بدا أن المساعي التي بُذلت من قبل معظم الأطراف السياسية لاحتواء الترددات الخطيرة لقضية إعدام «داعش» العسكريين اللبنانيين الذين اختطفهم بعيد هجومه و«جبهة النصرة» على بلدة عرسال في 2014، بدأت تثمر لجهة تراجع حدة المواقف السياسية وتبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات، بعد إقرار القوى الرئيسية في البلد بوجوب «لملمة» الوضع وترك التحقيقات تأخذ مسارها القضائي بعيدا عن الضغوط السياسية، الأمر الذي انسحب أمس حسماً قضائياً على جلسة محاكمة الشيخ أحمد الأسير المتهم بقتال الجيش اللبناني فيما يُعرف بـ«أحداث عبرا» في عام 2013، كونه يعد ملفاً متفرعاً ولصيقاً بها.
ولفتت الأنظار أمس، قرار المحكمة العسكرية التي تنظر في ملف الأسير، بوضع حد لمحاولات وكلاء الدفاع عنه المتواصلة لتأجيل المحاكمة لأسباب متنوعة كان آخرها طلب الاستماع إلى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إضافة لقائد الجيش السابق جان قهوجي وعدد من الوزراء والقادة الأمنيين. وبعد رفض هذه الطلبات التي وصفها رئيس المحكمة بـ«تعجيزية»، موضحا: «إن هذه محاكمة قضائية وليست سياسية، وإن الأسلوب المتبع من محامي الدفاع فيه إرادة بتعطيل المحاكمة»، أعلن وكلاء الدفاع الانسحاب والاستنكاف عن حضور الجلسات، فما كان من رئيس المحكمة إلا التأكيد أنه لن يسمح لهم بعد الآن بالدخول إلى حرم المحكمة بصفتهم وكلاء عن الأسير، مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى تعيين محام عسكري للدفاع عنه والمضي بالمحاكمة. وقالت مصادر مواكبة للملف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «قرارا نهائيا بحسم هذا الملف وإصدار الحكم فيه، على أن يتم ذلك في الجلسة المقبلة التي حددتها المحكمة في 28 من الشهر الجاري».
وخلال الجلسة اشتكى الأسير من أنه لا يتلقى محاكمة عادلة «بسبب رفض مطلب معرفة من أطلق الرصاصة الأولى ومن كان يفترض أن يكون مكانه». وأكد أنّه لن يدلي بإفادته قبل قبول طلباته، علما بأن المحكمة وافقت على الطلب المتعلق بعرض المضبوطات ومشاهدة عدد من الأقراص المدمجة، تبين بحسب المصادر المواكبة للجلسة أنها «لم تخدم الأسير وأظهرته ومجموعته كمعتدين على حاجز الجيش ومطلقي الشرارة الأولى للمعركة».
وبالتوازي مع انطلاق المسار القضائي، استمرت مداهمات في بلدة عرسال الحدودية الشرقية بحثا عن مطلوبين في ملف اختطاف العسكريين وأبرزهم مصطفى الحجيري المعروف بـ«أبو طاقية».
كما تواصلت التحقيقات مع رئيس البلدية السابق علي الحجيري المعروف بـ«أبو عجينة». وقال رئيس البلدية الحالي باسل الحجيري لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيق مع «أبو عجينة» لا علاقة له على ما يبدو بملف العسكريين بل بملفات أخرى، نافيا إمكانية تحديد ما إذا كان «أبو طاقية» لا يزال داخل عرسال أو خارجها. وإذ أكّد الحجيري تعاون أهل عرسال مع القوى الأمنية إلى أقصى الحدود، شدد على وجوب أن «تشمل المداهمات وإلقاء القبض على المطلوبين كل المناطق اللبنانية من دون استثناء كي لا تهتز الثقة بالدولة وأجهزتها».
7:49 دقيقة
«هجوم عرسال 2014» في عهدة القضاء والتحقيق مع «أبو عجينة»
https://aawsat.com/home/article/1022761/%C2%AB%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84-2014%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D9%85%D8%B9-%C2%AB%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B9%D8%AC%D9%8A%D9%86%D8%A9%C2%BB
«هجوم عرسال 2014» في عهدة القضاء والتحقيق مع «أبو عجينة»
- بيروت: بولا أسطيح
- بيروت: بولا أسطيح
«هجوم عرسال 2014» في عهدة القضاء والتحقيق مع «أبو عجينة»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة