شباط: سأترشح لأمانة الاستقلال المغربي... وجهات تتدخل في شؤون الأحزاب

هاجم «الأصالة والمعاصرة» و«الأحرار»... وأشاد بعمل ابن كيران

حميد شباط (تصوير: مصطفى حبيس)
حميد شباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

شباط: سأترشح لأمانة الاستقلال المغربي... وجهات تتدخل في شؤون الأحزاب

حميد شباط (تصوير: مصطفى حبيس)
حميد شباط (تصوير: مصطفى حبيس)

بدا حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال المغربي، غير مستعد لرفع الراية البيضاء أمام خصومه في الحزب ومعارضي توليه قيادة «الاستقلال» لولاية ثانية، بعد أن أعلن أنه عازم على الترشح مرة أخرى لأمانة الحزب، وذلك خلال فعاليات المؤتمر السابع عشر، المزمع تنظيمه أواخر شهر مارس (آذار) المقبل. وقال في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس، تحت شعار «صامدون من أجل الحفاظ على الثوابت واستقلالية القرار الحزبي»: «إن كل ما يروج حول المؤتمر غير صحيح»، معرباً عن ثقته في ذكاء المناضلين الاستقلاليين، وتابع موضحاً: «سأترشح عن قناعة لقيادة الحزب خلال المؤتمر الوطني المقبل، والنتائج ستكون لصالح الحزب، ولصالح استقلالية القرار السياسي». وهاجم أمين عام حزب الاستقلال، الذي يعد من أعرق الأحزاب السياسية بالبلاد، ما سماه «المخزن» (السلطة المركزية)، واتهمه بالوقوف وراء «تبخيس العمل السياسي بالبلاد، عبر التدخل في شؤون الأحزاب»، موضحاً أنه عندما يتحدث عن «المخزن»، فإنه لا يقصد بذلك المؤسسة الملكية، بل مجموعة من أجهزة الدولة، من بينها وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية.
كما اتهم جهات وأجهزة في الدولة، لم يسمها، بالسعي «للتدخل في شؤون الحزب، ودفع شخص لقيادته»، في إشارة منه إلى نزار بركة، الاسم الذي يتردد بقوة لخلافته على رأس الحزب. لكن، عاد ونفى أن يكون حديثه عن منافسه على أمانة الحزب، الذي وصفه بـ«مرشح المخزن»، يقصد به نزار بركة، مبرزاً أن «المخزن سيكون له مرشح في المؤتمر المقبل، ولا نعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين سيترشحون لأمانة الحزب».
وأوضح أنه إذا صوت «الاستقلاليون» على من سماه «مرشح المخزن»، وأصبح أميناً عاماً للحزب، فإن حزب الاستقلال «سيصبح حزباً إدارياً مخزنياً، وليس وطنياً»، مشدداً على أن الاستقلال «سيظل قوياً، وحميد لن ينتهي»، معرباً عن أمله في أن يمر المؤتمر في جو هادئ.
وبين أن الصراع والمنافسة على الأمانة العامة للحزب مسألة طبيعية، موجهاً دعوته إلى عقد «مناظرة بين المرشحين لزعامة الحزب قبل موعد المؤتمر»، وذلك في تحد واضح منه لخصومه ومنافسيه، حيث شدد على أن الإنجازات التي حققها على رأس الحزب «لم ينجزها الحزب منذ ستين عاماً».
ولم يفوت الفرصة دون مهاجمة حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض، الذي اعتبره خطراً على الحياة السياسية، وقال إن محاولة استنساخ النموذج التونسي في المغرب فشلت، وإن مشروع حزب الدولة انهار بعد 2011.
كما اعتبر أمين عام حزب الاستقلال أن مستقبل البلاد «فيه ضبابية»، وأن هناك تدخلات خارجية في حزبه والأحزاب الوطنية، مسجلاً أن هذا الأمر «دليل على سوء تقدير لما قد يحدث في الوطن، ويحصد الأخضر واليابس».
وعاد ليذكر بموقفه الرافض لما سمي «انقلاب 8 أكتوبر»، الذي كان يخطط لإسقاط حزب «العدالة والتنمية» من رئاسة الحكومة، بقوله: «بعدما ظهرت النتائج، قلت لا وألف لا، لحماية البلاد من الانفلات الأمني، ولو قررنا ذلك القرار سيكون ذلك خرقاً واضحاً للدستور (...) لقد قلت يستحيل أن نقبل، وبقينا ملتزمين بالدستور، وضيعنا 5 أشهر وعدنا إلى (العدالة والتنمية) ... نحن ينبغي أن نكافأ على هذا الدور، لا أن نعاقب». وأفاد بأن حزب الاستقلال سيظل «صامداً ولن ينتهي، ومعركتنا معركة مبادئ وأخلاق، وهي مصيرية تتعلق باستقلالية القرار السياسي»، مشدداً على أنه «لا تنسيق إلا مع حزب (العدالة والتنمية)، بوجود الأحرار داخل حزب الاستقلال، لأن هناك حرباً على الهوية وعلى الدين».
وأشاد بعبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة السابق، معتبراً أن ما حققه ابن كيران خلال الولاية الحكومية السابقة «لم تحققه أي حكومة في تاريخ المغرب»، وفق تعبيره.
كما هاجم غريمه عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث ذهب إلى أن «مدخول 10 ساعات من شركات أخنوش في اليوم هو مدخول حزب الاستقلال خلال سنة»، مبرزاً أن المغرب يعاني اقتصادياً واجتماعياً، في حين تستفيد شركات بعينها من الدعم، وتحقق أرباحاً بالملايين.
وكشف أنه جرى استقباله في وقت سابق من طرف الرئيس الموريتاني، وتسلم رسالة «تضمنت أسماء مستثمرين موريتانيين يوجدون بالمغرب، ويسعون إلى قلب النظام في موريتانيا»، وقال بهذا الخصوص: «لا أعرف ما إذا كان الملك قد توصل بها أم لا»، مؤكداً أن «الطيب الفاسي الفهري (وزير خارجية سابق ومستشار الملك) هو الذي فشل في علاقاته مع موريتانيا، وليس حزب الاستقلال»، داعياً المغرب إلى تركيز عمله مع موريتانيا، وتقوية العمل معها بما فيه مصلحة الشعبين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.