الصدمة

الصدمة
TT

الصدمة

الصدمة

قبل مباراة المنتخبين السعودي ومستضيفه الإماراتي لم أجد محللاً أو ناقداً محايداً كان، أم حتى إماراتياً إلا ورجح كفة المنتخب السعودي على الإماراتي ليست استهانة بالأبيض، ولكن بسبب ظروفه التي دخل بها المباراة وأولها غياب عقله المفكر وصانع ألعابه عموري مع اعتراف الجميع أن كرة القدم 11 لاعباً ولم ولن تكون حكراً على لاعب واحد مهما كان مستواه، ولكن عموري أفضل لاعب في آسيا في مركزه وهو مركز ثقل المنتخب الإماراتي.
وثاني الظروف هو النقاط العشر التي كانت في رصيد الأبيض مقابل 17 لليابان و16 لكل من السعودية وأستراليا، أي أن الأمل صعب وبعيد جداً كي يكون المنتخب الإماراتي ثالثاً، لأنه يحتاج لأن يفوز على السعودية والعراق، وأن تخسر أستراليا من اليابان وتايلند وتخسر السعودية على أرضها من اليابان.
حسبة صعبة جداً، ولكنها تبقى غير مستحيلة، ومن هذا الباب آمن الإماراتي بحظوظه، وهو الذي يلعب قبل أن يبدأ دوري بلاده فيما دخل المنتخب السعودي جاهزاً دون أية إصابات أو غيابات سوى البريك، وهو ليس بذلك التأثير الكبير مثل غياب عموري، وعاد نواف العابد أساسياً ومعه العقل المفكر تيسير الجاسم ويحيى الشهري وهداف التصفيات السهلاوي والمتألق في الدوري وآسيا عبد الله المعيوف وسلمان الفرج وأسامة هوساوي بقيادة مدرب أجمع الكل على دهائه وخبرته وحنكته وتكتيكه.
ولم نكن نتوقع أن يزج باوزا بالمخضرم إسماعيل مطر أساسياً ولكنه فعل ووضع أخطر لاعبين معاً وهما علي مبخوت وأحمد خليل وتمكن بهذا الثلاثي من الفوز على المنتخب السعودي وخربطة كل حساباته في الطريق نحو روسيا، لا بل قلب الطاولة على مارفيك الذي كان بعيداً عن الانتقادات طيلة فترة التصفيات.. وكالعادة في فورات الغضب تبدأ التحليلات والانتقادات والحديث عن المواهب والخامات، وعن الخيارات ومن بقي خارج الدكة ولم يلعب مثل هزاع الهزاع أو نايف هزازي وصولاً للحديث عن زمن ماجد عبد الله والثنيان وسامي الجابر ونفس الأسطوانة المشروخة التي نسمعها عقب كل خسارة.
بقناعتي فإن المنتخبات العربية في آسيا تبقى بحاجة إلى جرعة احتراف كبيرة تساعدها على أن تكون أرقاماً صعبة، عندما تشارك في كؤوس العالم كما يحدث مع منتخبات عرب أفريقيا مع الاعتراف بأن المنتخب السعودي في أول مشاركاته في أميركا عام 1994 كان مختلفاً وتأهل للدور الثاني، وحقق أضعاف ما كنا نتوقع منه، ولكن كرة القدم تتطور بشكل كبير بين التسعينات، والآن والاحتراف الحقيقي خارج البلاد، هو القادر على جعل تأهلنا للمناسبات الكبيرة ليس ممكناً بل منافساً ومشرفاً ومفرحاً.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».