زيارات افتراضية للأماكن السياحية حول العالم

بدأت تقنية الواقع الافتراضي بالابتعاد عن التركيز على الألعاب الإلكترونية والقطاعات الطبية والصناعية والهندسية والتعليمية والتدريبية، لتصل إلى السياحة، وذلك بفضل استخدام تقنيات مسح الأجسام والعناصر ضوئيا وتحويل الصورة إلى مجسمات رقمية يمكن استخدامها داخل تطبيقات الواقع الافتراضي واستخدام تقنيات التصوير المحيطي في 360 درجة لتسجيل عروض الفيديو وعرضها على شاشات نظارات الواقع الافتراضي. ويمكن من خلال هذه التقنيات الغوص في أعمق نقطة في المحيط واستكشاف أبعد كوكب معروف للإنسان والقيام برحلة على سطح القمر مع الأصدقاء ومشاهدة بركان يثور عن قرب وتجربة أحدث الطائرات، وغيرها.
- مكاتب سياحية افتراضية
وتستطيع الهيئات السياحية في البلدان المختلفة حول العالم ترغيب السياح بزيارة الأماكن السياحية بإيجاد مكاتب حول العالم تقدم للسياح فرصة زيارة أهم المعالم بمجرد ارتداء خوذة الواقع الافتراضي والتجول رقميا للتعرف على المعالم السياحية عن كثب واتخاذ قرار السفر إلى تلك الدولة. ويمكن زيارة المدن والفعاليات الترفيهية والمتاحف والآثار والمتنزهات والجبال والجزر والتجول بالقرب من الحيوانات البرية المفترسة، وغيرها.
وتوجد طريقة أخرى لتمثيل البيئة بشكل أفضل عوضا عن رسمها رقميا، وذلك بتصوير البيئة والمعالم بتقنية التصوير المحيطي 3D Video والذي يسمح للمستخدم بتغيير زاوية التصوير وفقا لزاوية تحرك رأسه، ليشعر بأنه موجود داخل تلك البيئة بالفعل. ويمكن القيام بذلك للحالات الخطرة باستخدام الطائرات الشخصية دون طيار Drone والطائرات المروحية، أو يمكن تصوير العروض باستخدام عصا طويلة وعلى رأسها مجموعة من الكاميرات لتصوير البيئة بالكامل، وذلك لتجربة رحلة تجديف في نهر سريع، مثلا. وتسمح هذه التقنية كذلك بأداء الجولات السياحية الصعبة أو المستحيلة، مثل المشاركة في الرياضات الخطرة (التزلج السريع فوق منحدرات الجبال) أو التسابق في مركبات عالية السرعة، وحتى تجربة العشاء في قاع المحيط بصحبة الأسماك الغريبة، أو الإقامة لليلة على سطح القمر إلى جانب فرقة موسيقية، أو الطيران فوق الغابات الأفريقية ومشاهدة الأسود والفيلة.
- تطبيقات سفر رخيصة
ويمكن توفير التكاليف بإطلاق تطبيقات على المتاجر الرقمية تقدم جولات سياحية مصغرة لأهم المعالم في المدينة، مثل جولة في منطاد فوق الجبال (أو أسماك القرش!) أو الوقوف على قمة ناطحة سحاب أو جولة بالقارب حول الحيتان، وذلك لمضاعفة مشاعر التجربة من راحة منزل المستخدم، وذلك بهدف توفير القدرة على التجربة قبل السفر. ويمكن للفنادق والمنتجعات والمطاعم توفير هذه التجربة كذلك لجذب السياح إلى منشآتهم بتكاليف منخفضة وتقديم جولات رقمية افتراضية للمرافق والغرف والخدمات الأخرى المرتبطة. كما وتفتح هذه التقنية المجال أمام شركات الطيران المختلفة لتقديم تجربة مميزة للطيران وإقناع السياح بالحجز على رحلاتهم بعد التعرف على سبل الراحة التي توفرها تلك الشركة، وتقديم عرض لتجربة مريحة في المطارات المحلية، مثل خدمة كبار السن أو المسارات السريعة لتجاوز الطوابير الطويلة في مراكز الجوازات أو خدمة نقل الأمتعة إلى سيارة الأجرة التي ستنقل السائح إلى فندقه، وغيرها.
وقد قام مكتب سياحي بريطاني بإطلاق تطبيق للواقع الافتراضي يمكن تشغيله على الهواتف الجوالة ونظارات الواقع الافتراضي يعرض مجموعة من عروض الفيديو المحيطية في 360 درجة لتشجيع السياحة في بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، ولاحظ ارتفاعا مباشرا في حجوزات الفنادق والتذاكر، مع إطلاق فيديو محيطي لتشجيع السياحة إلى مدينة نيويورك الذي نجم عنه زيادة في الحجوزات إلى تلك المدينة بنسبة 180 في المائة. ومن شأن هذه التقنية إعادة الإقبال على المكاتب السياحية عوضا عن مواقع الحجوزات، ذلك أن تلك المكاتب ستوفر تجربة مميزة للسياح المحتملين داخل المكاتب نفسها، الأمر الذي سيزيد من احتمال جعل الزائر يحجز مباشرة بعد التجربة. ولكن لا ينبغي أن يحصل السياح المحتملون على التجربة الكاملة للسياحة من خلال نظارات الواقع الافتراضي، وإلا فإنهم قد لا يرغبون بزيارة تلك المعالم بعد تجربتها افتراضيا بالكامل. ويجب التركيز على جعل هذه التجربة نقطة بداية للرحلة السياحية وليست كبديل عن الرحلة نفسها.
- سياحة افتراضية في الأماكن المقدسة
> وعلى الصعيد العربي، يمكن استخدام هذه التقنية لتقديم تجربة استكشاف الأهرامات من الداخل، أو المرور في سيق البتراء أو زيارة أعلى نقطة لبرج خليفة في دبي، وحتى للسياحة الدينية في المدينة المنورة ومكة المكرمة لعرض كيفية أداء مناسك الحج والعمرة بالطريقة الأمثل لمن لم يختبرها في السابق من حيث أماكن الدخول وأداء المناسك المطلوبة ومن ثم الخروج دون إعاقة الآخرين، وغيرها.