امرأة تتولى رئاسة سنغافورة للمرة الأولى

فوزها من دون منافسة يثير سيلاً من الانتقادات

حليمة يعقوب (أ.ف.ب)
حليمة يعقوب (أ.ف.ب)
TT

امرأة تتولى رئاسة سنغافورة للمرة الأولى

حليمة يعقوب (أ.ف.ب)
حليمة يعقوب (أ.ف.ب)

لم يعد من المنتظر أن يتم إجراء الانتخابات الرئاسية في سنغافورة التي كانت مقررة في 23 سبتمبر (أيلول) الجاري، حيث من المتوقع أن يتم إعلان الفوز رسميا بالمنصب اليوم الأربعاء، وذلك لعدم وجود منافسين لحليمة يعقوب، الوحيدة التي تأهلت حسب الدستور للمنصب، بعد أن تم إبطال ترشيح اثنين من السباق.
عملية الانتخابات الرئاسية أثارت في البلاد، التي تستعد على الأرجح لتولي امرأة رئاسة البلاد للمرة الأولى، سيلا من الانتقادات أمس الثلاثاء. حليمة يعقوب هي المرشحة الوحيدة التي أعلنت إدارة الانتخابات الرئاسية في سنغافورة أنها مؤهلة للترشح للمنصب من بين ثلاثة أشخاص تقدموا للترشح، ما أدى إلى ما يعرف بانتخابات «سهلة الفوز» لا يواجه المرشح فيها أي معارضة. وقالت إدارة الانتخابات إن وجود شخص واحد فقط كمرشح في اليوم المخصص للترشيح وهو 13 سبتمبر (أيلول) سيجعل منه رئيسا وستجرى الانتخابات في 23 سبتمبر إذا ترشح أكثر من شخص. ويقوم الرئيس بمهام أغلبها شرفية، لكنه يملك حق النقض (الفيتو) فيما يتعلق باستخدام الاحتياطات النقدية وتعيين كبار الموظفين المدنيين.
وأعلنت إدارة الانتخابات في البلاد أول من أمس (الاثنين)، أنها لم تصدر سوى شهادة أهلية واحدة لأحد المرشحين للانتخابات الرئاسية. وفي حين أن البيان لا يذكر اسم متلقي الشهادة، إلا أن المرشحين الاثنين الآخرين أكدا أنهما تم إخطارهما بفشلهما في التأهل للانتخابات الرئاسية.
ووفقا لتعديل دستوري أقره برلمان سنغافورة متعدد الأعراق في نوفمبر (تشرين الثاني) سيتم تخصيص المنصب لمرشحين من جماعة عرقية بعينها إذا لم يتول فرد منهم الرئاسة في خمس ولايات متعاقبة. ومدة الولاية الرئاسية في البلاد ستة أعوام. وأعرب بعض المراقبين عن تأييدهم للحظة التاريخية، ولكنهم استاءوا من عدم وجود منافسة في انتخابات حُفظت حصريا لمرشحين من أقلية الملايو، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الدولة المدنية.
وينص الدستور السنغافوري على أن يكون المرشحون من القطاع العام قد شغلوا مناصب عامة لمدة ثلاث سنوات على الأقل. وكانت حليمة يعقوب، 63 عاما، قد تأهلت تلقائيا مرشحة على أساس شغلها لمنصب عام بصفتها رئيسة البرلمان خلال الفترة بين عامي 2013 و2017. وتم استبعاد صالح ماريكان وفريد خان، بسبب عدم ترؤس شركة لا تقل قيمتها عن 500 مليون دولار سنغافوري (372 مليون دولار أميركي) من حقوق ملكية حملة الأسهم لمدة ثلاث سنوات، وهو ما ينص عليه الدستور السنغافوري بالنسبة للمرشحين من القطاع الخاص.
وكان هاشتاغ «ليس رئيسي» قد أصبح اتجاها على «تويتر»، أمس الثلاثاء، في سنغافورة، حيث أعرب مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم إزاء ما اعتبروه أنه افتقار إلى العملية الديمقراطية. وكتب سنغافوري يدعى جون تان على «تويتر»: «لقد ظهر رسميا أن الديمقراطية تموت في سنغافورة». وتساءل مستخدم آخر على «تويتر»: «كيف لرئاسة بالانتخاب أن تصبح رئاسة انتقائية؟». وتساءل آخرون حول سبب عدم خفض مستوى متطلبات التأهل لقبول مرشحين آخرين.
وكان مواطنو سنغافورة يتوقعون التصويت في انتخابات الرئاسة في 23 سبتمبر، لكن سيتم إلغاء ذلك بسبب وجود مرشح واحد مؤهل فقط. يذكر أن حليمة يعقوب ستكون ثاني رئيس من عرقية الملايو في سنغافورة بعد يوسف إسحاق الذي تولى منصبه بعد استقلال البلاد عن ماليزيا في عام 1965. ومن المتوقع أن يتم إعلام يعقوب رسميا الرئيس الثامن لسنغافورة اليوم الأربعاء. ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي توني تان هذا الأسبوع بعد انتخابه في 2011.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».