لبنان: دعوات التواصل مع دمشق تثير مخاوف من عودتها «مخابراتياً»

وزير (الحزب السوري القومي الاجتماعي) علي قانصوه.
وزير (الحزب السوري القومي الاجتماعي) علي قانصوه.
TT

لبنان: دعوات التواصل مع دمشق تثير مخاوف من عودتها «مخابراتياً»

وزير (الحزب السوري القومي الاجتماعي) علي قانصوه.
وزير (الحزب السوري القومي الاجتماعي) علي قانصوه.

في حين جدد «التيار الوطني الحر» دعواته للتواصل مع النظام السوري لحل ملف اللاجئين السوريين في لبنان، كشف وزير لبناني بارز، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن الدعوة إلى التطبيع مع سوريا «مدروسة ومطلوبة إيرانياً وسورياً وطرحت في مجلس الوزراء من قبل وزير (الحزب السوري القومي الاجتماعي) علي قانصوه، لتتوالى الدعوات من حلفاء النظام للتنسيق مع النظام والجيش السوري النظامي»، عادّاً أن «هذا المخطط ليس وليد ساعته؛ إنما هو مدروس بعناية، ويعتبر ملفاً تفجيرياً في الظروف الراهنة المفصلية التي يجتازها لبنان والمنطقة».
ويرى الوزير أن هذا المخطط «تأكد من خلال ما تطرق إليه أمين عام (حزب الله) حسن نصر الله في هذا الإطار بما لا يقبل الشك بأن (حزب الله) يسعى لإعادة سوريا إلى لبنان؛ وأقله مخابرتياً واقتصادياً، وعلى كلّ المستويات، وإرباك الساحة الداخلية في سياق ما يجري في سوريا بغية تعويم النظام السوري وتأمين غطاء له في لبنان من كل الطوائف»، لافتاً إلى أن ذلك «تبدى بوضوح من خلال سبحة المواقف التي كرّت تباعاً من قبل أحزاب وتيارات سياسية ووزراء ونواب يتبعون النظام السوري»، متوقعاً أياماً صعبة وتصعيداً في المواقف السياسية على خلفية خطاب نصر الله، وصولاً إلى ما يمكن وصفه «بالمؤامرة» التي حصلت من خلال التسوية في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك وسعي (حزب الله) لضرب معنويات الجيش اللبناني الذي كان له انتصار واضح في معركة «فجر الجرود»، والتشويش على انتصاراته.
ولا تزال تداعيات خطاب نصر الله الأخير تتوالى وسط موجة انتقادات من قبل زعامات وقيادات سياسية لما سبق أن طرحه من معادلة رباعية أضاف إليها «الجيش السوري»، بعدما كانت ثلاثية أي «الشعب والمقاومة والجيش». أما في الخطاب الآخر، فحاول نصر الله، كما يشير الوزير اللبناني «الهروب إلى الأمام وتحميل مسؤولية اكتشاف جثث شهداء الجيش اللبناني إلى البعض من سياسيين وقادة عسكريين، وصولاً إلى توزيعه الانتقادات بشكل عشوائي»، لافتاً إلى أن فتح الممرات الآمنة لـ«داعش» من قبل «حزب الله» والنظام السوري يعد عاراً وطعنة في ظهر الجيش اللبناني وأهالي العسكريين الشهداء.
بدوره، يرى النائب السابق والقيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش، أن «المفارقة ليست فقط في مضمون خطاب نصر الله، بل في عدد الخطابات التي يلقيها بشكل أصبح شبه يومي. الهم الأساسي هو أخذ المساحة الأوسع من ساحات الإعلام وخطف انتباه الناس ليصبح مصدر معلوماتهم في كل لحظة». أما مضمون الخطابات، فيقول علوش لـ«الشرق الأوسط» إن ما يقوله «يتلخص بأزمة فعلية يعيشها الحزب اليوم بسبب غموض الوضع الآتي إلى سوريا وعدم وضوح حصة إيران هناك في ظل التفاهمات والتطورات التي ستظهر خلال الأشهر المقبلة»، لافتاً إلى أن «قيام الجيش اللبناني بدوره اليوم في مواجهة (داعش) وضع مسألة استمرار وجود (حزب الله) موضع تساؤل مشروع لدى اللبنانيين، ومن هنا محاولته التأكيد على أولوية دور حزبه مع فصائل الأسد في المعارك التي خاضها الجيش مؤخراً».
وحول التطبيع مع النظام السوري على خلفية ما جرى في مجلس الوزراء ومن ثم زيارة بعض الوزراء إلى دمشق، يقول علوش إن «القضية أعادت الجدل العقيم والسلبي إلى أروقة السياسة في لبنان، لكن لا أحد من الطرفين سيتمكن من إحراج الآخر وجره إلى مواقف لا يريدها»، نافياً في الوقت نفسه وجود أي ملامح لتطيير الحكومة على خلفية انقساماتها حول تلك الملفات.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.