مقتل 3 قياديين انقلابيين في تعز والضالع

صد هجوم للميليشيات في حجة بمشاركة «أباتشي التحالف»

TT

مقتل 3 قياديين انقلابيين في تعز والضالع

قتل 5 انقلابيين بينهم قيادي ميداني، وأصيب 7 آخرون أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بقرية يعيس بمديرية مريس شمال محافظة الضالع، في الوقت الذي نقلت فيه مصادر عسكرية مقتل قياديين آخرين في تعز.
وقال مصدر ميداني، طبقاً لما نقل عنه موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت» إن «قوات الجيش والمقاومة بمريس تصدت لمحاولة التسلل، وإن 5 من المتسللين سقطوا قتلى، بينهم القيادي الميداني أبو سفيان، فيما أصيب 7 آخرون بجراح، ولاذ البقية بالفرار، وإن اشتباكات عنيفة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة اندلعت بين قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية والميليشيا الانقلابية شمال مريس، وإن قوات الجيش قصفت بكثافة مواقع الميليشيا بنجد قرين».
وأضاف أن ذلك يأتي «بالتزامن مع شن الميليشيات الانقلابية قصفاً عشوائياً استهدف منازل المدنيين في قرى سطاح، والقدمة، والقهرة، ويعيس بمريس، وأن القصف كان هدفه إرباك قوات الجيش والمقاومة لإخراج جثث قتلاهم المتبقية الذين قتلوا أثناء محاولة التسلل».
وعلى الصعيد ذاته، قالت مصادر عسكرية، إن الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، وبإسناد من طيران الأباتشي التابع للتحالف بقيادة السعودية، تمكن من التصدي لهجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على مواقع الجيش الوطني في أطراف مدينة ميدي، بمحافظة حجة، في محاولة منها لاستعادة مواقع شرق المدينة خسرتها الأيام القليلة الماضية.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من صد هجمات الانقلابيين المستمرة وبشكل يومي، سقط على أثرها قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية من بينهم قيادي حوثي، وذلك بمشاركة أباتشي التحالف الذي مشط المنطقة التي شهدت المواجهات واستهدفت عناصر الانقلابيين الفارين من المواجهات بعد التصدي لهم».
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي وصالح محاولاتها المستمرة بالتسلل والتقدم إلى مواقع الجيش الوطني في محور علب بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، بما فيها محاولة لتمركز في منطقة آل صبحان بمديرية باقم، التي تصدت لها قوات الجيش، فيما اندلعت المواجهات على أثرها وسقط قتلى وجرحى من الانقلابيين جراء المواجهات وغارات طيران التحالف التي استهدفت طاقماً عسكرياً للانقلابيين كان يحاول التمركز في المنطقة.
وفي جبهة تعز، قالت مصادر عسكرية إن مدفعية الجيش الوطني شنت قصفها على تجمعات للميليشيات الانقلابية في محيط معسكر التشريفات وتبة السلال، شرق المدينة، بينما كانت تحاول مجاميع من الانقلابيين في محيط التشريفات التقدم إلى مواقع الجيش الوطني الذي تصدى لهم، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن القصف على المجاميع سقط على أثره قتلى وجرحى من الانقلابيين من بينهم قياديان في الميليشيات.
وشدد قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، على ضرورة رفع الجاهزية وشحذ الهمم واليقظة الأمنية في مواجهة الميليشيات الانقلابية وخلاياها في الجبهة الداخلية، متمنياً من الجنود والأفراد المرابطين في جبهات القتال «تحقيق مزيد من الانتصارات»، وذلك خلال زيارة تفقدية له إلى مقر الشرطة العسكرية واللواء 145.
من جانبه، زار قائد اللواء 17 مشاة العميد الركن عبد الرحمن الشمساني ومعه رئيس «عمليات اللواء» العقيد عبده حمود الصغير، مواقع خط المقدمة في الجبهة الغربية وتبادلا مع المقاتلين تهاني العيد في معسكر الدفاع الجوي ومنطقة مدارات وجبل هان وعدد من المواقع بالجبهة، علاوة على الاطلاع على نسبة الحضور والالتزام والجاهزية القتالية.
وتواصل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قصفها على الأحياء السكنية في تعز ومواقع الجيش الوطني، وارتكابها انتهاكات ومجازر بأشكال مختلفة من قصف وقنص وقتل المواطنين وتهجيرهم من منازلهم، وآخرها إطلاق الرصاص على موكب عرس مر من إحدى النقاط التابعة للانقلابيين في مفرق شرعب الربيعي، غرب تعز.
وقال سكان محليون إن الميليشيات الانقلابية أطلقت الرصاص الحي على حافلة ضمن موكب عرس بعد مروره من نقطة تابعة لهم في مفرق شرعب، وتسبب ذلك في مقتل امرأة وإصابة عدد آخر من النساء، وإن سبب إطلاق الرصاص أن النساء كانت تحتفل وتزغرد معبرة عن فرحتها وسرورها بالعرس، غير أن الانقلابيين لم يعجبهم ذلك.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.