دمشق تبحث عن {ممر آمن} لقافلة {داعش} إلى دير الزور

لا تزال القافلة التي تقل المئات من عناصر تنظيم داعش وعائلاتهم متوقفة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، عند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور، في انتظار تأمين ممر آمن لها للوصول إلى مدينة البوكمال، في دير الزور، المتاخمة للحدود العراقية.
وكانت طائرات التحالف الدولي، بقيادة أميركا، قد قصفت الطريق التي ستسلكها القافلة، في وقت أعلنت فيه مصادر أن النظام ينتظر موافقة الجانب العراقي للسماح للقافلة بالانتقال إلى البوكمال، لكن قيادياً عسكرياً في تحالف عسكري موال للنظام، قال في تصريح لوكالة «رويترز»، الخميس، إن «قافلة عناصر تنظيم داعش تعطلت بسبب ضربات جوية للتحالف، بقيادة الولايات المتحدة»، وأشار إلى أن القافلة «ستتوجه من السخنة، الخاضعة لسيطرة النظام، إلى دير الزور، التي يسيطر عليها متشددون».
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قافلة عناصر «داعش»، التي غادرت ليل الاثنين الماضي جرود القلمون، عند الحدود اللبنانية - السورية، ما زالت متوقفة في منطقة حميمة، التي تسيطر عليها قوات النظام، في انتظار تأمين ممر آمن جديد لها إلى مناطق سيطرة التنظيم، غداة قيام طائرات التحالف الدولي، مساء الأربعاء، بقصف الطريق التي ستسلكها القافلة، لمنعها من دخول مناطق ريف دير الزور، والتوجه نحو منطقة البوكمال. ونقل المرصد، عن مصادر وصفها بالـ«موثوقة»، أن القافلة «تنتظر موافقة الجانب العراقي للانتقال عبر مناطق سيطرة الحشد الشعبي العراقي إلى مناطق سيطرة التنظيم».
وقالت المصادر إن «عملية البحث عن ممر آمن، تسلك من خلاله القافلة إلى دير الزور، مستمرة، من قبل القائمين على الاتفاق الذي أبرم بين (حزب الله) والتنظيم داعش»، مشيرة إلى أن «عملية البحث عن طريق آمن تجري باتجاهين، إما نحو شرق منطقة حميمة، أو نحو منطقة الكوم وجبل البشري».
وفي حين تنتظر الصفقة إتمامها على الجانب السوري، أنجزت بالكامل في شقّها اللبناني، حيث أفاد الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله» أن الحزب «استعاد جثمان الجندي في الحرس الثوري الإيراني محسن حججي من تنظيم داعش، ويجري الآن فحص الـ(دي إن إيه) له، ليتم نقله إلى دمشق، ولاحقاً إلى إيران». ومع تسلم جثة العنصر في الحرس الثوري، يكون «حزب الله» قد استكمل عملية التبادل بينه وبين التنظيم، بعدما تسلّم في المرحلة الأولى جثامين 4 من مقاتليه، وآخر حيّ، كان التنظيم قد أسرهم في معركة تدمر.
وتتسع دائرة الاعتراض في الشارع اللبناني على صفقة «حزب الله» مع «داعش»، التي شكّلت التفافاً على انتصار الجيش اللبناني ضد الإرهاب. فاعتبر الناشط السياسي مدير «مركز أمم للأبحاث والتوثيق»، لقمان سليم، أن «عملية التسلّم والتسليم التي جرت في الجرود الشرقية أحدثت صدمة لدى الرأي العام اللبناني».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الصفقة «تطرح علامات استفهام حول الجهة التي أتت بهؤلاء الإرهابيين إلى حدود لبنان الشرقية، وما الوظيفة المشبوهة التي كُلّف بها هؤلاء؟»، ورأى أن «(داعش) باتت ماركة غير مسجلة، وهناك وكالات كثيرة تستعمل هذا الاسم، منها (حزب الله) والنظام السوري».