سيميوني يحلم بلقب أتليتكو الأول في دوري الأبطال.. وأنشيلوتي يطمح بالكأس العاشرة للريـال

الأرجنتيني غير موازين القوى بالكرة الإسبانية.. والإيطالي أعاد السلام إلى النادي الملكي

سيميوني انتزع الزعامة من قبضة  ريـال مدريد وبرشلونة (أ.ف.ب)  -  أنشيلوتي يسعى إلى مزيد من النجاح الأوروبي (إ.ب.أ)
سيميوني انتزع الزعامة من قبضة ريـال مدريد وبرشلونة (أ.ف.ب) - أنشيلوتي يسعى إلى مزيد من النجاح الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

سيميوني يحلم بلقب أتليتكو الأول في دوري الأبطال.. وأنشيلوتي يطمح بالكأس العاشرة للريـال

سيميوني انتزع الزعامة من قبضة  ريـال مدريد وبرشلونة (أ.ف.ب)  -  أنشيلوتي يسعى إلى مزيد من النجاح الأوروبي (إ.ب.أ)
سيميوني انتزع الزعامة من قبضة ريـال مدريد وبرشلونة (أ.ف.ب) - أنشيلوتي يسعى إلى مزيد من النجاح الأوروبي (إ.ب.أ)

أصبح الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لنادي أتليتكو مدريد، الذي يمتد عقده مع أتليتكو حتى 2017، أحد المدربين المرغوبين، بعد أن قاد أتليتكو للقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 18 عاما، بجانب صعود الفريق لنهائي دوري أبطال أوروبا في مواجهة ريـال مدريد. في المقابل برهن الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريـال مدريد الإسباني لكرة القدم عمليا على إمكانياته العالية، وأكد أنه مدرب يمتلك خبرة لا تضاهى في بطولات دوري أبطال أوروبا. وقاد أنشيلوتي فريق الريـال إلى المباراة النهائية للبطولة الأوروبية الأكبر. ورفع هذا الإنجاز من أسهم المدرب الإيطالي إلى عنان السماء خاصة أنها المرة الأولى التي يتأهل فيها الريـال للنهائي منذ 12 عاما.
وكان أنشيلوتي وصل إلى ريـال مدريد الصيف الماضي، ليس ليتولى تدريبه فحسب خلفا لجوزيه مورينهو، وإنما لإعادة السلام إلى أرجاء النادي الملكي بعد ثلاثة مواسم عاصفة تحت قيادة مدربه البرتغالي السابق. ويستطيع أنشيلوتي يوم السبت المقبل أن يسير على خطى مورينهو، وقليل من المدربين الآخرين، في إحراز لقب بطولة دوري أبطال أوروبا كمدرب لناديين مختلفين، وإنهاء لهفة ريـال مدريد على إحراز لقبه العاشر ببطولة الصفوة الأوروبية التي لم يحالفه الحظ فيها منذ لقبه السابق بها عام 2002.
لكن المهمة التي تنتظر ريـال مدريد في لشبونة بعد أيام قليلة أمام جاره أتليتكو مدريد المتوج حديثا بلقب الدوري الإسباني ليست سهلة على الإطلاق، إلا أن أنشيلوتي قد يحقق نجاحا مدويا من جديد كما فعلها في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال هذا العام عندما فاز فريقه على حامل اللقب بايرن ميونيخ الألماني 4/صفر. وتحدث أنشيلوتي وقتها عن «المباراة المثالية»، وأشادت صحيفة «إل موندو» الإسبانية به، ووصفته بأنه «عبقري التكتيك الذي يعرف أفضل من أي شخص آخر كيف يفوز بلقب دوري الأبطال.. إنه أهم صفقة أبرمها ريـال مدريد هذا العام». واتفق نجم ريـال مدريد وقائده البرتغالي كريستيانو رونالدو مع هذا الرأي قائلا «لقد غير أنشيلوتي كل شيء هنا: العقلية وخطط اللعب وكل شيء». وسبق لأنشيلوتي (54 عاما) الفوز بلقب دوري الأبطال كلاعب مرتين مع إيه سي ميلان الإيطالي، ثم قاد الفريق نفسه كمدرب لإحراز اللقب الأوروبي مرتين أخريين خلال فترة توليه تدريب الفريق الميلاني التي امتدت لثمانية أعوام بين 2001 و2009. وجاء لقب أنشيلوتي الثاني كمدرب لميلان في عام 2007 على حساب ليفربول الإنجليزي ليعوضه عن أحلك لحظات مشواره التدريبي عندما خسر نهائي دوري الأبطال في عام 2005 أمام الفريق الإنجليزي نفسه بعدما كان متقدما 3/صفر في نهاية الشوط الأول من المباراة.
وأضاف أنشيلوتي بعدها إلى قائمة إنجازاته ثنائية لقبي الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي مع تشيلسي، ثم أحرز لقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، قبل أن يتم استدعاؤه في مدريد لإعادة الأمجاد إلى النادي الملكي وكسر هيمنة برشلونة التي تعاظمت في السنوات الأخيرة. وعادة ما تكون الآمال كبيرة في ريـال مدريد، لذلك فقد كان أنشيلوتي بحاجة لاستيعاب أغلى لاعبين في العالم، غاريث بيل وكريستيانو رونالدو، داخل النادي إلى جانب الإبقاء على حارس مرمى الفريق المخضرم إيكر كاسياس على مقاعد البدلاء خلال مباريات الدوري الإسباني، كما فعل سلفه مورينهو مع الحارس المحبوب.
ويبدو أن مجهودات أنشيلوتي مع اللاعبين الثلاثة قد آتت ثمارها. فقد تصدر رونالدو قائمة هدافي الدوري الإسباني، وحطم الرقم القياسي المسجل باسم نجم برشلونة ليونيل ميسي لعدد الأهداف التي أحرزها أحد اللاعبين ببطولة دوري الأبطال في موسم واحد بتسجيله 16 هدفا حتى الآن. أما كاسياس فقد لعب دورا بطوليا في فوز ريـال مدريد على بروسيا دورتموند الألماني في دور الثمانية لدوري الأبطال، بينما سجل بيل هدفا ساحرا ليقود ريـال مدريد للفوز 1/2 على برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا.
وليس هناك شك في أن نجاح أنشيلوتي في قيادة ريـال مدريد إلى لقب دوري الأبطال العاشر «لا ديسيما» يوم السبت المقبل سيجعل منه رمزا خالدا بالنادي، لكنه في الوقت نفسه سيكون مطالبا بتحقيق المزيد من الألقاب خلال عاميه الآخرين المتبقين له في عقده مع ريـال مدريد حتى 2016. وإن كانت الهزيمة نفسها لن تكون نهاية العالم كذلك، على حد قوله، حيث توقع المدرب الإيطالي مباراة «صعبة للغاية» وشديدة التوازن أمام أتليتكو مدريد. وقال أنشيلوتي «مستقبلي واضح. فأنا سعيد بوجودي هنا وبالبقاء هنا مستقبلا، سواء بلقب دوري الأبطال العاشر أو من دونه».
في المقابل، بعدما نجح في تغيير موازين القوى بكرة القدم الإسبانية من خلال عمله مع أتليتكو مدريد على مدار عامين، يسعى دييغو سيميوني مدرب أتليتكو إلى منح الفريق حاليا لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا من خلال الفوز على جاره ومنافسه العنيد ريـال مدريد في المباراة النهائية للبطولة. وفي مطلع عام 2012، كانت الكرة الإسبانية لا تزال في القبضة الحديدية للثنائي ريـال مدريد وبرشلونة اللذين احتكرا لقب الدوري الإسباني لسنوات دون منافسة حقيقية من أي فريق. ومنذ 2004، أحكم الفريقان قبضتهما على اللقب الإسباني وحصل كل منهما على عائدات مالية ضخمة أكبر من باقي أندية الدوري الإسباني وذلك من خلال العقود الخاصة بكل منهما للبث التلفزيوني لمباريات الفريق. وأسهمت هذه العائدات الضخمة في زيادة الاعتقاد بأن الفريقين سيواصلان إحكام قبضتهما على الكرة الإسبانية لسنوات عديدة مقبلة.
لكن سيميوني، الذي يعشق ارتداء الملابس ذات اللون الأسود، كسر هذه الهيمنة وأعلن عن نفسه وفريقه بقوة من خلال عودته إلى ناديه السابق أتليتكو ليتولى منصب المدير الفني للفريق بعد سبع سنوات من انتهاء فترته الثانية كلاعب متألق في خط وسط الفريق. ونادرا ما نجح شخص بمفرده في تغيير موازين القوى بهذه السرعة في أي بطولة دوري كبيرة، لكنه نجح في تحويل أتليتكو من فريق يسعى للهروب من شبح الهبوط إلى فريق قادر على المنافسة ثم إلى فريق يتوج بلقب البطولة. وبعد عامين من عودته إلى أتليتكو، أصبح الفريق في السماء التاسعة حيث فاز بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1996 وهو العام نفسه الذي لعب فيه سيميوني دورا كبيرا في فوز الفريق باللقب من خلال تألقه في خط وسط الفريق.
وأنهى أتليتكو الموسم الحالي في صدارة الدوري الإسباني بفارق ثلاث نقاط أمام برشلونة والريـال. والأكثر أهمية أن الفريق سيلتقي الريـال يوم السبت المقبل في المباراة النهائية لدوري الأبطال بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وذلك بعدما أطاح ببرشلونة أيضا من دور الثمانية للبطولة. وخلال عامين ونصف العام فقط، قاد سيميوني فريق أتليتكو للفوز بأربعة ألقاب، مما دفع لاعبي الفريق إلى الإشادة بهذا المدرب وإبداء الامتنان له.
وقال خوان فران مدافع الفريق «تطور مستواي بنفس قدر تطور مستوى الفريق منذ وصول سيميوني. رويدا رويدا، تطورنا إلى فريق رائع لديه الشخصية والروح وعقلية الانتصارات». كما قال سيميوني، بعد الفوز بلقب الدوري الإسباني من خلال التعادل 1/1 مع مضيفه برشلونة يوم السبت الماضي «هذا الانتصار تحقق بفضل العمل الجاد. الفريق تفهم دائما مدى أهمية العمل الجاد والصمود».



في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
TT

في أي عمر يتألق الأبطال الأولمبيون؟

تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)
تضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي (جامعة واترلو)

هناك الكثير من العوامل التي تدخل ضمن مساعي الرياضيين الأولمبيين للحصول على الذهب، أبرزها المواظبة على التدريب وقضاء سنوات من الصرامة والشدة مع النفس، لكن عمر الرياضي أيضاً يعد أحد أهم هذه العوامل، وفق فريق بحثي من جامعة واترلو الكندية، استخدم الإحصائيات لمعرفة متى يبلغ أداء الرياضيين الأولمبيين في سباقات المضمار والميدان ذروته؟

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سيجنيفيكنس» (Significance) يتدرب معظم الرياضيين عادةً على مدار عدة سنوات للوصول إلى أفضل أداء ممكن لديهم أو ما يعرف بـ«ذروة الأداء» في سن معينة، قبل أن يتراجع مستوى الأداء تدريجياً.

قال ديفيد أووسوجا، طالب الماجستير في علوم البيانات بجامعة واترلو، والباحث الرئيسي للدراسة: «على عكس الرياضات الأولمبية الأخرى مثل كرة القدم، والتنس، التي لها منافساتها رفيعة المستوى خارج نطاق الألعاب الأولمبية، فإن دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر مسرح يتنافس فيه رياضيو سباقات المضمار والميدان».

عبد الرحمن سامبا العدّاء القطري (الأولمبية القطرية)

وأضاف في بيان، نشر الأربعاء، على موقع الجامعة: «نظراً لأن الألعاب الأولمبية تقام مرة واحدة فقط كل أربع سنوات، يجب على الرياضيين في سباقات المضمار والميدان، أن يفكروا بعناية في متى وكيف يجب أن يتدربوا لزيادة فرص تأهلهم للأولمبياد لأقصى حد، بينما يكونون في ذروة الأداء الشخصي لهم». وتضم سباقات المضمار والميدان رياضيات متنوعة تعتمد على مهارات الجري والقفز والرمي.

قام باحثو الدراسة بتنظيم مجموعة بيانات الأداء الرياضي الاحترافي، سنة بعد سنة، لكل رياضي مسابقات «المضمار والميدان» الذين شاركوا ضمن المنافسات الفردية في دورات الألعاب الأولمبية، منذ دورة الألعاب التى أقيمت في عام 1996 في أتلانتا بالولايات المتحدة.

حلل الباحثون البيانات التي أخذت في الاعتبار خمسة عوامل: «الجنس، والجنسية، ونوع المسابقة الرياضية، ومدة التدريب الرياضي على مستوى النخبة المتميزة من الرياضيين، وما إذا كان هذا العام هو العام الذي عقدت فيه مسابقات الأولمبياد أم لا».

ووجدوا أن متوسط ​​عمر مشاركة الرياضيين الأولمبيين في ألعاب المضمار والميدان ظل ثابتاً بشكل ملحوظ لكل من الرجال والنساء على مدى العقود الثلاثة الماضية: أقل بقليل من 27 عاماً.

وهو ما علق عليه أووسوجا: «من المثير للاهتمام أن تحليلنا أظهر أن متوسط ​​​​ العمر للوصول إلى (ذروة الأداء) لهؤلاء الرياضيين كان 27 عاماً أيضاً».

ووفق النتائج، فإنه بعد سن 27 عاماً، هناك احتمال تبلغ نسبته 44 في المائة فقط، أن تكون لا تزال هناك فرصة أمام المتسابق للوصول إلى ذروة الأداء الرياضي، ولكن ​​في الأغلب ينخفض هذا الرقم مع كل عام لاحق لهذا السن تحديداً.

وقال ماثيو تشاو، الباحث في الاقتصاد بالجامعة، وأحد المشاركين في الدراسة: «العمر ليس العامل الوحيد في ذروة الأداء الرياضي»، موضحاً أن «الأمر المثير حقاً هو أننا وجدنا أن مدى وعي الرياضي بتوقيت البطولة، يساعد على التنبؤ بأدائه الرياضي بجانب درجة استعداده لها». وبينما يؤكد الباحثون أن تحليلهم نظري في الأساس، فإنهم يأملون أن تكون النتائج مفيدة لكل من الرياضيين والمشجعين.

ووفق أووسوجا فإن أهم النقاط التي نستخلصها من هذه الدراسة، هي أن «هناك قائمة من المتغيرات تساعد في التنبؤ بموعد ذروة الأداء لدى الرياضيين الأولمبيين».

وأضاف: «لا يمكنك تغيير سنة الألعاب الأولمبية، أو تغيير جيناتك، أو جنسيتك، ولكن يمكنك تعديل أنظمة التدريب الخاصة بك لتتماشى بشكل أفضل مع هذه المنافسات الرياضية».

وأشار تشاو إلى أن هذا النوع من الأبحاث يظهر لنا مدى صعوبة الوصول إلى الألعاب الأولمبية في المقام الأول، مضيفاً أنه «عندما نشاهد الرياضيين يتنافسون في سباقات المضمار والميدان، فإننا نشهد وفق الإحصائيات كيف يكون شخص ما في ذروة أدائه البدني، بينما يستفيد أيضاً من توقيت المنافسات ويكون محظوظًا للغاية».