الخميس المقبل موعداً لتفعيل برلمان كردستان

TT

الخميس المقبل موعداً لتفعيل برلمان كردستان

تمخض الاجتماع الذي جمع أمس المكتبين السياسيين للحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) عن تحديد 14 سبتمبر (أيلول) الحالي موعدا لتفعيل برلمان الإقليم وعقد أولى جلساته بعد توقفها لنحو عامين بسبب المشكلات السياسية بين الأطراف الكردستانية.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان كردستان، فرحان جوهر، لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون هناك تواصل مع (حركة التغيير) و(الجماعة الإسلامية) للمشاركة في عملية تفعيل البرلمان، فإن أرادوا المشاركة، فنحن نرحب بهم، أما إذا أصروا على مواقفهم السابقة، فسنذهب مع (الاتحاد الوطني) إلى تفعيل البرلمان ولا ننتظرهم»، لافتا إلى أن «الديمقراطي الكردستاني» وافق على جميع النقاط التي طرحها «الاتحاد الوطني».
وأضاف جوهر: «ستكون هناك آلية قانونية لإدارة الجلسات، وحتى الآن هناك خياران لإدارة الجلسة؛ إما سيديرها رئيس السن (النائب الأكبر سناً) أو اختيار رئاسة جديدة للبرلمان»، موضحا أن الاتحاد الوطني الكردستاني لن يتولى رئاسة البرلمان؛ «بل سيحصل على منصب نائب رئيس البرلمان، بينما سيكون منصبة سكرتير البرلمان من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مؤكدا: «منصب رئيس البرلمان سيبقى على حاله لحين تغيير (حركة التغيير) موقفها».
في غضون ذلك، عقد المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان أمس جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وبحث الاجتماع الاستعدادات التي تشهدها كردستان لإجراء استفتاء الاستقلال في موعده المحدد في 25 سبتمبر الحالي، ونتائج الاجتماع الذي جمع المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في أربيل أمس.
وقال رئيس حزب التنمية التركماني وعضو المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان، محمد سعد الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «بحث المجلس الأعلى للاستفتاء، إلى جانب التحضيرات المتواصلة لإجراء الاستفتاء، حل المشكلات الداخلية في الإقليم وتفعيل برلمان الإقليم». وسلط سعد الدين الضوء على أهمية تفعيل البرلمان وتأثيره على سير عملية الاستفتاء في الإقليم، وقال: «كل الأطراف السياسية في كردستان تريد أن يكون هناك قانون للاستفتاء. الآن قرار الاستفتاء صدر عن المؤسسات التنفيذية في الإقليم، لذا هم يريدون أن يكون هناك دور للمؤسسة التشريعية في ذلك أيضا، أي أن يكون الاستفتاء في إطار قانون يُصاغ في برلمان الإقليم، لأن إجراء الاستفتاء بعد تفعيل البرلمان مهم جدا لشعب كردستان».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.