خرج البابا فرنسيس، في اليوم الرابع من زيارته إلى كولومبيا في مدينة ميديين، التي كانت مركزاً عالمياً للمخدرات، عن الخطاب الذي دأب عليه خلال رحلته، مديناً «القتلة المأجورين من أجل المخدرات».
وترأس البابا الثمانيني، السبت، قداساً حضره أكثر من مليون شخص في ميديين، التي كانت مركزاً لعصابة بابلو ايسكوبار الذي قتل في 1993، وتلقت رسالة تشجيع على طي هذه الذكرى إلى الأبد.
وقال أمام آلاف من رجال الدين الذين تجمعوا في ملعب لاماكارينا إن «الشباب خدعوا في معظم الأحيان، ودمرهم قتلة مأجورون لحساب المخدرات، وميديين تذكرني بذلك».
وكان تفجير قنبلة في 1991، بتدبير من ايسكوبار، قد أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في هذا الملعب. لكن على الرغم من آلاف القتلى الذين سقطوا، ما زال هناك معجبون بـ«المعلم» ايسكوبار. وقال نيومي فرانكو (61 عاماً)، الذي يملك مكتبة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بفضله أصبحت أملك بيتاً»، موضحاً أن ايسكوبار وهبه أرضاً قبل نحو 30 عاماً، في حي شعبي يحمل اسم أشهر مهرب للمخدرات في التاريخ.
وكان البابا الذي وصف تهريب المخدرات بسرطان «منتشر»، قد قرر أن تشمل زيارته إلى كولومبيا هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، وتضم أكبر عدد من الكنائس في البلاد، لكنها تواجه صعوبة في نسيان ماضيها، كمركز عالمي لتهريب المخدرات.
وقالت ياميل زاباتا، مصففة الشعر التي تبيع قطعاً تذكارية في حي شعبي شيده ايسكوبار في ثمانينات القرن الماضي في ميديين، إن «الجميع يريد اليوم قطعاً تذكارية لزيارة البابا فرنسيس، لكن مبيعات بابلو (ايسكوبار) أفضل».
ومن جهتها، أشارت الأخت فيفيان أوروزكو (30 عاماً) إلى رسائل المصالحة التي أطلقها البابا منذ بدء زيارته في هذا البلد الذي يحاول الخروج من نزاع مسلح استمر أكثر من نصف قرن.
وقالت أوروزكو، التي قدمت من منطقة كاوكا التي تضررت جراء العنف: «يجب أن نكون كالحمل لنعمل بين الناس».
وتأتي زيارة الحبر الأعظم بعد اتفاق سلام مثير للجدل بين الحكومة ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، ووقف إطلاق نار مع «جيش التحرير الوطني»، آخر المجموعات المتمردة في هذا البلد.
وخلال القداس في ميديين، دعا البابا فرنسيس، السبت، الكنيسة إلى التجدد من أجل تشجيع المصالحة في دول مثل كولومبيا، والالتزام بالتخفيف من معاناة الأكثر فقراً، وقال إن «التجدد يجب ألا يخيفنا»، لكنه «يفترض التضحية والشجاعة».
وأضاف البابا الأرجنتيني، الذي يشجع عملية التهدئة التي أطلقها الرئيس خوان مانويل سانتوس: «في كولومبيا، هناك كثير من الأوضاع التي تتطلب من الرسل اتباع أسلوب حياة يسوع المسيح، خصوصاً المحبة التي تتجسد في الأعمال غير العنفية، والمصالحة والسلام».
وقالت الأخت فيفيانا أوروزكو إن دور الكنيسة هو «الوقوف في صف الضحايا، في صف الذين يعانون من العنف (...) أكثر من الدفاع عن الاتفاقات».
وفي هذه المنطقة التي تُعدّ وجهة سياحية بارزة في منطقة الكاريبي، والمدينة الأكثر فقراً في البلاد، أنهى الحبر الأعظم، أمس، زيارته إلى كولومبيا، التي قدم إليها للمرة الأولى، عائداً إلى روما.
البابا ينهي زيارته إلى كولومبيا بإدانة لتجار المخدرات
البابا ينهي زيارته إلى كولومبيا بإدانة لتجار المخدرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة