إدواردو يعزز نجوميته مع الأزرق بهاتريك «آسيوي»

من مدينة استوريل شرق محافظة لشبونة البرتغالية، سطع نجم البرازيلي كارلوس إدواردو مهاجم الهلال، الذي قاد فريقه استوريل للنهوض من جديد والعودة لدوري الدرجة الأولى البرتغالي بفضل أهدافه الحاسمة وتمريراته القاتلة.
ولفت إدواردو أنظار الجميع بعطائه الفني المنهمر، حتى انطلق بسرعة الصاروخ نحو طريق النجومية، وهو ابن الـ20 عاما، لينتقل بعد هذه التجربة القصيرة مع نادي استريول المغمور إلى أعرق الأندية الأوروبية بعدما خطب نادي بورتو البرتغالي وده، بيد أن هذه التجربة والتي استمرت لموسمين لم يكتب لها النجاح.
ومن النادي البرتغالي حمل إدواردو حقائبه إلى الدوري الفرنسي وانضم لنادي نيس على سبيل الإعارة، وقدم نفسه بصورة مميزة وساهم بشكل لافت في انتصارات فريقه، وسجل الشاب البرازيلي أكثر من عشرة أهداف وصنع سبعة أهداف في دوري الدرجة الأولى الفرنسي وكأس الرابطة الفرنسية، وعلى الرغم من بروزه في الدوري الذي يعد من أقوى الدوريات العالمية، فإن نيس الفرنسي ظل عاجز عن تلبية رغبة اللاعب المالية، وفضل إدواردو البحث عن العرض المالي الأعلى.
وشد الرحال ابن السامبا البرازيلية إلى الأراضي السعودية، وانضم لنادي الهلال، ولم ينتظر طويلاً ليؤكد أنه ضالة الفريق الأزرق والصفقة الأبرز في الملاعب السعودية في السنوات الأخيرة، وشكل في ظهوره الأول من أمام غريم فريقه التقليدي نادي النصر في العاصمة البريطانية لندن، في مباراة كأس السوبر السعودي، علامة فارقة داخل المستطيل الأخضر، وتوج عطاءه المميز بتسجيل هدف المباراة الوحيد الذي كان كافياً لصعوده لمنصة التتويج في إطلالاته الأولى في الملاعب السعودية.
وواصل هذا النجم تميزه في المسابقات المحلية، حتى أذهل الجميع، وكأنه يحول معزوفات بتهوفن الشهيرة إلى واقع كروي على المستطيل الأخضر، ويرسم الفنون بقدميه حتى تجاوز جمال لوحات الفنان بيكاسو، وأحبط كل النظريات التي كتبها الفلاسفة عن النقصان وعدم الكمال، فهو اللاعب الذي يمتلك جميع المواصفات دون نقصان، فإن اجتمعت التسديدات الصاروخية والتمريرات القاتلة والقوة البدنية واللياقة العالية، والتميز في الارتقاء ورأسياته السامة، فتأكد أنك تشاهد البرازيلي إدواردو.
هذه المواصفات إذا اجتمعت في لاعب، فلا بد أن يكون «سوبر ستار»، ولهذا استحق لقب «السوبر إدواردو» لتخصصه في حسم المواجهات الصعبة، وظهوره في الأوقات الصعبة التي يحتاجه فيها فريقه، بداية من مواجهة السوبر السعودي الذي كان له الفضل في ترجيح كفة فريقه أمام النصر، ومنه عقد مع جمهور الهلال عربون الصداقة، قبل أن يصبح اللاعب الأول ومحبوب الجماهير الهلالية، لصداقته الحميمة مع شباك الخصوم.
وبفضل هذه الموهبة الفريدة، حقق الهلال أربع بطولات، وإن كان أغلاها دوري «جميل» السعودي للمحترفين الذي غاب عنه الهلال 5 مواسم على التوالي، بعد تألق إدواردو في المواجهات التي كادت أن تبعد فريقه عن اللقب، لكنه يظهر كالشبح ويصنع ويسجل ويحسم المباريات المصيرية.
ودائماً ما يرد نجم الشباك الأول الجميل الهلالي من الإدارة والجماهير بالأجمل على المستطيل الأخضر، بعدما تلقى العديد من الهدايا الثمينة، وكان آخرها جهاز هاتف مطلي بشكل كلي بالذهب تتجاوز قيمته 12 ألف دولار، بالإضافة إلى السيارات الفارهة، بعد كل مباراة يتألق ويسجل ويصنع فيها.
إدواردو يشكل قوة ضاربة يخشاها جميع الخصوم، فكلما زاد تألقه زادت خشونة خصومه ضده، لكنه وصل مرحلة يستطيع فيها التعامل باحترافية مع هذه التدخلات ويتفادها بالطريقة المثالية، فبعد غيابه في الموسم قبل الماضي بداعي الإصابة لمدة تجاوزت الشهرين لم يغب عن الملاعب، لحرصه على خدمة فريقه وتحقيق الإنجازات الجماعية والشخصية.
وخلال مسيرته في الموسمين الماضيين، والموسم الحالي مع فريقه الهلال نجح في حصد أرقام مميزة، ففي خلال 74 مباراة سجل 46 هدفا وصنع 12 هدفا معظمها حاسمة، هذه الأرقام المميزة قادت إدارة الأمير نواف بن سعد إلى إبقاء اللاعب في صوف أزرق العاصمة حتى عام 2020 في عقد ضخم، وصل حسب المصادر إلى 12 مليون يورو.
ويبادل «السوبر إدواردو» الجماهير الهلالية الحب الذي يجده منهم، ودائماً يبتسم في وجه كل من يواجهه في الأماكن العامة والمجمعات التجارية، ومعجب في طبيعة الشعب السعودي، إذ يقول: «أنا سعيد في الرياض، وأجد كل الحب من الجماهير الرياضية على اختلاف ميولها، الجميع هنا يحترمني ويرغب في التقاط الصور التذكارية معي، وهذا دليل على نجاحي مع الهلال».
كما يعتز بتمثيله لفريقه الحالي، ويؤكد أنه يدافع عن شعار النادي الأول على مستوى القارة الصفراء، وهو ما قاده لتمديد عقده الاحترافي لثلاث سنوات مقبلة، بعدما حقق مع الهلال أربع بطولات سعودية مختلفة، ومتشوق لتسجيل اسمه في القائمة الشرفية التي تصل لمونديال كأس العالم للأندية، وعلى الرغم من نجوميته الكبيرة التي ترجمها في المواجهة الأخيرة لفريقه أمام العين الإماراتي وقاد الهلال لنصف نهائي القارة بتسجيله هاترك الفوز، أرجع هذا التميز للأجواء الصحية التي وفرتها إدارة الهلال والدعم الجماهير الكبير الذي يحظى به الهلال من جماهير، ويقول: «شيء جميل أن تخوض أغلب المباريات أمام قرابة 60 ألف مشجع».
وعلى الرغم من جديته في التدريبات والمباريات، فإنه يعشق الدعابة بروحه المرحة في المعسكرات والاجتماعات التي تجمعه بلاعبي الهلال، ودائماً ما يردد كلمات عربية مضحكة، بالإضافة إلى حسه المرهف تجاه الفقراء والغرباء، وجسد أجمل المعاني الإنسانية، بعد مبادرته غير المستغربة في زيارته لمجموعة من العمالة الآسيوية في العاصمة السعودية الرياض، وهنأهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقدم لهم هدايا تذكارية، قبل أن يلتقط معهم صوراً تذكارية، ووجه لهم كلمة تعبر عن الروح المرهفة لهذا النجم: «كنت فقيراً وساعدتموني، وكنت جائعا وقدمتم لي الطعام، وكنت أجنبيا فرحبتم بي... كل عام وأنتم بخير».