أكد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة أمس، برئاسة وزير خارجية جيبوتي محمد علي يوسف، رئيس الدورة الجديدة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، أهمية معالجة الخلل الحاصل بالمنطقة العربية حاليا بسبب تراكم الأزمات، وانتشار الإرهاب وتداعياته على الدول وسيادتها.
واتفق المجتمعون على وحدة سوريا والعراق وإصلاح الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك، ووضع خطة عربية لدعم التحرك الفلسطيني بالأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ للضغط على إسرائيل للانصياع نحو إنهاء الصراع وإيجاد تسوية سياسية تضمن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك اتجاها لإلغاء منصب نائب الأمين العام خلفا للراحل أحمد بن حلي، لترشيد الإنفاق في ظل عدم وفاء بعض الدول بتسديد حصتها في ميزانية الجامعة، كما أنه لا يوجد في الميثاق نص واضح لهذا المنصب. حيث قدم الأمين العام أحمد أبو الغيط شرحا للوزراء العرب، مفاده أنه «لا يحتاج إلى نائب حاليا ولو احتاج سوف يخطرهم لترشيح أشخاص مميزين، وقد تفهم الوزراء الوضع وانتهى الأمر».
وناقش الاجتماع الوزاري في جلسته المغلقة عددا من البنود، من بينها مواجهة الاستهداف الإسرائيلي للقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي في القارة الأفريقية. وقد تضمن مشروع جدول أعمال الدورة الـ148، (29 بندا) تشمل تقرير الأمين العام للجامعة حول نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين الدورتين (الـ147 – الـ148)، والتقرير نصف السنوي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات حول متابعة تنفيذ قرارات قمة عمّان 2017.
واتفق المجتمعون على رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، ودعم السلام والتنمية في السودان ودعم حكومة الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الجيبوتي الإريتري، ودعم النازحين داخليا في الدول العربية والنازحين العراقيين بشكل خاص.
وقد أكد الأمين العام أحمد أبو الغيط ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية يضمن الحفاظ على سيادة ووحدة سوريا أرضا وشعبا، وألا يكون هناك مكان للميليشيات الأجنبية أو المقاتلين الأجانب والجماعات الإرهابية في سوريا المستقبل. واعتبر أن «الكل مهزوم والكل خاسر، وأن من يظن أنه انتصر يخطئ في قراءة الواقع السوري وما حل به من تشريد وضحايا وتدمير وتخريب وتمزيق».
ودعا أبو الغيط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى «أن تدرك أن العقبة الرئيسة أمام أي جهد حقيقي تنوي القيام به من أجل إحياء عملية التسوية السلمية تتمثل في المفاهيم التي يتحدث بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي». وعبّر أبو الغيط عن استغرابه من سعي إسرائيل، إلى العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، وقال: «إنها الدولة الأكثر انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن وللشرعية الدولية بوجه عام، بل هي دأبت على التشكيك في نزاهة المنظمة الدولية وحيادها»، وتابع: «إن الأعجب أن تجدَ إسرائيل من يؤازرها في مسعاها هذا».
وحول تطورات الأوضاع في العراق بعد دحر «داعش» من الموصل، قال أبو الغيط إن «من أشعة النور التي لاحت في المنطقة ما يجري في العراق من دحر التنظيمات الإرهابية وسحقها». ووجّه نداء إلى الأكراد «بإعطاء الفرصة للحوار؛ حفاظاً على الدستور الذي شاركوا في صياغته، وصوناً للنظام الذي يحفظ للعراق وحدته».
وحول الأوضاع في اليمن، أكد أبو الغيط أن «تلك الأوضاع تكشف عن تمترس القوى الانقلابية خلف مواقفها النابعة من مصالح ذاتية وتوجهات أنانية، وأنه صار واضحاً اليوم من هو الطرف المسؤول عن تعطيل أي حل سياسي محتمل». وأشار إلى رفض الحوثيين المبادرات المتوازنة كافة التي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.
وفيما يتعلق بليبيا، أشار أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية تتابع الوضع بدقة عبر مبعوثي الشخصي، ومن خلال عضويتها في المجموعة الرباعية المعنية بليبيا، لافتا إلى أن الأوضاع هناك ما زالت بعيدة عن الاستقرار الذي ننشده جميعا، إلا أن محاولات صادقة تُبذل من أجل لمّ الشمل والوصول إلى كلمة سواء بين الفرقاء.
من جانبه، طالب وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي، بوضع خطة عربية واضحة لدعم التحرك والعمل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل الضغط على إسرائيل حتى تنصاع لإرادة السلام وإرادة التوجه لتسوية الصراع بل وإنهائه، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية أغلقت وتستمر في إغلاق كل أفق أمام الجهود الأميركية والجهود الدولية للعودة إلى عملية سلام.
في حين اعتبر سامح شكري وزير الخارجية المصري، أن الاجتماع فرصة مواتية لرسم خريطة طريق لمعالجة هذه الأزمات، وما تشهده منطقتنا من حالة سيولة سياسية وأمنية عصفت ببنى الدول الوطنية، ونبتت معها نذر تدويل قضايانا العربية، وهو ما بات يتطلب صوتاً وفعلاً عربيين لمواجهتها برؤية حقيقية وواقعية موحدة.
وحذر شكري من تفشي خطر الإرهاب والفكر المتطرف بصوره كافة، وطالب بوقفة حازمة أمام جميع الدول أو الأطراف الداعمة للتنظيمات والجماعات الإرهابية والتي تقدم لها سبل الدعم والتمويل أو تسخير إمكاناتها الإعلامية والسياسية لخدمة أغراض هذه التنظيمات والترويج لأفكارها. ولفت بأن مصر تواجه مع شقيقاتها العربيات الإرهاب الأسود، وتؤكد أنها لن تتسامح أو تتهاون مع من يرتزقون من دماء شعوب منطقتنا أياً كانوا.
8:18 دقيقة
وزراء الخارجية العرب يؤكدون التصدي للإرهاب والسعي لحل أزمات المنطقة
https://aawsat.com/home/article/1022841/%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A-%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9
وزراء الخارجية العرب يؤكدون التصدي للإرهاب والسعي لحل أزمات المنطقة
اتجاه لإلغاء منصب نائب الأمين العام بعد رحيل بن حلي لترشيد الإنفاق
- القاهرة: سوسن أبو حسين
- القاهرة: سوسن أبو حسين
وزراء الخارجية العرب يؤكدون التصدي للإرهاب والسعي لحل أزمات المنطقة
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة