبو مازن

حذر وزير السياحة الإسرائيلي، زئيف أيلكين، المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من خطر انتشار فوضى عارمة في السلطة الفلسطينية، بعدما يغيب الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وأشار إلى أن إسرائيل لم تستعد بعد لمواجهة حالة كهذه.
وقال إلكين، الذي تحدث الليلة الماضية، أمام مؤتمر «المركز الأورشليمي للقضايا العامة والدولة»، برئاسة مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، دوري غولد، الذي جرى تنظيمه بمناسبة مرور 24 عاماً على توقيع اتفاقيات أوسلو، إن الفوضى ستدب في المناطق الفلسطينية بعد رحيل أبو مازن. وأضاف: «لا شك لديَّ في أن أبو مازن قتَل وأنهى السياسة الفلسطينية بشكل كامل ومطلق، وتحديداً داخل حركة فتح. يمكننا القول إنه في عهد ياسر عرفات سادت حريات سياسية أكثر مما هو عليه الحال في عهد أبو مازن، لذلك سيكون لغياب أبو مازن تداعيات كثيرة».
وتناول إلكين في خطابه مرحلة ما بعد أبو مازن، التي قال إنها ستحل عاجلاً أم آجلاً، مفضلاً أن يكون عاجلاً، مدعياً أن السلطة الفلسطينية ستعجز عن انتخاب خليفة لأبو مازن بشكل منظم، لأن «أبو مازن ألغى كل آليات اتخاذ القرار وحسم الأمور، وهو الأمر الذي ساعده على البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة». وتابع: «لم يحصل أبو مازن على جائزة نوبل للسلام التي كان يستحقها فعلاً، وذلك بسبب تحديد هذه الجائزة وتقسيمها على ثلاثة. ولأن الخيار كان بينه وبين شمعون بيريس أصبحت فرصه في الحصول على الجائزة صفراً. لكن أبو مازن الوحيد الذي سيحتفظ بصفتين أو تصنيفين حقيقيين، الأول: أنه الرجل الذي حوَّل اتفاقية أوسلو إلى شيء حقيقي، والثاني أنه الرجل الذي دفن هذا الاتفاق خلال السنوات الأخيرة». وقال إلكين إن أبو مازن سيترك خلفه منظومة سياسية فوضوية، متهما إياه بدفن أوسلو عن معرفة وسبق إصرار: «قلة فقط يتذكرون كيف همس أبو مازن في أذن ياسر عرفات ودفعه نحو السير في هذه العملية، وهو الآن من سيدفنها».
وحذر الوزير الإسرائيلي من أن حكومته غير جاهزة للتعامل مع مرحلة ما بعد أبو مازن. وقال إن «التحديات المتوقعة لإسرائيل في المجال الأمني، سواء المتمثلة بالوقوف في مواجهة القوات المنظمة التابعة للسلطة، إضافة لمواجهة قوات تنظيم فتح ستشكل معضلة يصعب التعامل معها، حيث سيستأجر كل قائد جهاز أو صاحب ثروة مجموعة مسلحة تعمل لصالحه، بهدف السيطرة على السلطة أو على منطقة معينة وبهذا ستحل الفوضى الشاملة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».