إسرائيل تصادر المزيد من السلاح والمال من الضفة الغربية

شنت حملة استمرت أسبوعين واستهدفت ضرب أسواقه المحلية

TT

إسرائيل تصادر المزيد من السلاح والمال من الضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه صادر 30 قطعة سلاح وأموالاً خلال حملة استمرت أسبوعين. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه ضمن حملة استهداف البنية التحتية، جرت مصادرة 30 قطعة سلاح من مختلف الأنواع، بما فيها 7 بنادق هوائية في رام الله، صدر أمر عسكري سابق، يحظر حيازتها، في أعقاب تحويلها إلى أسلحة قاتلة. وأضاف الناطق الإسرائيلي: «كما تم إغلاق ورشة لتصنيع الأسلحة في عرابة (جنين)، بالإضافة إلى إغلاق محل لبيع مواد لتصنيع عبوات أنبوبية».
وبحسب تعبير أدرعي: «في المعركة ضد حماس تمت مصادرة 3 آلاف دينار وسيارتين من جمعية خيرية في الخليل، استعملت لتمويل نشاطات إرهابية».
وجاءت الحملة الإسرائيلية الأخيرة، ضمن حملات أوسع مستمرة منذ سنوات، لضرب سوق السلاح الفلسطيني. وعلى مدار العامين الماضيين، أغلقت إسرائيل عشرات «المخارط» التي اشتبهت بتصنيعها أسلحة أو مساعدتها على إصلاح أسلحة على الأقل. وتقول إسرائيل إنها نجحت في ضبط مئات البنادق واعتقلت مصنعين وتجار كبار.
وقال أدرعي، إنه منذ بداية العام الحالي، جرت مصادرة 250 قطعة سلاح. وتحاول إسرائيل رفع أسعار السلاح في الضفة الغربية، لكي يؤدي ذلك إلى ضرب قطاع صناعة السلاح الفلسطيني، بحسب ضابط أمني إسرائيلي.
وأدت الحملات ضد التجار ومخارط التصنيع، إلى ارتفاع سعر الأسلحة فعلا. فبلغ سعر بندقية محلية الصنع في الآونة الأخيرة، ألفي دولار بعدما كانت 500 دولار فقط. أما السلاح الأكثر تطورا، فشهد ارتفاعا جنونيا.
وتشير الأرقام الفلسطينية والإسرائيلية إلى ارتفاع بندقية M4، التي كان ثمنها قبل أشهر 15 ألف دولار إلى 22 ألف دولار، وبندقية M16 التي كان ثمنها 10 آلاف دولار، إلى 15 ألفا، والكلاشنيكوف الذي كان سعره 5 آلاف دولار، إلى 8 آلاف. كما شمل ذلك ارتفاعا في أسعار المسدسات بنحو ألفي دولار وأكثر، لكل واحد بحسب نوعه. ويعتقد الإسرائيليون أن حربهم جاءت بنتيجة. وقال أدرعي إن «شهر أغسطس (آب) اتسم بمستوى منخفض للعنف نتيجة النشاطات الأمنية المكثفة».
وتعتبر إسرائيل استهداف سوق السلاح، جزءا من حرب أوسع على «التحريض». وقد أغلقت ضن حملتها الأخيرة، مطبعة في رام الله في الضفة الغربية، قالت إنها «أنتجت مواد تحريضية بشكل متواصل». كما صادرت في مدينة الخليل، أموالاً بقيمة عشرات آلاف الشواقل. والحرب على السلاح والمال ليست حربا إسرائيلية وحسب، بل هي حرب تخوضها السلطة الفلسطينية بشكل موازٍ. فقبل أشهر، أطلقت أجهزة الأمن الفلسطينية، حملة واسعة ضد تجار الأسلحة، وجمعت مئات قطع الأسلحة في وقت قصير. وتريد السلطة إلحاق الضرر بسوق السلاح في الضفة الغربية، باعتباره مخصصاً بالعادة للفلتان الأمني.
وتقول السلطة، إن أي سلاح غير سلاح عناصرها ممنوع، حتى لو كان يتبع الفصائل الفلسطينية.
وشنت السلطة خلال السنوات القليلة الماضية، حرباً ضروساً ضد سوق السلاح وغسل الأموال.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.