الرياض للمجتمع الدولي: جنوب البحر الأحمر يواجه تهديداً حوثياً

خبير عسكري: الانقلابيون مستمرون بنقل الألغام المائية

قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبد الله بن سلطان السلطان
قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبد الله بن سلطان السلطان
TT

الرياض للمجتمع الدولي: جنوب البحر الأحمر يواجه تهديداً حوثياً

قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبد الله بن سلطان السلطان
قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبد الله بن سلطان السلطان

دقت الرياض أمس، ناقوس الخطر إزاء التهديد الذي تشكله ميليشيات الحوثي للملاحة في منطقة جنوب البحر الأحمر، وهو ما دعاها إلى المطالبة على لسان قائد القوات البحرية الملكية السعودية، الفريق الركن عبد الله بن سلطان السلطان، خلال مشاركة بلاده في مؤتمر الأمن البحري الدولي المقام في إندونيسيا، بأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمواجهة ذلك التهديد.
وتمثل سلامة الملاحة في البحر الأحمر هاجسا كبيرا لدى قوات التحالف الداعمة للشرعية في اليمن وعلى رأسها السعودية، في وقت حاولت فيه الميليشيات الحوثية غير مرة تهديد أمن وسلامة الملاحة فيه خلال أوقات سابقة.
وكانت الملاحة الدولية في البحر الأحمر قد تعرضت خلال هذا الشهر والشهر الماضي، إلى تهديدين مباشرين من قبل الميليشيات الانقلابية في اليمن؛ كان الأول عبارة عن استهداف ميناء المخا اليمني بقارب مفخخ، أما الثاني فجاء عقب سقوط صاروخ باليستي أطلق من مدينة حجة داخل المياه الدولية (جنوب البحر الأحمر) في موقع ليس ببعيد عن مضيق باب المندب الذي يعبر من خلاله ثلثا ناقلات النفط في العالم.
وشدد الخبير العسكري إبراهيم آل مرعي، على ضرورة أن يعي المجتمع الدولي خطورة التهديد الذي يشكله الانقلابيون على أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال لـ«الشرق الأوسط» في تعليقه على دعوة السعودية للمجتمع الدولي، بأن يتحمل مسؤولياته تجاه تهديدات الحوثيين «لقد كان قائد القوات البحرية الملكية السعودية محقا في تلك الدعوة، فنحن نعلم أن السعودية تقوم بجهود جبارة نيابة عن المجتمع الدولي، ولكنها لا يمكن أن تستمر في بذل قصارى جهدها دون أن يكون هناك وجود للمجتمع الدولي».
وأشار آل مرعي إلى أن مسؤولية حفظ وسلامة الملاحة البحرية سواء كان في البحر الأحمر أو الخليج العربي، لا تختص فقط بالدول المطلة على هذين البحرين، بل هي مسؤولية تقع على كاهل جميع الدول التي تستفيد من الحركة التي يشهدها مضيقا هرمز وباب المندب.
ومع تأكيده أهمية الدور الذي يلعبه الأسطول الأميركي الخامس في البحرين في حفظ مياه الخليج العربي من جهة، وأهمية الأدوار المنوطة بالقواعد الأميركية والفرنسية في جيبوتي بجوار مضيق باب المندب من جهة ثانية، إلا أن آل مرعي يشدد على ضرورة أن تضطلع جميع دول المجتمع الدولي بمسؤولياتها، في توفير قطع بحرية مقاتلة لمحاربة القرصنة وكل أشكال الإرهاب والاستفزازات الإيرانية.
وحول أشكال التهديد التي لا تزال ميليشيا الحوثي قادرة على اللعب بها في البحر الأحمر، أبرز الخبير العسكري خطورة امتلاك الانقلابيين بشكل عام للقدرة على نقل وزرع الألغام في عمق البحر، وهو ما يشكل تهديدا كبيرا للسفن وناقلات النفط. وقال في هذا الصدد: «يجب ألا نقل من هذا التهديد فهو لا يزال قائما حتى هذه الساعة».
ومن وجهة نظره، فإن آل مرعي يرى أنه من غير المقبول أن تستمر عملية حماية الممرات البحرية الدولية على عاتق الدول المطلة على تلك البحار، بحجة أن الأمر مكلف ماديا، قائلا: «يجب أن يعاد التفكير في هذه المسألة، وألا تستمر الأمور بهذه الطريقة، الجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته كاملة إزاء تأمين سلامة الممرات المائية الدولية».


مقالات ذات صلة

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
TT

في يومهم العالمي… السعودية تفتتح «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» وتستعرض تجربتها

الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)
الدكتور عبد الله الربيعة استعرض جوانب من تجربة السعودية لأكثر من 3 عقود في فصل التوائم الملتصقة (مركز الملك سلمان)

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم (الأحد)، أعمال «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بمناسبة مرور 30 عاماً على «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، وسط حضور واسع من عدد من المسؤولين المعنيّين والأطباء والمهتمّين بالمجال.

وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، الحفل، الذي يوافق اليوم الدولي للتوائم الملتصقة، مشيراً خلال كلمة ألقاها نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عمليات التوائم الملتصقة تعدّ تحديات معقدة بما في ذلك ندرتها، حيث يقدّر معدل حدوثها بنحو 1 لكل 50 ألف ولادة، مما يتطلب تكريس الجهود العلمية والطبية لتجاوز تلك التحديات وتكثيف المساعي الإقليمية والدولية بما يكفل تذليل الصعاب في هذا المجال.

ولفت إلى أن بلاده أولت اهتماماً منذ أكثر من 3 عقود بحالات التوائم الملتصقة، إيماناً بأهمية تمكينهم بحقوقهم في التمتّع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية، مضيفاً أن ذلك أنتج تقديم نموذج متميز في الرعاية الطبية جسّده البرنامج، وتمثّل في رعاية 143 حالة من 26 دولة وإجراء 61 عميلة فصل ناجحة، مما جعله واحداً من أكبر البرامج الطبية الإنسانية المتخصّصة على مستوى العالم.

وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين أن «البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة» هو الوحيد المتخصص عالمياً في فصل التوائم الملتصقة، وانطلاقاً من تجربة السعودية الناجحة في عمليات فصل التوائم الملتصقة ودورها، وإيماناً منها بأهمية الاهتمام بهذه الفئة، بادرت المملكة بتقديم مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يوماً دولّياً للتوائم الملتصقة، لتعزيز الوعي بحالات التوائم الملتصقة على جميع المستويات.

ودشّن الأمير فيصل بن بندر الموقع الإلكتروني لـ«البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة»، كما رعى عدداً من الاتفاقيات التي وقعها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» مع عدد من الجهات ذات العلاقة لدعم وتمكين أعمالها الإنسانية.

وشهد افتتاح المؤتمر تكريم عدد من الأطباء والشخصيات التي أسهمت في مسيرة عمليات فصل التوائم الملتصقة منذ عقود.

من جانبه، هنّأ تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية، السعودية على قيادتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم بمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، مؤكّداً أن المؤتمر يوفِّر فرصة لطرح «رؤى حاسمة من الابتكارات الجراحية إلى الاستراتيجيات طويلة المدى»، مما يشكل مبادرات نادرة في المجال، مشدّداً على دعم المنظمة الكامل للسعودية في هذا الإطار.

وأشاد أدهانوم بالدور الرائد للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، عادّاً أن ما يقدمه البرنامج يمثِّل تقدّماً مذهلاً في العلوم الطبية، ويظهر التزاماً بكرامة وحياة الأطفال المتأثرين وأسرهم، موجّهاً شكراً خاصاً للدكتور عبد الله الربيعة على الدور الذي يلعبه محلّياً وعالمياً في هذا النوع من الجراحات النادرة.

وكشف أدهانوم أن 8 ملايين من الأطفال يعانون من تشوّهات عند ولادتهم، و40 ألفاً يموتون خلال أول شهر من ولادتهم، وتستمر التحدّيات طوال فترة حياة أولئك الأفراد، مثمّناً دور السعودية في مجال التوائم الملتصقة وسجلّها في دعم العائلات وإنشاء منصّات لتوسيع نطاق تسجيل التوائم، مما يساعد الدول ذات المداخيل المتوسطة والقليلة في مواجهة هذه الحالات النادرة.

وأكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذا التجمع يأتي احتفالاً بمناسبة مرور 3 عقود على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، منوّهاً بتوجيه القيادة السعودية بحضور التوائم الذين تم فصلهم في السعودية، «ليكونوا سفراء على تصدّر السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان للعالم في هذا المجال الإنساني والطبي الدقيق».

وأضاف الربيعة أن البرنامج منذ بدايته عام 1990، رعى 143 حالة من 26 دولة، وجرى فصل 61 توأماً بنجاح، مع بقاء 7 حالات بانتظار قرار الفصل، وسلّط الضوء على أن البرنامج يعكس التوجه الاستثماري لبلاده في تطوير الكوادر الطبية والتعليم المتخصص، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة، ونوّه بالدعم المستمر للقيادة السعودية التي أسهمت في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن كل الطلبات التي رفعت لمقام القيادة لإحضار الحالات من خارج السعودية قوبلت بالموافقة على الدوام إلى جانب الدعم بما في ذلك الدعم المالي.

وشدّد الربيعة على أن البرنامج سيواصل العطاء والتقدم في هذا المجال، مؤكداً الرسالة الإنسانية التي يحملها البرنامج بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق.

وكانت جلسات المؤتمر انطلقت اليوم (الأحد)، وتستمر حتى غد (الاثنين)، وأشار الدكتور عبد الله الربيعة خلال جلسة حوارية، إلى أن السعودية وضعت نظاماً صحيًّا رقميّاً عبر التقنية بهدف العناية بالتوائم الملتصقة، لافتاً إلى هناك أخلاقيات متعلقة بالتوائم الملتصقة وعمليات فصلهم، وشدّد على أنها لا بد أن تشمل عوائلهم.

وعن صعوبة الوصول إلى الحالات التي تحتاج للتدخل الجراحي في مناطق النزاع، كشف الربيعة عن رقم قياسي تمثّل في تنفيذ 40 عملية جراحية في يوم واحد للاجئين في مناطق بسوريا وتركيا عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

ووفقاً للمسؤولين، سيتبادل المشاركون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض التوائم الملتصقة الذين تم فصلهم في إطار البرنامج تجاربهم، لتعزيز التفاهم حول التحديات والفرص القائمة في هذا المجال، وتعزيز جبهة موحدة لمعالجة الصعوبات.