«مُعجم طنجة»... سيرة مدينة تحتفي بالثقافة المُضادّة

تستنطق عدداً كبيراً من الشخصيات الأدبية والفنية

غلاف «معجم طنجة»
غلاف «معجم طنجة»
TT

«مُعجم طنجة»... سيرة مدينة تحتفي بالثقافة المُضادّة

غلاف «معجم طنجة»
غلاف «معجم طنجة»

صدرت عن «منشورات المتوسط» بميلانو الرواية الثالثة للشاعر والروائي المغربي محمود عبد الغني الذي سبق له أن أصدر روايتين وهما «الهدية الأخيرة» و«أكتب إليكِ من دمشق» وقد فازت الأولى بجائزة السرد في المغرب عام 2013. ولو وضعنا الفوز، على أهميته، جانباً فإنّ بنية هذه الرواية المتفردة تقوم على تقنية السيرة الذاتية لسعاد حُمّان التي غيّرت اسمها إلى راضية محجوب، بعد أن بدأت حياتها كعارضة أزياء لكنها سرعان ما تحوّلت إلى التصوير الفوتوغرافي وتدرّجت به من الهواية إلى الاحتراف حتى بلغت مشارف الجنون بهذا الفن الساحر.
ورواية «مُعجم طنجة» تقوم على السيرة الذاتية أيضاً لكنها تتخطى سِير الأشخاص والأجيال إلى سيرة مدينة طنجة بالذات التي غزاها الأدباء الأميركيون والأوروبيون تحديداً وبعض الأدباء المغاربة وعلى رأسهم الروائي محمد شكري، الذي أغرته هذه المدينة الغامضة التي تتوسد ساحلي المتوسط والأطلسي في آنٍ معاً.
لنعترف سلفاً بأن الثيمة الرئيسة وغالبية الثيمات الفرعية لهذه الرواية جريئة ولا يستطيع الكاتب العربي أن يُعبِّر عنها بسلاسة وأريحية ويُسر، لأن رقيبهُ الذهني يقظ ويعترض على انتهاكات الثالوث المقدّس، وإذا كانت قبضة الرقيب الرسمي في الوقت الحاضر قد ارتخت قليلاً عن السياسة وسمحت للكُتّاب والأدباء والفنانين أن ينفِّسوا عن احتقاناتهم وهواجسهم الفكرية. وهذا ما فعله الروائي المغربي محمود عبد الغني الذي لامسَ بعض شطحات الشخصيات السيروية، وصخبها الاجتماعي، والنفسي، والأخلاقي، ولو توفر الكاتب على مساحة أكبر من الحرية لارتفع نصّهُ الروائي إلى مستوى «الخبز الحافي» لمحمد شكري في مكاشفته، وجرأته، وتسميته للأشياء بمسمياتها حتى وإن تأخر صدوره عقداً من الزمان.
تستنطق الرواية عدداً كبيراً من الشخصيات الأدبية والفنية، وتنبش في سِيرهم الذاتية التي تحمل قدراً كبيراً من التمرّد والفوضى والاحتجاج، ولعل أبرزهم من الأدباء والفنانين الأميركيين الذين انتظموا في حركة الـBeat Generation ألِن غينسبيرغ، ويليام بوروز، جاك كيرواك، نيل كاسِدي، غريغوري كورسو إضافة إلى بول بولز وزوجته جين بولز، الشخصيتين الرئيستين اللتين يتمحور عليهما النص الروائي من دون أن ننسى تنيسي ويليامز ومرافقه المصور باكسه، وترومان كابوت، وفرانسيس بيكون، وجان جينيه، وكريستيان توني، وكريستوفر وانكلين، وخوان غويتيسولو، وغيرترود ستاين، وبرايَن جيسِن، وهاري دنهام. أما الشخصيات المغربية فهي محمد شكري، ومحمد زفزاف، والرسّام أحمد اليعقوبي، والحكواتي محمد المرابط، ومحمد العربي الجيلالي، وعبد السلام وزوجته عشّوشة وغيرها من الشخصيات التي ظهرت في متن النص وتوارت في أزقة طنجة وحاراتها، وسواحلها، وقراها الجبلية.
وجد الأدباء والفنانون الأميركيون ضالتهم في طنجة كمدينة بدائية عذراء، وفضاء متحرر يسمح للمغتربين، والهامشيين، والثائرين على كل أشكال القمع الاجتماعي والثقافي والإيروسي بممارسة رغباتهم، وتطلعاتهم، وحياتهم الخاصة. فعلى الرغم من انحرافات بول بولز فإنه قدّم خدمات جليلة للثقافة المغربية حينما سجّل الألحان والأهازيج والإيقاعات الموسيقية الأمازيغية، حيث قام برحلات طويلة ومضنية إلى القرى والبلدات النائية تاركاً زوجته المريضة «وحيدة داخل سجن الزمن» من أجل جمع وتسجيل أكبر قدر ممكن من المقطوعات الموسيقية المغربية بشقيها الأمازيغي والعربي.
يعترف الروائي محمود عبد الغني بفضل بول بولز وزوجته جين على عدد من الكُتّاب والفنانين المغاربة حيث يقول: «بول وجين شخصان خاليان من التفاهة وبفضلهما أصبح شكري كاتباً، واليعقوبي رساماً، والمُرابط كاتباً شفوياً مشهوراً» (ص17). وفيما يتعلق بشكري فقد ترجم له «الخبز الحافي» و«جان جينيه في طنجة» إلى الإنجليزية، كما ساهم في إقامة معارض فنية للرسام أحمد اليعقوبي في عدة عواصم أوروبية نقلته من المحلية إلى العالمية. أما محمد المرابط فقد ترجم له ستة عشر كتاباً شفهياً إلى الإنجليزية، وهي تجمع بين القصة القصيرة والرواية والسيرة الذاتية. لم يكن يول بولز هو أول من انتبه إلى موهبة محمد شكري فقد أخبره وليم بوروز ذات مرة:: «إنّ شكري كاتب استثنائي بفضل صفائه النادر، وذكائه الخارق» (ص35) لكن وشاية المرابط بشكري أوغرت صدر بولز وخلقت هوّة بينهما، فشكري لا يريد أن يخسر بول بولز وزوجته جين لأن منزلهما أشبه بالدائرة الممغنطة التي تجذب إلى مركزها كل الأسماء الإبداعية الأميركية والأوروبية التي بدأت تشكِّل ضغطاً نفسياً على زوجته العليلة وعليه أن يمنع تدفقهم إلى منزله لأن طنجة لم تخلُ من الفنادق والشقق السكنية الفارهة. لم يرتح بولز إلى غيرترود ستاين وكان يراها امرأة غامضة، مليئة بالنشاز، تستغل الفنانين، وتسعى جاهدة للفصل بينهم وبين صديقاتهم، وتقتني أعمالهم الفنية بأثمان زهيدة. أنجز بول بولز فضلاً عن تراجمه، وموسيقاه التي جمعها وألّفها، الكثير من الروايات، والقصص القصيرة، والمجموعات الشعرية نذكر منها «السماء الواقية»، «بيت العنكبوت»، «أهلاً بالكلمات»، «ساعات ما بعد الظهيرة» وسواها من الأعمال الإبداعية المهمة التي يُشار إليها بالبنان. أما زوجته الروائية والكاتبة المسرحية جين بولز فقد كانت مُقلّة بسبب مرضها الدائم حيث أنجزت رواية «سيدتان جادّتان» التي نالت استحسان النقاد فوصفها بعضهم بأنها من أكبر كُتّاب النثر في العالم وقد جذبت انتباه تينسي ويليامز طريقتها في تعشيق الفلسفة بالأدب حيث قال: «لها قدرة على وضع الفلسفة في النثر. وهي قدرة غريبة داخلية لا يمتلكها غيرها» (ص63). ومع ذلك فقد تلقّت رسالة من الكاتبة أناييس نين جمعت فيها كل الأخطاء التي عثرت عليها في رواية «سيدتان جادّتان» فكادت تنفجر من الغضب وبما أنها تعرف بعض مواصفاتها البدنية فأخذت تقهقه وتقول في نفسها: «قامة قصيرة، ولسان طويل»! كانت جين، خلافاً لزوجها، تحب صحبة المغاربة لأنهم يتوفرون على خفّة الدم، ويمتلكون حسّ الفكاهة والمرح لذلك كانت تستلطف المرابط لأناقته، ولطفه، وقدرته على التخيّل والسرد الحكائي، وأكثر من ذلك فإن كل أصدقائه يؤكدون «بأنه يتمتع بذكاء خارق، وبذاكرة تشبه الثلاجة، تحتفظ بداخلها بكل شيء طازج» (ص95).
لم ينظر الأدباء الأميركيون والأوروبيون إلى طنجة كمدينة نظيفة، متحضرة، فبولز «ينعتُ الطنجاويين بالجياع والمتسولين، والوطنيين بالإرهابيين» (ص23). لا يختلف رأي والدة بولز بالمدينة، فحينما زارته ذات مرة سألته سؤالاً ينطوي على كثير من القسوة والفجاجة مفاده: «كيف هي طنجة؟ هل لا تزال على تلك الطبيعة الهجينة والقذرة، فهي مطعّمة بالكثير من التفاصيل الإسبانية؟ (ص107) صحيح أن والدة بولز واحدة من أرقّ عازفات البيانو في العالم لكن تلك الرِقة لا تخوّلها أبداً أن تصف المغرب «بالبلد المتخلف» وأن تنعت موسيقاه الفطرية بموسيقى المتوحشين! وفي ذروة هذا التحامل اللامبرر على المغرب وطنجته المضيئة التي سحرت الرسامين، والمصوِّرين، والقصاصين، والروائيين، والشعراء، والموسيقيين كانت جين بولز تنزلق إلى عالَم ضبابي كثيف أفقدها حواسها الخمس على حين غرة وتركها تحدّق بعينيها المفتوحتين في الفراغ الأبدي المفزع.
وفي الختام لا بد من الإشادة بالبنية المعمارية المتماسكة لهذا النص الروائي وبلغته المتوهجة التي حاولت في كثير من الأحيان أن تكون صريحة ودالة كي ترتقي إلى مستوى الثيمات التي وردت في المتن السردي الذي لا يجد حرجاً في مغامرة النزول إلى الأرض الحرام.



«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
TT

«مليحة» يتصدر الاهتمام في مصر بمشهد «حق العودة» للفلسطينيين

مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)
مشهد لنزوح البطلة وهي طفلة في مسلسل «مليحة» خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 (الشركة المنتجة)

حظي المسلسل المصري «مليحة» بإشادات واسعة مع انطلاق عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ولفت الأنظار منذ حلقاته الأولى بمشاهد التهجير وحق العودة للشعب الفلسطيني، والرؤية التاريخية التي يقدمها عبر لقطات بـ«الأبيض والأسود» للنازحين الفلسطينيين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى الآن.

وتصدر المسلسل (التريند) عبر موقع التغريدات القصيرة «إكس» مع مشاهد التهجير وحق العودة، وكتب مخرجه عمرو عرفة عبر حسابه على «إكس»: «أول مرة يشارك 1000 ممثل في مشهد التهجير، كلهم أبطال».

وأشاد متابعون بظهور عمل فني في هذا التوقيت يتناول القضية الفلسطينية، ويعيد التذكير بالمأساة منذ بدايتها، وكتب حساب باسم «مافيا تويتر»: «مهم جداً للأجيال الجديدة التي لا تعرف النكبة أن تتابع مسلسل (مليحة) حتى لا يستخدمنا أعداؤنا»، ووصف حساب باسم لؤي الخطيب على «إكس» المسلسل بأنه «تصعيد مصري شديد الذكاء لأن الاحتلال الإسرائيلي يدرك خطورة الدراما المصرية خاصة في رمضان».

وفي مقدمة كل حلقة يعرض المسلسل جانباً توثيقياً في شكل حوار بين جدّ (يعلق بصوته الفنان سامي مغاوري) على تساؤلات الحفيد، بينما تنقل الصورة مشاهد بالأبيض والأسود من رحلة الشتات الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي، وقرار عصبة الأمم بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، الذي تضمن دعوة العالم للالتزام بوعد بلفور لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

المسلسل الذي أنتجته الشركة المتحدة يضم فريقاً من الممثلين المصريين والفلسطينيين، وتشارك في بطولته ميرفت أمين، ودياب، وأشرف زكي، وحنان سليمان، وأمير المصري، إلى جانب عدد من الفنانين الفلسطينيين، من بينهم، سيرين خاس (تجسد شخصية مليحة)، وديانا رحمة، ومروان عايش، ورحاب الشناط، وأنور خليل، والمسلسل من تأليف رشا عزت الجزار، وإخراج عمرو عرفة.

المخرج عمرو عرفة خلال تصوير أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

يروي المسلسل قصة الفتاة الفلسطينية مليحة التي نزحت مع أسرتها في طفولتها إلى ليبيا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بعد تدمير الاحتلال لمنزلهم، ومع قيام الحرب في ليبيا يتوجهون لمصر، حيث تواجه وأهلها كثيراً من الصعوبات.

وتطرقت الحلقة الأولى من المسلسل للرمز الفلسطيني الشهير المتمثل في مفتاح المنزل، الذي ظهر في جدار منزل مليحة، وهو أحد الرموز التي يستخدمها أبناء الشعب الفلسطيني للتعبير عن حقهم في العودة لبلادهم وبيوتهم، فيما شهدت حلقته الثانية استشهاد والدي مليحة «جنين وعمار»، وذلك بعد أن شنت عصابة مسلحة غارة. ونجح ضباط حرس الحدود بمصر بقيادة المقدم أدهم «يؤدي دوره الفنان دياب» من ضبط إرهابي مسلح قام بزرع قنبلة داخل الشاحنة التي تقل النازحين من ليبيا.

وأبدت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله إعجابها بالفكرة التي عدّتها «مفاجأة بظهور عمل درامي في أكثر المواسم مشاهدة ليطرح قضية فلسطين بكل جوانبها، وكأنه يحكي القصة من البداية إلى النهاية»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تفاجأت بهذا العمل الذي تقدمه الدراما المصرية وتسخر له كل الإمكانات ليظهر على هذا النحو في توقيت مهم، ويروي للأجيال الجديدة التي ربما لا تعرف تاريخ القضية»، وأضافت خير الله أن «المسلسل اعتمد على أهمية موضوعه، متجاوزاً فكرة الاستعانة بنجوم، ومعتمداً على تسكين الممثلين في أدوار تناسبهم، ومتنقلاً في أحداثه الأولى بين فلسطين وليبيا ومصر».

ورأى بعض صنّاع المسلسل تأجيل حديثهم حتى ينتهي، فيما كشف متابعون عن خطأ وقع فيه المسلسل خلال المقدمة التاريخية، حيث ظهرت صورة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت بدلاً من زعيم الحركة الصهيونية اليهودي تيودور هرتزل.

وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن المسلسل لقي اهتماماً منذ عرض البرومو التشويقي، واستطاع جذب الجمهور بـ«تتر المقدمة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «استعرض في المقدمة تاريخ فلسطين ليخاطب جيلاً جديداً لا يعرف هذا التاريخ، وهو جانب توثيقي مهم للغاية، كما قدم ربطاً بين انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) 2000 وما تبعها من تهجير شهده الشعب الفلسطيني، وكأنه يعطي درساً تاريخياً عبر الدراما التي تملك تأثيراً كبيراً، لذا فقد حقق صدى جيداً في حلقاته الأولى».

وأشاد سعد الدين بإسناد بطولة المسلسل لممثلة فلسطينية، وعدّ «مشاركة عدد كبير من الممثلين الفلسطينيين يضفي مصداقية على العمل، إلى جانب الممثلين المصريين الذين يؤدون أدواراً تخصهم ضمن أحداثه التي تقع في مصر».


«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

«السيرة الهلالية»... «فاكهة» الليالي الرمضانية بمصر

جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من السيرة الهلالية في ليالي رمضان بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

تعَدّ السيرة الهلالية بمثابة «فاكهة السمر» في المناطق الشعبية بمصر خلال الليالي الرمضانية، حيث يتحلق أبناء تلك المناطق في فرح وشغف حول عازف الربابة والراوي لسماع تلك الملحمة الكبرى، التي وصفها نقاد وباحثون في الفولكلور بـ«إلياذة العرب».

وتشهد ليالي رمضان بالحديقة الثقافية بحي السيدة زينب، وهو من الأحياء الشعبية في وسط القاهرة، تقديم السيرة الهلالية من خلال ثلاثة رواة هم محمد عزت نصر الدين ثم عبد المعز عز الدين ثم عزت قرفي، يصاحبهم عزف الربابة والإيقاع. ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة التابع لوزارة الثقافة المصرية.

وتتكون السيرة الهلالية مما يقرب من مليون بيت من الشعر على اختلاف البلدان التي تحتفظ بها، وتحكي سيرة بني هلال الذين انتقلوا من هضبة نجد إلى اليمن ثم إلى الشام واستقروا في تونس خلال القرن الحادي عشر الميلادي، زمن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، بحسب رواية ابن خلدون.

أحد رواة السيرة الهلالية بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب (الشرق الأوسط)

وعَدّ الشاعر مسعود شومان، رئيس اللجنة الاستشارية العليا لأطلس المأثورات الشعبية بمصر، السيرة الهلالية «واحدة من كنوز الفنون القولية المهمة»، ووصفها بأنها تمثل «إلياذة العرب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في ظني أنها أهم من الإلياذة عبر تفاصيلها وتقسيماتها البنائية، بداية من المواليد مروراً بالريادة الصغرى ثم الريادة الكبرى ثم التغريبة ثم ديوان الأيتام»، وأضاف أن «السيرة الهلالية ملأى بالأطر الفنية والقوالب المتعددة، سواء في وجه بحري (شمال مصر) أو قبلي (جنوب مصر)، منها فن المربع والحكي وفن القصيد وفن الموال، بالإضافة إلى التنوع الموسيقي».

وحول تقديم السيرة في الليالي الرمضانية قال إن «هذه الليالي لحفظ الروايات المختلفة ودعم الرواة الذين توجه بعضهم لأنماط أخرى من الغناء، لكن بعضهم ما زال يحتفظ بطرق أداء السيرة، خصوصاً أن السيرة الهلالية أصبحت عنصراً من التراث اللامادي باليونيسكو وهو تراث محفوظ لمصر، ولا بد من دعمه حفاظاً على هويتنا».

وسبق أن جمع الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي السيرة الهلالية من الرواة المختلفين في مصر وتونس والجزائر وليبيا والسودان في كتاب ضخم مكون من عدة أجزاء، كما قدمها في الإذاعة وفي بعض المواقع الثقافية مثل بيت السحيمي بشارع المعز في القاهرة الفاطمية خلال شهر رمضان قبل رحيله عام 2015.

وعن بدايات رواية السيرة في رمضان يوضح شومان أن «السيرة كانت تؤدّى على المقاهي بشكل دائم، ليست السيرة الهلالية فقط ولكن الكثير من السير، كانت إحدى المقاهي تقدم سيرة عنترة، وأخرى تقدم سيف بن ذي يزن وأخرى السيرة الهلالية، لدرجة أن البعض كانوا يسمون أنفسهم بالعناترة والزناتية والهلالية».

وأشار شومان إلى أن «السير لم تعد تقدم في رمضان في أماكنها الأصلية، ومن ثم كانت ليالي رمضان فرصة لاجتذاب هؤلاء الرواة في الليالي الثقافية»، وتابع: «أنا شخصياً أقدم السيرة الهلالية في أماكن مختلفة منذ عام 2002، من بينها محكى القلعة وقصر ثقافة الجيزة، كنا نقدم الوجه البحري ممثلاً في أحمد حواس، والقبلي ممثلاً في عز الدين نصر الدين، والآن لدينا 3 رواة يقدمونها وهم من الأجيال التالية بعد رحيل الرواة الآباء».

وكان من أهم وأشهر رواة السيرة الهلالية في الإذاعة المصرية جابر أبو حسين وسيد الضوي اللذين رافقا الأبنودي في تقديم السيرة، سواء في الإذاعة أو في الليالي الرمضانية بالمواقع الثقافية.

السيرة الهلالية تروى عن طريق جيل الأبناء (الشرق الأوسط)

وأنهى شومان كلامه مؤكداً أن «السيرة الهلالية ترسم طريقاً يمكن التعرف من خلالها على العادات والتقاليد والأزياء وتجمعات القبائل من نجد حتى تونس، فهي ليست كتاباً للحروب والمعارك بين الأبطال، وإنما كتاب للمعارف والخبرات، وبالتالي تزداد أهميتها من هذه الجوانب الثقافية والجمالية».


وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

وزير الثقافة السعودي يزور معرض «العلا: واحة العجائب» ببكين

تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)
تجسد القطع الأثرية المعروضة حضارات العلا عبر التاريخ (الشرق الأوسط)

زار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية»، والمقام في القصر الإمبراطوري بالعاصمة الصينية بكين.

واطلع خلال الزيارة على أجنحة المعرض والقطع الأثرية المعروضة، والتي تجسد حضارات العلا عبر التاريخ، وكذلك البرامج والمبادرات التي يتضمنها وتعكس «رؤية العلا» المتماشية مع «رؤية المملكة 2030».

ويقام المعرض في «المدينة المحرمة» المصنفة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بالشراكة بين الهيئة والوكالة الفرنسية لتطوير العلا، ولقي منذ افتتاحه أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي تفاعلاً كبيراً بزيارة ما يقارب ربع مليون زائر.

ويتضمن جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني، ويضم معالم بارزة، مثل تماثيل «دادان» التي كانت موطناً للمملكتين الدادانية واللحيانية، وأفلاماً عن المقابر المنحوتة في «الحِجر»، ومستكشفات أثرية برونزية من الموقع الذي يعد المدينة الجنوبية الرئيسة للمملكة النبطية، وأول موقع سعودي على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

يتضمن المعرض جوانب فريدة من تاريخ العلا الغني (الشرق الأوسط)


«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
TT

«أجواء»... معرض قاهري يحتفي بروح الشرق وفنون «الحروفية»

لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )
لوحة للفنان المصري الراحل حسن الشرق مشاركة في معرض «أجواء» (غاليري بيكاسو )

يحتفي المعرض الفني «أجواء» بالروح الشرقية والفنون «الحروفية»، عبر استلهام الثيمات الشعبية والتراثية خلال شهر رمضان، ويضم المعرض الذي يستضيفه «غاليري بيكاسو» بالقاهرة، حتى نهاية رمضان، أعمالاً لـ15 فناناً من مدارس واتجاهات فنية مختلفة.

وعبر صيغ فنية تتراوح بين التصوير والنحت والخزف، تأتي الأعمال الفنية، وسط حضور لافت لتنويعات في فنون الخط العربي الذي يُعدّ تيمة مركزية تجمع بين الأعمال الفنية المُتفرقة، كأنه يدعو لإعادة تأمل المساحات الخلاّقة التي تربط الخط العربي بفنون التشكيل.

استلهام لآية قرآنية في لوحة بالمعرض (غاليري بيكاسو)

وتعدَّدت مظاهر «الحروفية» أو استخدام الخط العربي في اللوحات، ما بين تكوينات تستلهم آيات قرآنية، مثل لوحة تضيء بآية «والشمس وضحاها»، وأخرى تستلهم آية: «ولكم فيها مستقر ومتاع إلى حين»، وحضوره في تكوينات زخرفية يتفاعل فيها الحرف، كوحدة جوهرية مع عناصر العمل الأخرى.

ويرى الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة وأحد المشاركين في معرض «أجواء» أن «الحرف تتكامل فيه عناصر التجريد الهندسي والعضوي والزخرفي». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مُحب للحرف العربي، وأطعّم به أعمالي، وفي لوحاتي المشاركة بالمعرض يظهر الحرف تجلياً للفن العربي والإسلامي، ضمن رموز تجريدية أخرى في اللوحات التي تعكس تنوعاً حضارياً واسعاً للهُوية المصرية».

إحدى لوحات المعرض للفنان أشرف رضا (غاليري بيكاسو)

ويمكن التوقف أمام حروف من الشعر العربي القديم تقول: «أحبها وتُحبني... ويُحب ناقتها بعيري»، وهو بيت يتوّسط واحدة من لوحات الفنان المصري الراحل حسن الشرق (1949 - 2022) الموجودة بالمعرض، تعبر عن الفن الفطري الذي امتاز به الفنان الراحل ومكّنه من الوصول بأيقوناته الشعبية إلى العالمية، فأعماله تسكنها الحكايات المُشبّعة بالخيال، والرموز البصرية التي تستلهم المواكب الشعبية، والسيّر الملحمية، والحلقات الصوفية.

يُعلق أستاذ الفنون الجميلة أشرف رضا، رئيس مؤسسة «أراك للفنون والثقافة» هنا بقوله: «حسن الشرق ضيف شرف المعرض، والاحتفاء بأعماله يمثل تجديداً لذكرى فنان كبير استطاع تقديم آلاف الأعمال بأسلوبه الفطري الأخّاذ، الذي أبدعه ببراعة، رغم أنه لم يدرس الفنون».

استلهام من آيات القرآن الكريم في إحدى لوحات المعرض (غاليري بيكاسو)

وتظهر ومضات من عالم «ألف ليلة وليلة» في لوحات بالمعرض، مما يعكس التأثير الفني الممتد لتلك الملحمة التراثية على المُخيّلة الإبداعية لعدد من الفنانين المشاركين، كما تبدو بعض الأعمال وكأنها فصول من مخطوطات قديمة تطوف في عوالم الفسطاط والبصرة ووجوه أهلها. تتجلى هذه الروح الشرقية في أعمال الفنان محمود مرعي، وكذلك لوحات الفنان منير إسكندر، الذي ينقل البورتريه إلى عالم مليء بالعناصر الريفية، وتعلّق أهلها الفطري بالدين والشعائر.

جانب من الأعمال النحتية في المعرض (غاليري بيكاسو)

كما يظهر التنوّع في استخدام الخزف بالأعمال المعروضة بين استخدام تقليدي يُحاكي الآنية القديمة، واستخدام آخر مُعاصر، بينما تظهر التشكيلات النحتية التي تستعين بخامات مختلفة كالبرونز والغرانيت، ويمنح بعضها انطباعاً بأنها خرجت من طيّات الحكايات القديمة، كعمل للفنانة مروة يوسف تُجسِّد فيه ملامح مُجردة لشيخ يرتدي عباءة ويُطعم الطير الذي أحاط به من رأسه وحتى قدميه.

تصميم نحتي لشيخ يرتدي عباءة للفنانة مروة يوسف (غاليري بيكاسو)

وتصيغ أعمال نحتية علاقات جديدة بين الأشكال الهندسية التقليدية، كالدائرة والمثلث والمستطيل، بأسلوب يمنحها طابعاً درامياً وحركياً، كمنحوتة للفنان أحمد عبد التواب، وكأنها تصوير لشخص يقوم بتقديم عزف حيّ.

وعدّ أستاذ الفنون الجميلة المعرض يجمع بين الفنون العربية والإسلامية، على اختلاف الأساليب والتقنيات والاتجاهات الفنية الحاضرة في أعماله، مضيفاً: «مع زيادة تنظيم معارض لتيارات واتجاهات الفن المعاصر وفنون الحداثة، يُصبح لمثل هذا المعرض خصوصيته، ويظل مصدراً لتشويق جمهور هذا اللون من الفنون».


أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
TT

أثناء بحثها عن المفاتيح... أم تقتل ابنتها بالخطأ برصاص مسدس كان في حقيبتها

الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)
الأم ديان رادلي وابنتها ديريا (وسائل إعلام أميركية)

أطلقت أم أميركية النار على ابنتها البالغة من العمر 13 عاماً مما أدى إلى وفاتها، فيما زعمت الأم أنه «حادث إطلاق نار بشكل عرضي».

ووفقاً لمركز شرطة مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، حدث إطلاق النار ليلة (السبت) الماضي قبل الساعة العاشرة مساءً بقليل بالتوقيت المحلي في منزل ديان رادلي وابنتها ديريا.

وتم نقل الفتاة المراهقة إلى المستشفى حيث أُعلنت وفاتها، وفق ما ذكرته مجلة «بيبول / People» الأميركية.

وحسب الشرطة، فقد «أبلغت والدة فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً قُتلت بالرصاص ليلة السبت داخل منزلها في شارع إيدجهيل أن إطلاق النار من المسدس كان حادثاً».

وفي استجواب داخل مقر الشرطة أخبرت والدة ديريا المحققين بأن مسدسها نصف الآلي كان في حقيبتها من دون أي احتياطات حماية مع أشياء أخرى، وإن الرصاصة انطلقت بالخطأ بينما كانت تحاول البحث عن مفاتيحها داخل حقيبتها.

وعبّرت الأم ديان عن حزنها الشديد إثر الحادث، حيث ظهرت في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتحدث مع متابعيها، وقالت وهي تبكي «قلبي يؤلمني... آمل ألا يمر أي شخص بما أمر به».

ونشرت صوراً لابنتها علّقت عليها قائلة «عانقوا أطفالكم بقوة... الكلمات لا تستطيع وصف الألم... طفلتي كانت جميلة للغاية... اللهم أعطني القوة لأتحمل ما لا أتمنى أن يعاني منه أي شخص... قلبي كسر لمليون قطعة». وتابعت: «عزيزتي، أنا بحاجة إليك، لا أستطيع أن أقترف هذا الخطأ، أحبك كثيراً».

كما أنشأت الأم أيضاً صفحة لجمع الأموال من أجل جنازة ابنتها. واعتباراً من يوم (الاثنين) تم جمع 2485 دولاراً من أصل 15 ألف دولار مستهدفة.


شهر اللغة العربية في الصين بحرصٍ سعودي على جَعْلها عالمية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
TT

شهر اللغة العربية في الصين بحرصٍ سعودي على جَعْلها عالمية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال زيارته الرسمية إلى الصين (واس)

أطلق وزير الثقافة السعودي ورئيس مجلس أمناء «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية»، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، برنامج شهر اللغة العربية في جمهورية الصين، الذي يركّز لـ30 يوماً على تعزيز وجودها، وتطوير مناهج تعليمها، وتحسين أداء معلميها.

ويُنظّم «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية» بين 28 مارس (آذار) الحالي و26 أبريل (نيسان) المقبل بمدينتي بكين وشنغهاي برنامجاً علمياً يتألّف من مجموعة برامج وأنشطة تُقام مع جهات تعليمية عدّة لتطوير مناهج تقدّم دروساً في تعلُّم العربية، وتحسين أداء المعلّمين، وتعزيز وجود العربية لغةً عالمية للثقافة والعلوم. كما يتخلّل البرنامج زيارات ولقاءات مع الجامعات الصينية التي تقدّم برامج أكاديمية في اللغة العربية، والجمعيات والمراكز المهتمّة بتعليمها ونشرها في الصين.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي إنه «يقع ضمن استراتيجيته وتوجيهات رئيس مجلس الأمناء، وينشط في مسارات عدّة لنشر اللغة العربية محلياً وعالمياً؛ من بينها هذا البرنامج الذي يسعى إلى التعريف بالمجمع وأنشطته في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والوقوف على جهود المملكة في خدمة العربية وعلومها في أنحاء العالم، والعمل المباشر على تدريب المعلّمين، ورفع كفاياتهم التدريسية، وتحقيق التقدّم في نواتج تعلّم اللغة العربية لديهم».

ويعقد المجمع، بالتعاون مع جامعة بكين للغات والثقافة، مسابقة علمية تستهدف متعلّمي اللغة العربية، وتنقسم إلى 3 محاور: الإلقاء، والسرد القصصي، والخط العربي؛ للتكامل مع أهم إصدارات المجمع المعنية بهذا المجال، ونَشْر استخدام المتعلّمين لها.

يُعقَد البرنامج على مدى 4 أسابيع؛ 3 منها في العاصمة بكين، وأسبوع في شنغهاي، ويشمل تنفيذ ندوة علمية، وحلقتي نقاش، وزيارات علمية، و4 دورات تدريبية للمعلّمين؛ مخصّصة لتنمية مهارات الكفاية اللغوية (الاستماع، والتحدّث، والقراءة، والكتابة)، وتركز جميعها على توظيف استراتيجيات التعلُّم النشط في تعليم العربية لغةً ثانية، وتعزيز ممارساتها، وتطوير كفايات معلّميها للناطقين بغيرها.

ويأتي برنامج «شهر اللغة العربية في جمهورية الصين» ضمن مشروع «برامج علمية حول تعليم اللغة العربية»، بإشراف المجمع، ونفّذت منه نسخٌ في دول عدّة، من بينها الهند، والبرازيل، وأوزبكستان، وإندونيسيا، ويستمر المجمع بتقديمه في سياق عمله اللغوي والثقافي على المستوى الدولي.


الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
TT

الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)

رصدت دراسة كندية قدرة الكلاب المدرَّبة على اكتشاف إصابة البشر بـ«اضطراب ما بعد الصدمة»، وهو اضطراب نفسي ينتج عادة عن التعرُّض لحدث صادم أو مرعب.

وأوضح الباحثون، أن دراستهم هي الأولى التي تثبت قدرة الكلاب على اكتشاف هذا الاضطراب عن طريق شمّ أنفاس البشر، وفقاً لنتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، بدورية «Frontiers in Allergy».

ويمكن للأنوف الحساسة للكلاب اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية التي يحتمل أن تكون خطرة، مثل نوبة قلبية وشيكة.

لكن الدراسة الجديدة، وجدت دليلاً على أن الكلاب قد تكون قادرةً على اكتشاف «اضطراب ما بعد الصدمة»، من خلال شمّ أنفاس الأشخاص الذين تم تذكيرهم بالصدمات.

وينجم هذا الاضطراب عن التعرض لحدث صادم أو مؤلم بشدة، مثل حادث سيارة أو كارثة طبيعية، أو تجربة عنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي، ويمكن أن تختلف أعراضه وشدتها من شخص لآخر، وتتضمن أعراضاً اقتحامية مثل الذكريات المزعجة والكوابيس، والهلاوس، أو الأفكار الملحة.

بالإضافة إلى ذلك، تجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكّر بالحدث الصادم، وتغييرات في المزاج، وفي اليقظة وردود فعل مثل صعوبة النوم، والشعور بالانفعال، أو سهولة الانزعاج.

ويمتلك جميع البشر «بصمة رائحة» فريدة تماماً مثل بصمات الأصابع، مكونة من مركبات عضوية متطايرة، هي جزيئات تنبعث من الجسم عبر إفرازات مثل العرق والتنفس وحتى الزهم (مادة زيتية تنتجها البشرة).

وهناك بعض الأدلة على أن الكلاب قد تكون قادرة على اكتشاف تلك المركبات المرتبطة بالإجهاد والتوتر البشري.

وخلال الدراسة راقب الباحثون 26 شخصاً عانوا من «اضطراب ما بعد الصدمة»، ورصدوا ردود فعلهم، والروائح التي تنبعث منهم عند تذكيرهم بالصدمة. ودرّبوا كلبين على اكتشاف الرائحة، ونجحا في التعرف على رائحة هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تنبعث من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بنسبة دقة تصل إلى 90 في المائة.

وبين أشكال المساعدة الأخرى، يمكن للكلاب مساعدة المرضى من خلال تنبيههم ومقاطعة النوبات عندما يعاني رفاقهم من الأعراض. وإذا تمكّنت الكلاب من الاستجابة لعلامات التوتر عند التنفس، فمن المحتمل أن تتمكّن من مقاطعة النوبات في مرحلة مبكرة، مما يجعل تدخلاتها أكثر فعالية.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة دالهوزي الكندية، الدكتورة لورا كيروجا لـ«الشرق الأوسط» إن «دراستهم تثبت أن الكلاب ليست قادرة فقط على اكتشاف بعض الحالات الصحية الجسدية لدى البشر، ولكن أيضاً بعض حالات الصحة العقلية، مثل (اضطراب ما بعد الصدمة)».

وأضافت أن «اكتشاف حالات اضطراب ما بعد الصدمة عن طريق الرائحة يسمح بالتدخل حتى قبل ظهور العلامات الجسدية المرئية، وهذا من شأنه أن يمكّن المرضى من استخدام المهارات المكتسبة في العلاج النفسي؛ لتعزيز فهم أعراض المرض ومنع تفاقمه».


أحمد صلاح حسني: اخترت التمثيل... وموهبتي لاعباً ومُلحناً تشتتني

الفنان المصري أحمد صلاح حسني (صفحته على فيسبوك)
الفنان المصري أحمد صلاح حسني (صفحته على فيسبوك)
TT

أحمد صلاح حسني: اخترت التمثيل... وموهبتي لاعباً ومُلحناً تشتتني

الفنان المصري أحمد صلاح حسني (صفحته على فيسبوك)
الفنان المصري أحمد صلاح حسني (صفحته على فيسبوك)

قال الفنان المصري أحمد صلاح حسني إنه اختار التركيز في التمثيل رغم حبه للتلحين ومن قبل لعب كرة القدم، وعَدّ موهبته في هذين المجالين وحبه لهما «أمراً مشتتاً للغاية»، وأرجع موافقته على القيام ببطولة مسلسل «رحيل» مع الفنانة ياسمين صبري الذي يعرض في 15 حلقة خلال الموسم الرمضاني الجاري، إلى الدور المركب والجديد الذي عرض عليه.

وأوضح حسني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «يبحث عن دور لا يشبهه»، وأنه «لا يسعى للظهور المستمر بقدر ما تشغله الانتقائية لأعمال يستطيع من خلالها عدم تكرار نفسه، ويتمكن من اقتحام مناطق تمثيل جديدة تضيف إليه ممثلاً، وتكسبه قاعدة جماهيرية أكبر».

ويشارك في بطولة مسلسل «رحيل» مع ياسمين صبري وأحمد صلاح حسني، الفنانون أحمد صيام، وعزت زين، ومي القاضي، ولبنى ونس، وحازم سمير، وهو من تأليف محمد عبد المعطي، وإخراج إبراهيم فخر.

وعن مدى نجاح مسلسلات الـ15 حلقة التي انتشرت مؤخراً، يرى حسني أن هذا النوع من الأعمال أثبت نجاحاً منقطع النظير، مشيراً إلى أن إيجابياته أكبر بكثير من السلبيات.

وعزا حسني الفضل في انتشار هذا النوع من المسلسلات إلى المنصات الإلكترونية، مؤكداً أنها «تضع المشاهد في جو سينمائي، حيث يتم سرد الحكاية له بشكل مطول عن السينما لكنه في الوقت نفسه أقصر بكثير من مسلسلات الـ30 حلقة».

يشارك أحمد صلاح حسني في بطولة مسلسل «رحيل» (صفحة الفنان على «فيسبوك»)

ويشارك حسني بطولة عدد من المسلسلات المنتظر عرضها عبر عدة منصات بعد رمضان، وذكر «أن هذا النوع من المسلسلات القصيرة ليس مريحاً للممثل أكثر من مسلسلات الـ30 حلقة، لأن الممثل في النهاية مطالب بلعب دوره بإتقان وتقمص حقيقي بغض النظر عن عدد الحلقات التي لا تعني له أي شيء».

ويستأنف حسني بعد رمضان تصوير فيلم «أوسكار» الذي يعد أول بطولة سينمائية له ومنتظر عرضه خلال صيف 2024، وهو من إخراج هشام الرشيدي، وتأليف أحمد حليم، وسيناريو وحوار مصطفى عسكر وحامد الشراب، وعدّ «العمل جديداً من حيث المضمون والشكل الذي يعتمد على الجرافيكس بشكل أساسي»، لافتاً إلى أن «الفيلم ينتمي لفئة الأكشن، ويعتمد على سلسلة من مشاهد الإثارة والتشويق».

وقال إن «بعض الأعمال الفنية بدأت مؤخراً بإدراج خط كوميدي خلال الأحداث لكسر حدة الدراما وإضفاء الروح الفكاهية عليه، لذلك فإن فيلم (أوسكار) يشهد مشاركة متميزة من الفنان الكوميدي محمد ثروت».

وعن قلة مشاركاته السينمائية يقول حسني إنه «انتقائي جداً في اختياراته»، ولذلك كانت الفكرة الجديدة لفيلم «أوسكار» التي وصفها بأنها «مختلفة وجديدة على السينما المصرية»، هي السبب الرئيسي في موافقته على العمل.

وعن تعدد مواهبه بين التلحين والتمثيل وقبلهما كرة القدم، أكد أن «الأمر مشتت للغاية»، مضيفاً: «اخترت التمثيل وأحاول طوال الوقت التركيز على انحيازاتي الفنية بشكل أكثر عمقاً، منعاً للتشتت الذي أعدّه العدو الأول لأي موهبة».

واختتم حسني حديثه مؤكداً أنه دائماً «يبحث عن دور لا يشبهه ليستفز طاقته الإبداعية، وعندما لا يجد، يفضل الانتظار من دون عمل حتى تأتي الفرصة المناسبة»، الأمر الذي يفسر غيابه من وقت لآخر عن الوسط الفني، حيث كان آخر ظهور له في رمضان العام الماضي من خلال مسلسلي «سوق الكانتو» و«الكتيبة 101».


إطلاق «‏جائزة محمد بن سلمان» ‏لتعزيز التقارب الثقافي السعودي - الصيني

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
TT

إطلاق «‏جائزة محمد بن سلمان» ‏لتعزيز التقارب الثقافي السعودي - الصيني

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال إطلاق أعمال الجائزة في بكين (واس)

أطلقت «جائزة الأمير محمد بن سلمان» للتعاون الثقافي بين السعودية والصين، أعمالها، الخميس، لتكريم المتميّزين في البلدين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين في عدد من الاهتمامات العلمية والإبداعية، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي بين الثقافتين السعودية والصينية.

وأعلن وزير الثقافة السعودي ورئيس مجلس أمناء الجائزة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، عن بدء أعمال الجائزة، وعدَّها «أيقونة ثقافية تُعزّز التقارب الثقافي بين السعودية والصين»، وذلك خلال جولة رسمية في بكين، دشنت فصلاً جديداً في تعاونهما الثقافي، بتوقيع اتفاقات لتطوير الشراكة الاستراتيجية.

وقال الأمير بدر: «هذه الجائزة الآتية من السعودية، قلب الجزيرة العربية، تطمح إلى بناء طريق المعرفة، واستلهام القيم الثقافية لطريق الحرير التاريخي، وأخذه نحو آفاق متجددّة، وإعادة دوره الجوهري في بناء الجسور الراسخة بين الشعبين، والمساهمة في التقارب بين الحضارتين العريقتين بتكريمها المبدعين في فروعها الأربعة».

ونظّمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع «مكتبة الملك عبد العزيز العامة»، الخميس، حفل بدء أعمال الجائزة في فرع المكتبة بجامعة بكين، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين السعودي والصيني، ومثقّفين وأكاديميين من عُمداء وأساتذة وطلبة جامعة بكين.

وقال وزير الثقافة السعودي: «إطلاق الجائزة يؤكد على اهتمام القيادة السعودية الرشيدة بالتواصل الثقافي مع شعوب العالم، خصوصاً الشعب الصيني، الذي يربطه بالمملكة تاريخ عميق من التواصل الحضاري والمعرفي»، مضيفاً: «عبر (رؤية 2030)، وسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية، تتشكّل فرص كبيرة، يمكن استثمارها معاً لتحقيق تقارب ثقافي أكبر».

وزير الثقافة السعودي يلتقي رئيس جامعة بكين (واس)

كذلك، أشار إلى أنّ الجائزة «تشكّل أيقونة عربية حضارية تعزّز فرص هذا التقارب لتنتقل إلى آفاق جديدة، وهي تقع في نقطة الالتقاء بين رؤيتين حضاريتين متَّفِقتين في الطموحات، وتمنحان الثقافة دوراً أساسياً لتحقيق الأهداف»، مشيداً بأهمية الحرص على التواصل الثقافي بالنسبة إلى قادة البلدين.

وشهد الحفل إلقاء كلمة لرئيس جامعة بكين، جونغ تشي خوانغ، والمشرف العام على «مكتبة الملك عبد العزيز العامة»، فيصل بن معمر، بجانب كلمة الأمين العام للجائزة الدكتور عبد المحسن العقيلي، تضمّنت التأكيد على «دورها في تعزيز العلاقات الحضارية والثقافية بين البلدين الصديقين، وخدمة المعرفة الإنسانية عموماً».

وتُعقد الجائزة سنوياً لتتويج المبدعين في عدد من الفئات، تشمل أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية وبالعكس، بالإضافة إلى تكريم دوري لشخصية العام، وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية سنوياً، على أن يمنح الفائز شهادة تقديرية تتضمن مسوغات نيل الجائزة، ومبلغ 375 ألف ريال سعودي، وميدالية تذكارية.

ومن شأن الجائزة أن تسهم في الترويج للغة والآداب والفنون العربية والإبداعية في الصين، وتُشجّع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي بين الثقافتين، في ظلّ الأهداف المشتركة لكل من «رؤية المملكة 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية.


مكتب براءات الاختراع الياباني يكرم «مانجا العربية»

الدكتور عصام بخاري المدير العام ورئيس تحرير «مانجا العربية» يتسلم التكريم (الشرق الأوسط)
الدكتور عصام بخاري المدير العام ورئيس تحرير «مانجا العربية» يتسلم التكريم (الشرق الأوسط)
TT

مكتب براءات الاختراع الياباني يكرم «مانجا العربية»

الدكتور عصام بخاري المدير العام ورئيس تحرير «مانجا العربية» يتسلم التكريم (الشرق الأوسط)
الدكتور عصام بخاري المدير العام ورئيس تحرير «مانجا العربية» يتسلم التكريم (الشرق الأوسط)

قام مكتب براءات الاختراع الياباني بتكريم شركة «مانجا العربية»، التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، نظير مشاركتها في الحملة الرقمية التوعوية التي ينفذها المكتب والمنتدى الدولي لحماية الملكية الفكرية، الذي تديره منظمة التجارة الخارجية اليابانية، حيث تستهدف الحملة الرقمية التوعية ضد القرصنة الإلكترونية وحماية الملكية الفكرية، لبناء فضاء رقمي يحافظ على قيمة الأفكار وبناء مجتمع واعٍ بأضرار التعامل مع منتهكي الملكية الفكرية.

وتفاعلت «مانجا العربية» مع الحملة بترجمة المواد المرئية للغة العربية وبثّها على منصاتها الرقمية، حيث تمتلك «مانجا العربية» حضوراً قوياً ومؤثراً على الساحة الرقمية في الشرق الأوسط، فظهورها يتجاوز أكثر من 1.2 مليار على مختلف المنصات الرقمية، بينما تخطت عدد تحميلات تطبيقاتها 7.5 مليون تحميل في أكثر من 190 دولة حول العالم، وهو ما جعلها قيمة فارقة في الوصول والتأثير ومخاطبة الشباب والأجيال الصاعدة.

شعار «مانجا العربية» (الشرق الأوسط)

وفي هذا الإطار، أكد المدير العام ورئيس تحرير «مانجا العربية»، الدكتور عصام بخاري، أن «مانجا العربية» منذ تأسيسها حرصت على دعم منظومة الحماية من القرصنة، وسعت إلى تعزيز قيم الحماية الفكرية لدى قرائها من خلال حضورها المؤثر على الساحة الرقمية والمطبوعة في الشرق الأوسط، حيث إن أحد أهم أهداف «مانجا العربية» الاستراتيجية خلق مناخ وبيئة لمنتجات آمنة موثوقة، من خلالها تسعى لإلهام الأجيال وتمكين الخيال في العالم العربي.

فيما قدّم شينشيرو هارا، المدير العام لمكتب الخدمات الدولية في مكتب براءات الاختراع الياباني، جزيل الشكر لشركة «مانجا العربية» نظير تعاونها في ترجمة ونشر الفيديو التوعوي الذي أنشأه مكتب اليابان لبراءات الاختراع والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، مضيفاً: «نعتقد أن أنشطة رفع الوعي، وخاصة للشباب، مهمة من أجل القضاء على المنتجات المقلدة والمقرصنة، ونودّ أن نعرب عن تقديرنا لـ(مانجا العربية) التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب في السعودية، وهي شريك مهم لليابان، لتعاونها المستمر في القضاء على المنتجات المقلدة».