رئيس الصليب الأحمر قد يلتقي السنوار على خلفية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس

قائد حركة حماس، يحيى السنوار
قائد حركة حماس، يحيى السنوار
TT

رئيس الصليب الأحمر قد يلتقي السنوار على خلفية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس

قائد حركة حماس، يحيى السنوار
قائد حركة حماس، يحيى السنوار

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي يصل اليوم إلى المنطقة، قد يلتقي في قطاع غزة، بقائد حركة حماس، يحيى السنوار، لبحث الكثير من القضايا أبرزها قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ملف الجنود والمدنيين الإسرائيليين المفقودين في غزة، سيكون على رأس جدول المباحثات التي ستجري بين ماورير والسنوار».
وكانت إسرائيل اتهمت السنوار مؤخرا، بشكل رسمي، بإعاقة إتمام أي صفقة تبادل بسبب مبالغته في طلبات حركة حماس.
ويبدأ ماورير اليوم، زيارة تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمدالله، ومسؤولين في غزة.
وجاء في بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر: «من المقرر أن يصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إسرائيل والأراضي المحتلة الثلاثاء، الخامس من سبتمبر (أيلول)، لتقييم الوضع الإنساني هناك. وسيلتقي السيد (بيتر ماورير) خلال زيارته، مسؤولين على أعلى مستوى من السلطات على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في كل من القدس، ورام الله، وغزة، وتل أبيب، لمناقشة مواضيع تثير شاغل اللجنة الدولية. وسيُجري ماورير أيضاً عدداً من الزيارات الميدانية لمعاينة الوضع في غزة والضفة الغربية».
ومن المقرر أن يستعرض ماورير ملاحظاته من زيارته ومن مناقشاته مع السلطات ومع ممثلي المجتمع المدني، في مؤتمر صحافي يعقده يوم 7 سبتمبر في تمام الساعة الخامسة مساءً في فندق الأميركان كولوني بالقدس.
ويرجح أن يلتقي ماورير مع عائلات أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. فيما لم يعرف بعد، إذا ما كان سيلتقي عوائل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، الذين طالبوا اللجنة الدولية، أخيرا، بالتدخل والضغط على حماس لمعرفة مصيرهم، ما دفع اللجنة إلى إصدار بيان في الثامن من يونيو (حزيران) الماضي، طالبت خلاله حماس، بالامتثال لالتزامها بالقانون الدولي الإنساني تجاه الإسرائيليين المفقودين، والكشف عن مصيرهم وإعادتهم لعوائلهم.
كما سيلتقي ماورير مع بعض العائلات التي تضررت جراء الحرب الأخيرة في بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ومع بعض الشرائح المجتمعية المختلفة، ممن يقدم لهم الصليب الأحمر مساعدات إنسانية من المزارعين والخياطين والأطباء.
وتأتي هذه الزيارة في ظل خلافات كبيرة في إسرائيل حول قضية «المفقودين» في قطاع غزة، خصوصا أن منسق شؤون الملف، لئيور لوتان، استقال من منصبه أخيرا، ما أثار حالة من الجدل الكبير في أوساط عوائل المفقودين، الذين اتهموا الحكومة الإسرائيلية بالتقصير الكبير في إعادة أبنائهم، والتخلي عنهم، ورفض التعاون مع لوتان في بعض الأفكار التي طرحها بشأن صفقة التبادل.
وذكرت القناة العبرية الثانية، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، سيوصي بتعيين مسؤول جديد عن ملف الأسرى والمفقودين، قائلة إنه سيطرح على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اسم مسؤول جهاز الشاباك في الضفة الغربية والقدس، ليتولى مسؤولية الملف بدلا من لئيور لوتان. وأشارت القناة، على موقعها الإلكتروني، إلى أنه على وشك الانتهاء من خدمته في منصبه الحالي، وأنه يحظى بتقدير كبير في المؤسسات الأمنية، وأنه قادر على إنجاز هذا الملف المعقد.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.