آيرلندا تريد دوراً أوروبياً في مفاوضات السلام

دعت الاتحاد إلى «توصيل صوته في أي مبادرة أميركية» بين الفلسطينيين والإسرائيليين

TT

آيرلندا تريد دوراً أوروبياً في مفاوضات السلام

دعت آيرلندا الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكبر في المساعي التي تقودها الولايات المتحدة لإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
واعتبر وزير خارجية آيرلندا، سيمون كوفيني، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقد في العاصمة الإستونية طالين، أول من أمس، لمناقشة السياسة الأوروبية تجاه الشرق الأوسط، أن «الاتحاد عليه مهمة توصيل صوته في أي مبادرة أميركية جديدة، باعتباره أكبر مانح للمساعدات للفلسطينيين، وأكبر شريك تجاري لإسرائيل».
ويقود كوفيني الجهود الرامية لإشراك الاتحاد الأوروبي في مسعى جديد لاستئناف مفاوضات السلام، وإنهاء الانقسامات التي أضعفت نفوذ التكتل الأوروبي. وقد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أقل من شهر من توليه منصبه في يونيو (حزيران) الماضي.
وتوقع كوفيني، خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس، أن يواجه الإسرائيليون والفلسطينيون مزيداً من الاضطرابات خلال العام المقبل، إذا لم تستأنف عملية السلام. وقال: «أشعر بالقلق من أن يكون التحدي السياسي أصعب بكثير خلال فترة عام أو عامين»، وأضاف: «إذا نظرنا إلى دائرة العنف في غزة، على سبيل المثال، فسنتجه إلى ذلك مرة أخرى من وجهة نظري، ما لم يتم التدخل وطرح مبادرات جديدة».
واجتمع الوزير الآيرلندي أيضاً مع مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، وقال إنه من الضروري أن يسعى الاتحاد الأوروبي لأن يكون له تأثير على الخطط الأميركية التي يعدها غرينبلات، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاره جاريد كوشنر.
ووصف الوضع الإسرائيلي - الفلسطيني بأنه «جرح مفتوح» قد ينزف في أي وقت. ورأى أنه على حكومات الاتحاد الأوروبي أن تتكاتف وتركز على حل الدولتين، وقال: «حان الوقت للاتحاد الأوروبي... كي يكون صوته أكثر وضوحاً». وأوضح أنه من حق الاتحاد الأوروبي أن يكون صوته مسموعاً لأن حكومات الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية أنفقتا 600 مليون يورو (724 مليون دولار) سنوياً على مساعدات للفلسطينيين، وعلى مشروعات مع إسرائيل.
وأضاف: «لا نستطيع الانتظار فحسب كي تتخذ الولايات المتحدة مبادرة من نفسها... علينا أن نكون داعمين لها، وأن نساعدها في صياغة ذلك، وإعداده بطريقة تحظى على الأرجح بدعم المجتمع الدولي»، لكنه لفت إلى أنه لا يزال لا يعرف شكل المقترحات الأميركية، ورأى أنه «في ظل عدم قدرة الولايات المتحدة على طرح مبادرة جديدة، فإنني أعتقد أنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يفعل ذلك بنفسه».
وهناك عراقيل أمام الاتحاد الأوروبي، منها تباين المواقف التي تتراوح من دعم ألمانيا القوي لإسرائيل إلى قرار السويد الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين عام 2014، وهو الأمر الذي بحثته آيرلندا قبل 3 سنوات. لكن كوفيني قال إن الاتحاد الأوروبي قد يبني الثقة مع إسرائيل، من خلال تعزيز العلاقات في مجالات التجارة والعلوم والمنح الدراسية للطلاب، وانتهاج ما وصفه بـ«جدول أعمال إيجابي».
ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع عالي المستوى مع إسرائيل، لتعزيز التجارة والروابط الاقتصادية الأخرى، في وقت لاحق هذا العام، رغم أن الموعد لا يزال قيد البحث. وسيكون هذا أول اجتماع من نوعه منذ 2012.



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.