غارات جوية للتحالف في صعدة وحجة... وفرق لنزع الألغام

غارات جوية للتحالف في صعدة وحجة... وفرق لنزع الألغام
TT

غارات جوية للتحالف في صعدة وحجة... وفرق لنزع الألغام

غارات جوية للتحالف في صعدة وحجة... وفرق لنزع الألغام

كثفت مقاتلات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، خلال الـ24 ساعة الماضية من غاراته الجوية المركزة والمباشرة على مواقع وتعزيزات وأهداف عسكرية ومتحركة لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مختلف المدن والمحافظات اليمنية، وكبدت الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، بأن غارات التحالف استهدفت تعزيزات ومواقع للميليشيات الانقلابية في كتاف والبقع بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين الأول، إضافة إلى مواقع وأهداف عسكرية في التحتية بمحافظة الحديدة الساحلية ومواقع أخرى في محيط مدينة ميدي ومستبا بمحافظة حجة المحاذية للسعودية.
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني تقدمها في جبهات القتال المختلفة خصوصا معقل الانقلابيين بصعدة وجبهات البيضاء وميدي وتعز.
وفي محافظة البيضاء اليمنية، نجح الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في شن هجوم مباغت على مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة طياب بمديرية ذي ناعم.
وقال أحد عناصر المقاومة الشعبية، إن المقاومة «نجحت في شن هجوم مباغت على الانقلابيين والتسلل إلى مواقعهم في جبل زمهر والمنصة في منطقة طياب بمديرية ذي ناعم، وجرى إطلاق النار الكثيف عليهم وسقط على أثره العشرات منهم بين قتيل وجريح، علاوة على إحراق خيامهم ومتارسهم».
وأضاف أن «الميليشيات الانقلابية قامت بمحاصرة المواطنين بذي كالب بمديرية القريشة، واختطفت الشيخ قائد صالح أبو صريمة وثمانية مواطنين آخرين وأودعتهم في سجنها بمدينة رداع»، لافتا إلى أن حبس الشيخ يأتي أيضا جراء «مطالبة الشيخ بالإفراج عمن اعتقلتهم الميليشيات الانقلابية»، كما أكد أن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تشدد حصارها على المواطنين في ذي كالب وتمنع الدخول أو الخروج إلى المنطقة منذ 12 يوما».
وفي جبهة حجة، قال مصدر عسكري، إنه «لليوم الثالث على التوالي، يواصل الجيش الوطني من المنطقة العسكرية الخامسة بإسناد من قوات التحالف العربي، تقدمه في جبهة ميدي بمحافظة حجة، حيث يتقدم بشكل متسارع إلى مدينة ميدي بعد تحريره الأحياء الشرقية للمدينة، واستمراره بتمشيط ما تبقى من أوكار الانقلابيين، فيما تواصل الفرق الهندسية نزع الألغام والعبوات الناسفة من المواقع والمناطق المحررة، وكذلك المباني التي حولتها الميليشيات الانقلابية إلى مخازن وثكنات عسكرية لها»، مشيرا إلى أن الميليشيات الانقلابية تكبدت الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في محاولات تسلل على منطقة الكدف غرب ميدي لفك الحصار عن عناصرها المحاصرة في أحياء الكدف وسط مدينة ميدي.
وقال إن «الميليشيات الانقلابية تخسر أهم المناطق الاستراتيجية بالنسبة لها خصوصا على الشريط الساحلي، وبعد سيطرة الجيش الوطني على مدينة المخا الساحلية، غرب تعز، ها هي الآن القوات تقترب من تطهير ميدي بشكل كامل من الانقلابيين وتتقدم إلى أوكار الانقلابيين في الأحياء الغربية على الشريط الساحلي، ما يمكن الجيش من التقدم إلى نحو حيران ومن ثم إلى مدينة الحديدة الساحلية»، مضيفا: «كل هذا التقدم يأتي وفق خطط محكمة ومرسومة وبإشراف من قبل الرئيس هادي والقادة العسكريين المعنيين».
كما أشار إلى أن «الجيش الوطني في مختلف الجبهات القتالية لا يقود معارك هجومية فقط، بل إن هناك معارك دفاعية وهجومية، وكل يوم تحقق القوات تقدما جديدا وتنتزع مساحات شاسعة من الأرض التي كان يسيطر عليه الانقلابيون الذين يتراجعون بعد تكبيدهم الخسائر البشرية والمادية جراء المواجهات مع الجيش الوطني وغارات التحالف العربي».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.