العبادي: الاستفتاء ليس في مصلحة الكرد

أكراد عراقيون يعدون ملصقات مؤيدة للانفصال في أربيل أمس (أ.ف.ب)
أكراد عراقيون يعدون ملصقات مؤيدة للانفصال في أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

العبادي: الاستفتاء ليس في مصلحة الكرد

أكراد عراقيون يعدون ملصقات مؤيدة للانفصال في أربيل أمس (أ.ف.ب)
أكراد عراقيون يعدون ملصقات مؤيدة للانفصال في أربيل أمس (أ.ف.ب)

بالتزامن مع انطلاق حملات الترويج لاستفتاء استقلال إقليم كردستان العراق المقرر في 25 الشهر الحالي، حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أن إجراء الاستفتاء «ليس من مصلحة مواطنينا الكرد»، كاسراً حالة الصمت التي سادت بغداد خلال الأسبوعين الماضيين حيال مسألة الاستفتاء وأثارت انتقادات نواب.
ورغم تجاهل العبادي الإجابة عن سؤال عن الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها بغداد بحق إقليم كردستان إن أصرّ على المضي في الاستفتاء، فإنه أكد خلال مؤتمر صحافي، أمس، أن «أصل الاستفتاء غير دستوري، وليس من مصلحة مواطنينا الكرد السير في هذا الطريق». وشدد على «عدم وجود انفصال في العالم إلا بتوافق وطني، وإن حصل ذلك في بعض التجارب، فإنه لم يكتب له النجاح حتى بعد أربعين عاماً، ولم يعترف العالم به».
وأشار العبادي إلى أنه سمع بموضوع الاستفتاء عبر وسائل الإعلام، «لذلك قلت للوفد الكردي الذي زار بغداد أخيراً: كيف تطلبون منا حلاً لمشكلة لم نتفاوض عليها أصلاً وسمعنا بها عبر وسائل الإعلام؟».
وأقر بصحة بعض الشكاوى الكردية المتعلقة بعدم إيجاد حلول حقيقة لمجمل المشكلات بين بغداد وأربيل، وأن «المحاولات الجادة للوصل إلى حل غير موجودة، لكن عدم التوصل إلى حلول لا يعني الاضطهاد، فالكرد لم يُضطهدوا بعد 2003. نعم لدينا مشكلات وأشياء معلقة، لكن ذلك حدث باستمرار في تاريخ العراق الحديث».
ووجه انتقادات إلى القيادات السياسية الكردية، متهماً إياها بممارسة «الخداع» على الشعب الكردي عبر «الاستئثار والسعي إلى تحقيق مطالب بالغصب، فذلك لن يحدث ولن يوصل إلى نتيجة». وأضاف: «أريد أن أتكلم في صالح الكرد. هذا الاستفتاء لا يحقق مصالحهم. القادة السياسيون يجب أن يوضحوا لمواطنيهم وألا يرسلوهم إلى طريق مسدود. إن أردت أن تمارس ضغطاً فذلك يعني أنك غير جاد في الاستفتاء وهو نوع من خداع الناس».
وخاطب رئيس الوزراء العراقي الكرد وساستهم، قائلاً: «أحترم تطلعات أبنائنا الكرد، لكن التطلعات شيء وتحقيقها على أرض الواقع شيء آخر. لديكم شركاء في الوطن، وصوَّتنا معاً على الدستور. عليكم تغييره أولاً. أما اتخاذ إجراءات منفردة فذلك غير مقبول ولن يوصل إلى نتيجة».
وتساءل: «هل الاستفتاء يشمل الكرد أم بقية المكونات والقوميات في الإقليم، وإذا كان يشمل الجميع، فلماذا لا يشمل العراق كله؟ أليس من حق العراقيين الإدلاء بآرائهم في قضية كهذه، مثلما تصرون أنتم على شمول الاستفتاء الأكراد، حتى في بغداد وبقية المناطق خارج الإقليم، ثم إن مفوضية انتخاباتكم غير معتَرَف بها دولياً، والمفروض أن تقوم مفوضية الانتخابات المستقلة في بغداد بهذا النوع من الأعمال».
وخلص إلى أن «جميع العراقيين تعرضوا إلى الاضطهاد في السابق، وتعرض الكرد إلى اضطهاد إضافي، في ظل حزب عروبي شوفيني يطلق على نفسه (حزب البعث العربي)، بمعنى أنه غير معني بغير العرب».
إلى ذلك، وجّه العبادي انتقادات ضمنية لاذعة إلى اتفاق «حزب الله» اللبناني و«داعش»، وتصريحات أطلقها رفيقه في حزب «الدعوة» و«ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، بعد معركة تلعفر لَمّح فيها إلى وجود اتفاق مع عناصر «داعش» لتسهيل عملية هروبهم.
وقال رئيس الوزراء إن «الانتصار أتى بتضحية الأبطال العراقيين وليس باتفاق. في العراق ليس لدينا اتفاق مع المجرمين ولا نعقد صفقات معهم، وقد خيرناهم في الموصل وتلعفر بين الاستسلام أو القتل». وأضاف في إشارة إلى المالكي، أن «البعض لم يتحمل ذلك (الانتصار في تلعفر)، والمؤسف أنهم من الساسة العراقيين. اهتز وجودهم من هذا النصر المفاجئ، فقالوا بوجود اتفاق. ليس لدينا اتفاق مع أحد، غيرنا اتفقوا في السابق وعملوا الكوارث، نحن لم نتفق مع أحد، قلنا وفعلنا وسحقنا (داعش) في الموصل وتلعفر».
واعتبر أن «العراقيين الآن أصحاب فضل على العالم كله، حتى على الوضع في سوريا. (داعش) بدأ ينهار هناك نتيجة ضرباتنا بعد تحرير الموصل وتلعفر، وبالتالي تمكنا من أضعاف هذه المنظومة الإرهابية بالكامل وإضعاف قدرتها على تنفيذ أعمال إرهابية في بقية دول العالم».
وأكد وجود تنسيق مع الجانب السوري، «رغم اعتراض العراق على جلب إرهابيين إلى حدودنا، لكن ذلك لا يمنع من التنسيق، نتمنى أن ينتهي النزاع في سوريا، والشعب هناك هو المسؤول عن اختيار نظامه السياسي ولا دخل لنا في ذلك». ووعد سكان الحويجة في كركوك ومناطق راوة وعانة والقائم في غرب العراق بقرب تحرير مناطقهم من قبضة «داعش».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».