فياللي: أبحث عن الأشياء التي تجعل كرة القدم أفضل

مهاجم ومدرب تشيلسي السابق أسس شركة لتعزيز الروابط بين الجماهير والأندية

فياللي يشيد بأداء المدربين الإيطاليين
فياللي يشيد بأداء المدربين الإيطاليين
TT

فياللي: أبحث عن الأشياء التي تجعل كرة القدم أفضل

فياللي يشيد بأداء المدربين الإيطاليين
فياللي يشيد بأداء المدربين الإيطاليين

قال جان لوكا فياللي: «نحن الإيطاليين بحاجة إلى الشعور بأننا تحت ضغط، وبحاجة لأن يكون أمامنا عدو. بالنسبة للضغط، فإنه يكون، حقيقة الأمر، مزيجاً من التوقعات والتفحص والعواقب. ولهذا السبب تحديداً، نتميز ببراعة كبيرة في مجال التدريب، لأننا نألف العمل تحت ضغط طيلة الوقت منذ الصغر. عندما قدم أنطونيو كونتي إلى إنجلترا، أعتقد أنه شعر بأن مهمته أصبحت أسهل وأكثر إثارة في الوقت ذاته».
في الواقع، يبدو فياللي مؤهلاً تماماً لمناقشة قصة نجاح أنطونيو كونتي، وفي سؤال له حول: «هل شعرت بالدهشة لدى فوز زميلك السابق في يوفنتوس بالدوري الممتاز من أول محاولة؟»، أجاب بحسم: «لا، ثم لا، ثم لا». كان مدرب تشيلسي السابق، الذي يعد أول إيطالي يتولى تدريب ناد بالدوري الإنجليزي الممتاز، قد فاز بجميع البطولات على مستوى الأندية بحلول وقت انتقاله إلى لندن عام 1996، وأصبح نجماً على صعيد كرة القدم الإنجليزية كذلك، ونجح في كسب محبة الجماهير بادئ الأمر من خلال أسلوب لعبه المشاكس، ثم بشخصيته المهذبة.
ولا يزال يتمتع بشخصية متميزة اليوم. وعندما التقينا داخل استراحة في «ستامفورد بريدج»، كان فياللي يرتدي غطاء رأس أزرق غامقا وقميصا مفتوحا عند الرقبة وصدرية وقميصا بأكمام مطوية حتى المرفق وحذاء دون جورب. وكان نصف ملابسه من طراز «غاي ريتشي»، بينما النصف الآخر يحمل علامة «مارسيلو ماستروياني» التجارية، ليصبح فياللي بذلك حرفياً نصف إيطالي، نصف إنجليزي.
وعليه، فإنه عندما يتحدث فياللي عن كرة القدم الإنجليزية، فإنه يفعل ذلك انطلاقاً من رؤية نادراً ما يتمتع بها أقرانه. الواضح أن فياللي يعي جيداً ما يعنيه أن يحمل إيطالي النجاح إلى تشيلسي. وعندما يؤكد على أن الدوري الإنجليزي الممتاز الأكثر إمتاعاً على مستوى العالم بفضل جماهيره، فإن هذا أكبر من مجرد مجاملة رقيقة من ضيف أجنبي.
وقال فياللي: «يقولون إن الدوري الإنجليزي الممتاز الأفضل عالمياً. ويرى روي كين أننا تعرضنا لغسل مخ جعلنا نصدق ذلك. ربما يكون على صواب، لكنني أؤكد جازماً بأنه الدوري الممتاز الأكثر إمتاعاً. لقد شاركت هنا في اللعب والتدريب، وعندما تدخل إلى أرض الملعب تجد أن المناخ العام يستفز أفضل ما بداخلك، مما يعد ميزة إضافية هنا. كما أن أسلوب كرة القدم الإنجليزية واقع تحت تأثير المناخ العام الذي تخلقه الجماهير. إنه مناخ يسلب الألباب. ومع أن هناك بالفعل كثيرا من الأخطاء، وربما لا يكون الدوري الإنجليزي الممتاز الأفضل عالمياً من الناحية التكتيكية، فإنه كذلك من ناحية الإمتاع... لهذا، تعد منتجاته على هذه الدرجة الكبيرة من الإبهار وتباع مقابل مبالغ ضخمة. أعتقد أن الجماهير يعود إليهم بعض الفضل في ذلك».
لا شك في أن فياللي يقصد تماماً ما يقوله، ولذلك لم تبد علي إمارات دهشة عارمة عندما مضى قدماً في شرح أن هذا الأمر يشكل الحافز وراء مشروع تجاري جديد يشارك به، فبالتعاون مع أوروبي آخر مقيم في لندن، فاوستو زانيتون، أسس فياللي شركة يبدو أنها تسعى لدمج فكرة التمويل الجماعي بمجال كرة القدم.
وقال فياللي: «ما أفعله الآن أنني أعمل لحساب (سكاي إيطاليا)، لكنني في الوقت ذاته ونظراً لما أدين به لكرة القدم، أبحث عن الأشياء التي ستجعل منها نهاية الأمر رياضة أفضل. ويدور مشروعنا التجاري حول إعطاء أندية كرة القدم التمويل اللازم لبناء شيء أكبر من مجرد 11 لاعباً داخل الملعب، وإنما كل العناصر الأخرى المرافقة لمثل هذا الفريق. إن مهمتنا تدور حول جعل الأندية أكثر استدامة».
تحمل الشركة اسم «تيفوسي»، وقد أعلنت أنها جمعت أكثر من مليون جنيه إسترليني لصالح أندية كرة القدم. وعلى ما يبدو، فإن نموذج التمويل الجماعي يلائم طبيعة كرة القدم بصفتها رياضة. وفي هذا الصدد، قال زانيتون: «الأمر الرائع بخصوص التمويل الجماعي بمجال الرياضة، أن هناك جماهير بالفعل».
من ناحيتها، شاركت «تيفوسي» في جمع أموال لحساب بناء مدرج جديد في «ستيفينيدج»، بجانب قيادة جهود بناء مساحة آمنة للجماهير التي تشاهد المباراة وقوفاً داخل «شروزبري تاون». في المقابل، بمقدور الأندية أن تعرض مكافآت على المستثمرين (مثل القمصان المميزة)، لكن في حالة «تيفوسي» يمكن للأندية بيع ديونها في صورة سندات متناهية الصغر، أو حتى حصص ملكية. من جانبها، تحصل «تيفوسي» على عمولة تتراوح بين 6 و8 في المائة من الأندية.
بالنسبة لفياللي، يطرح التمويل الجماعي على الجماهير فرصة امتلاك حصة داخل ناديهم المفضل. وعن هذا، أوضح أنه: «لا نتحدث هنا عن امتلاك الجماهير للنادي، وإنما عن امتلاك الجماهير حصة من النادي؛ حصة تمنحهم مقعداً على طاولة إدارة شؤون النادي. والمعروف أن الأندية لها رعاة، وهم يشاركون فقط انطلاقاً من اعتبارات تجارية، رغم أن النادي يطلق عليهم شركاء. بعد ذلك، لدينا الجماهير، التي ترتبط عاطفياً بالنادي، وتدين له بالولاء، بينما تطلق عليهم الأندية عملاء. من جانبي، أعتقد أن امتلاك الجماهير حصة من النادي سيعني أن المالكين سيتعرفون عن قرب على ما يدور في أذهان (العملاء) وما يشعرون به حيال النادي».
ومع هذا، يبقى ثمة اختلاف بالتأكيد بين الإفصاح عن رأيك والتمتع بنفوذ يمكنك من التأثير على مجريات الأحداث على أرض الواقع. الملاحظ أن ملاك الأندية لا يحظون دوماً بثقة الجماهير.
من ناحيتهما، قال فياللي وزانيتون إنهما رفضا العمل مع أندية لا تتوافق طموحاتها مع مبادئ «تيفوسي».
في نهاية الأمر، يبدو أن اهتمام التمويل الجماعي الأول لا ينصب على خلق نموذج جديد للملكية، وإنما توفير سبيل جديد أمام الجماهير لإظهار مدى اهتمامها بناديها. على سبيل المثال، لاحظت شركة «كوميونيتي شيرز»، المعنية بالتمويل الجماعي وتعمل مع الأندية الشعبية (جمعت بالفعل أكثر من 7 ملايين جنيه إسترليني)، أن الجماهير أكثر احتمالاً لأن تسارع لإنقاذ ناد على شفا الإفلاس والانهيار، من المشاركة في آخر يواجه ظروفاً أقل إلحاحية، مثل الحاجة لبناء منشآت تدريب جديدة.
وربما ينطبق ذلك أيضاً على الجماهير التي لم تذهب في حياتها قط إلى استاد. في الواقع، إن التنامي الهائل في الاهتمام العالمي بكرة القدم الإنجليزية مما يجعل من مشروعات مثل «تيفوسي» نشاطاً تجارياً قابلا للنجاح. ومثلما شرح فياللي، فإن «لديك 40 ألف مشجع يذهبون إلى الاستاد، لكن هناك ألف ضعف هذا الرقم يرغبون في المشاركة من الجماهير التي لا ترتاد الاستادات بانتظام. ولسان حال هؤلاء يقول: (لا أستطيع الذهاب للاستاد لأنني أعيش على بعد 6 آلاف ميل، لكن بداخلي رغبة حقيقية للشعور بأنني جزء من هذا النادي».
يذكر أن الحملة التي نظمتها «تيفوسي» لحساب «برافورد سيتي» جمعت تبرعات من 20 دولة. وجمعت جهود مشابهة لحساب «بارما»، الذي يشارك في الدرجة الثانية من الدوري الإيطالي، تبرعات من 40 دولة.
وعن ذلك، أكد فياللي: «تتمتع الكرة الإيطالية بجاذبية شديدة، وإن كان يتعين عليها التحرك نحو مزيد من التحسين. إننا نتحسر دوماً بشأن الكرة الإنجليزية، لكن ينبغي فعل الأمر ذاته مع نظيرتها الإيطالية. ودائماً ما نشكو قائلين: (إنهم يملكون أموالاً أكثر). هذا صحيح، لكن لماذا؟ لأن لديهم منتجاً أفضل يبيعونه بالخارج. ولو كانت الاستادات لديك أفضل، وكان هناك عنف أقل، وإذا بدت كرة القدم لديك نظيفة، ربما كان الوضع ليكون أفضل».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».