بري: متمسكون بالقرار «1701» وعلى إسرائيل احترام مندرجاته

رفض تحميل سلام وقهوجي مسؤولية احتلال المسلحين أراضي لبنانية

رئيس مجلس النواب نبيه بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري
TT

بري: متمسكون بالقرار «1701» وعلى إسرائيل احترام مندرجاته

رئيس مجلس النواب نبيه بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري

شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، على «تمسّك لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي (1701)»، وحثّ المجتمع الدولي على «إلزام إسرائيل باحترام مندرجاته، ورفع يدها عن ثروة لبنان النفطية»، رافضاً أي «شرخ في علاقات لبنان مع دولة الكويت»، منتقداً في الوقت نفسه «تحميل رئيس الحكومة السابق تمام سلام، وقائد الجيش السابق جان قهوجي، مسؤولية احتلال المسلحين لأراضٍ لبنانية في جرود عرسال ورأس بعلبك».
كلام بري جاء في خطاب ألقاه أمس، في الذكرى الـ39 لتغييب المرجع الديني الشيعي الإمام موسى الصدر، وقدّم في مستهله التهنئة للشعب اللبناني على ما أنجزته عملية الجيش، وتحرير الجرود اللبنانية الشرقية. ونوه بري بأن «لبنان استطاع بصبر تجاوز الاستحقاقات الدستورية بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة تضم الجميع، وإنجاز قانون الانتخاب، وإقرار السلسلة في مجلس النواب، وقد لعبت حركة (أمل) دورا أساسيا في حلحلة العقد، من أجل المصلحة الوطنية».
وتطرق بري إلى العلاقات اللبنانية - السورية، فرأى فيها «حاجة استراتيجية للبلدين، خصوصا أن هناك اتفاقات ضامنة للعلاقات بين البلدين تسمو على القوانين». وقال أيضاً: «سنمنع أي شرخ في العلاقات مع دولة الكويت، أميرا وحكومة ومجلسا، وهي اتصفت بالإعمار مقابل الدمار الذي ألحقته إسرائيل، ونحن ننوه بما صدر من توضيحات من السيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله)، وبمبادرة رئيس الحكومة سعد الحريري على عمق علاقة البلدين، ونؤكد أن ما يجمع بين لبنان والكويت هو الكثير من الجوامع المشتركة وانحياز كل منهما إلى الآخر».
وشدد رئيس مجلس النواب على «التمسك بالقرار (1701)». ودعا المجتمع الدولي إلى «إلزام إسرائيل باحترام مندرجاته، ورفع يدها عن ثروة لبنان»، محذراً من «محاولة العودة إلى الوراء فيما يتعلق بتنفيذ القرار (1701)، ومحاولة إسرائيل تخريب العلاقة بين قوات اليونيفيل والأهالي». وقال بري إن «واقعنا الاقتصادي يدعونا للتمسك بالثروة البحرية، التي تستدعي وضع استراتيجية وطنية من لحظة استخراجها إلى استثمارها، ويجب إقرار القوانين إلى جانب الأحكام الضريبة، وبعد إقرار قانون الشراكة مع القطاع الخاص لتسريع الاستثمار».
وانتقد بري بشدة تحميل رئيس الحكومة السابق تمام سلام وقائد الجيش السابق جان قهوجي، مسؤولية احتلال المسلحين لأراضٍ لبنانية، وسأل: «هل يضعون الحق على رئيس الحكومة السابق تمام سلام والحكومة السابقة؟». وقال: «شر البلية ما يضحك، الحكومة الماضية نفسها الحالية، نفس المكونات موجودة، بدل حزب (الكتائب) توجد (القوات اللبنانية)، هذا هو الفرق، فلماذا الحق على سلام؟». وأضاف: «ساعة نضع الحق على العماد قهوجي، هل نسيتم الظروف والخوف من فتنة في عرسال؟ جميعها أعذار حتى لا نقول: إننا انتصرنا»، مؤكدا أنه «بشكل حاسم، هذا الانتصار الثاني، فلنحتفل جميعا يداً واحدة وكتفاً بكتف»، عادّاً أن «خط عرسال العربي والوطني انتصر على الإرهاب، بفضل الجيش والمقاومة، فلماذا لا نحتفل؟».
وفي موضوع قضية الإمام موسى الصدر، أوضح بري أنه «نتيجة عدم استقرار الأوضاع في ليبيا، لم تستطع لجنة المتابعة زيارة ليبيا، واستعاضت عنها بلقاءات في دول مجاورة، وزارت دولا للقاء شهود يملكون معلومات عن القضية بالتعاون مع أجهزة وأفراد، وبعد جهود مضنية»، مؤكداً أنه «لا تلكؤ في متابعة هذه القضية، ولا مجال لليأس فيها». وختم بري: «الإنسان يبقى هو ثروة لبنان، وإن قوة الوطن في وحدة شعبه، وإننا في الذكرى الـ39 لتغييب الإمام الصدر ورفيقيه (الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين) نجدد العهد والوعد بأن تبقى قضيتهم أول أولوياتنا».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.