كيلومترات قليلة تفصل قوات سوريا الديمقراطية عن دير الزور

أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية (رويترز)
أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية (رويترز)
TT

كيلومترات قليلة تفصل قوات سوريا الديمقراطية عن دير الزور

أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية (رويترز)
أحد عناصر قوات سوريا الديمقراطية (رويترز)

أصبحت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم (الأحد)، على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دير الزور، غداة إعلانها بدء هجوم لطرد تنظيم "داعش" الارهابي من شرق المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتزامن ذلك مع مواصلة قوات النظام تقدمها ضد التنظيم بهجوم منفصل بمحيط مدينة دير الزور التي كسر قبل أيام حصار تنظيم "داعش" لها.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية يوم أمس (السبت) بدء حملة "عاصفة الجزيرة" لطرد التنظيم من الضفة الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.
ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور إلى قسمين شرقي وغربي.
وبحسب المرصد السوري، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية امس على "تلة تبعد سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور" الواقعة على الضفة الغربية للنهر.
وأعاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن التقدم السريع ضد المتطرفين لكون "ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة".
وكان رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية، قال امس إن الخطوة الأولى من الحملة هي "تحرير شرق نهر الفرات"، من دون تحديد الخطوات المقبلة، مؤكدا عدم وجود أي تنسيق مع قوت النظام السوري التي تخوض معارك ضد التنظيم بدعم روسي على الجانب الثاني من النهر حيث تقع مدينة دير الزور.
ويسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، وعلى ستين في المائة من مدينة دير الزور.
وفي مطلع العام 2015، فرض التنظيم حصاراً مطبقا على الاحياء الواقعة تحت سيطرة النظام.
وبعد معارك عنيفة، تمكنت قوات النظام وحلفاؤه الثلاثاء من كسر الحصار عن المدينة.
وحققت القوات السبت مزيدا من التقدم وكسر حصار التنظيم لمطار دير الزور العسكري المحاذي لها.
وواصلت قوات النظام اليوم تقدمها جنوب مدينة دير الزور في اطار عملية عسكرية واسعة بدأها منذ اسابيع من محاور عدة.
ونقل الاعلام الحربي التابع لميليشيا حزب الله أن قوات النظام وحلفاءه يسيطرون على كامل الاوتستراد الدولي الواصل بين دير الزور - دمشق مروراً بمدينتي السخنة وتدمر".
وكان قوات النظام فتحت قبل ايام الطريق بين دير الزور والسخنة وواصلت تقدمها في محيطه لتأمينه وإزالة الألغام والمفخخات.
وأفاد المرصد السوري باستمرار "المعارك العنيفة يرافقها قصف جوي روسي" جنوب دير الزور وغربها، تمهيدا لبدء قوات النظام هجوما ضد التنظيم في الاحياء التي يسيطر عليها في المدينة.
ووثق المرصد السوري "مقتل 21 مدنيا" منذ بعد منتصف ليل الاحد في "غارات روسية" استهدفت عبارات كانت تقطع نهر الفرات من مدينة البوليل جنوب غربي دير الزور باتجاه الضفاف الشرقية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.