تعزيون لـ«الشرق الأوسط»: عيدنا انتهاء الانقلاب

غلاء الأسعار حال أمام مواطنين دون شراء الأضاحي

تعزيون لـ«الشرق الأوسط»: عيدنا انتهاء الانقلاب
TT

تعزيون لـ«الشرق الأوسط»: عيدنا انتهاء الانقلاب

تعزيون لـ«الشرق الأوسط»: عيدنا انتهاء الانقلاب

قال يمنيون يعانون من مغبة الحصار الانقلابي إن العيد بالنسبة لهم سيكون يوم نهاية الانقلابيين، وذلك بالتزامن مع دخول العام الثالث للحرب، إذ يحل عيد الأضحى على اليمنيين ضيفاً ثقيلاً يزورهم وهم يعيشون أوضاعاً اقتصادية وإنسانية صعبة في مختلف المدن والمحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة وحصار ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، بما فيها مدينة تعز التي تشهد القصف المستمر على الأحياء السكنية، وحصارا مطبقا منذ أكثر من عامين، وهو ما حرم أهالي المحافظة فرحة العيد أو العودة إلى منازلهم، ممن تم تهجيرهم بقوة السلام، ومن تم تدمير منازلهم.
حتى الأطفال الذين كان ينتظرون كل عام العيد ويبتهجون فيه، عبست وجوههم، واختفت ملامح البراءة منهم بسبب عدم استطاعة أهاليهم توفير احتياجات العيد لهم من أضحية العيد أو كبش العيد، كما هو الحال مع ملابسهم وألعابهم وزيارتهم للأرحام.
لقد أصبحت القدرة الشرائية لدى المواطنين اليمنيين ضعيفة جداً، ويرجع مراقبون ذلك إلى الحرب المستمرة من الانقلاب على الشرعية، وعدم تسلم رواتبهم وبسبب ارتفاع سعر العملة الأجنبية، في الوقت الذي أصبح هناك أكثر من 20 مليون يمني هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية وفق الأمم المتحدة.
نعائم خالد، ناشطة حقوقية في تعز، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في تعز وخاصة وسط المدنية منذ بداية الحرب والحصار على المدينة أصبحت مدينة الأشباح على مدى عيدين متتاليين وها هو الثالث يبدأ اليوم»، وتضيف: «أما العيد هذا العام يوجد شيء من التواجد وتطبيع الحياة، إنما الخوف موجود بأن تصل قذيفة هاون أو صاروخ من قبل ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المدنيين، مثل التي نزلت على المدنيين في منطقة بير باشا غرب مدينة تعز، وراح ضحيتها الكثير من القتلى والجرحى المدنيين الذين لا ذنب لهم».
وتضيف: «يعيش المواطن وضعاً صعباً جداً وهو لم يتسلم رواتبه لكي يغطي حاجيات والتزاماته تجاه أسرته والفقر والحاجة دخلت كل بيت وأسرة مها كانت، ففي هذا العيد غابت الفرحة ورونق العيد بسبب مقومات الحياة التي انعدمت وغلاء الأسعار أصبح المواطن في تعز بين خوف الحرب والجوع».
ويتساءل مواطنون من تعز في أحاديث متفرقة مع «الشرق الأوسط»: «أين العيد الذي تتحدثون عليه، ونحن لم نتذكر عيدا منذ عامين، وها هو العام الثالث بعدما أصبحنا عاجزين عن شراء احتياجاتنا الأساسية وأضحية العيد، بل وملابس أطفالنا، ومن كان يدعونا من الأهالي للزيارة والتجمع في أيام العيد أصبح لا يستطيع أن يدعونا للغداء حتى في منزله بسبب التكلفة الباهظة للمواشي، وخاصة في مدينة تعز المحاصرة، والتي يدخل إليها فقط عبر الطرق الوعرة التي زاد من أسعار كل شيء من مواد غذائية وطبية وصحية وملابس وأضحية العيد».
وأضافوا: «أطفالنا محرومون من الذهاب إلى الحدائق والألعاب وشراء الملابس الجديدة التي تعبر عن فرحتهم، وانقطاع زيارة الأرحام وتبادل الزيارات، حتى وصل الأمر إلى العيد والحلويات، التي أصبحت ذكريات فقط، ونرى الطفل يسأل أمه وأباه متى ستكون ليلة العيد، وعندما ترد عليه يقول لم أراكما تجهزان لنا كعك العيد!». لافتين إلى أن «الكثير ممن يعرفونهم الكثير من أهاليهم وجيرانهم استغنوا عن الأضحية لهذا العام بسبب ظروفهم الصعبة، ومنهم من يقول إنه سيشترون بالكيلو أو إنهم سيلجأون لقضاء العيد كسائر الأيام العادية، ومنهم لا يستطيع شراء الدواجن». مشيرين إلى «أنهم بعدما كانوا يسمعون أغاني العيد قبله بيومين أو ثلاثة لم تعد هناك أغانٍِ أو فرحة عيد يسمعونها بسبب انعدام الكهرباء».
ويقول أحمد عبده سالم وهو موظف حكومي لكنه يعمل على دراجته النارية في توصيل الطلبات: «العيد هذا العام هو كسائر العيدين السابقين بل إنه أسوأ بكثير عما سبقه، بسبب ضعف القوة الشرائية لاحتياجات العيد وأضحية العيد، وكل ذلك يعود بسبب عدم تسلم رواتبنا، وحتى ونحن نعمل في شغل خاص على الدراجة النارية، لا نستطيع أن نوفر ما نصرفه لليوم الواحد، لأن المواطن أو الموظف عاطل ومن دون مرتبات أو أعمال»، مؤكداً أنه «سيكون عيداً عند انتهاء الانقلاب».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.