مستقبل كرة القدم واستقرارها مهددان بسبب الأندية الثرية

روي كين ينضم إلى قافلة المنتقدين لصرف مبالغ باهظة على «لاعبين عاديين»

كين انتقد بشدة الصفقات الباهظة («الشرق الأوسط})  -  تقارير تتحدث عن أن نجم موناكو مبابي (18 عاماً) انتقل إلى سان جيرمان بصفقة تبلغ قيمتها 180 مليون يورو
كين انتقد بشدة الصفقات الباهظة («الشرق الأوسط}) - تقارير تتحدث عن أن نجم موناكو مبابي (18 عاماً) انتقل إلى سان جيرمان بصفقة تبلغ قيمتها 180 مليون يورو
TT

مستقبل كرة القدم واستقرارها مهددان بسبب الأندية الثرية

كين انتقد بشدة الصفقات الباهظة («الشرق الأوسط})  -  تقارير تتحدث عن أن نجم موناكو مبابي (18 عاماً) انتقل إلى سان جيرمان بصفقة تبلغ قيمتها 180 مليون يورو
كين انتقد بشدة الصفقات الباهظة («الشرق الأوسط}) - تقارير تتحدث عن أن نجم موناكو مبابي (18 عاماً) انتقل إلى سان جيرمان بصفقة تبلغ قيمتها 180 مليون يورو

أنفقت أندية كرة القدم الأوروبية مبالغ طائلة على الانتقالات هذا الصيف وصلت إلى مستويات لم تعهدها سابقا؛ ما يطرح أسئلة عن العقلانية والمخاطر التي تقدم عليها أندية اللعبة الشعبية الأولى. ولاقى الإنفاق الأوروبي انتقادات من بعض مسؤولي الأندية أنفسهم، ومنهم رئيس نادي ليون الفرنسي، جان ميشال أولاس، الذي اعتبر أن «التطور الراهن للأسعار، كما الرواتب، يهدد استقرار كرة القدم الفرنسية وربما حتى كرة القدم الأوروبية».
وشكل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية، أبرز الناشطين في فترة الانتقالات الصيفية التي تنتهي في 31 أغسطس (آب). فهو حطم الرقم القياسي العالمي بدفعه 222 مليون يورو لضم البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني، ويستعد - بحسب التقارير الصحافية - لإنفاق 180 مليونا لضم المهاجم الشاب كيليان مبابي من موناكو. وبعملية حسابية بسيطة، يتبين أن نيمار (25 عاما) الذي تردد أنه سيتقاضى راتبا سنويا صافيا يقارب 30 مليون يورو، كلف النادي الفرنسي أكثر من كلفة بناء «أليانز أرينا»، ملعب نادي بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، الذي يعد من أشهر ملاعب كرة القدم عالميا.
وقال الرئيس التنفيذي للنادي الألماني كارل هاينتس رومينيغيه «من الواضح أن أليانز أرينا هو أكثر أهمية بالنسبة إلينا». وأضاف في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية «كوننا بايرن ميونيخ، علينا أن نتمتع بفلسفة مختلفة، لا نريد أن نجاري ذلك (هذا النسق السائد في الإنفاق على اللاعبين) ولا يمكننا مجاراة ذلك». إلا أن بايرن نفسه، حامل لقب بطولة ألمانيا في المواسم الخمسة الماضية، وجد نفسه يحطم هذا الصيف رقمه القياسي السابق في سوق الانتقالات، بدفعه 41.5 مليون يورو (إضافة إلى ستة ملايين يورو حوافز ومكافآت) لضم لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو من ليون، علما بأن اللاعب شارك في مباراة دولية واحدة فقط.
ويرى الباحث في المركز الدولي للدراسات الرياضية لويك رافنيل، أن «سوق (الانتقالات) لم تصبح مجنونة، لكنها واعدة بشكل كبير». ويضيف «هذا قطاع يشهد نموا دائما، والمستثمرون يشعرون بأنهم قادرون على تحقيق الأرباح فيه»، متابعا «لا أرى أن ثمة أسبابا قد تدفع إلى توقف نموه. هذه رياضة كرة القدم في ختام مسار تعولمها الشامل، وتثير الاهتمام حاليا في آسيا وحتى في أميركا الشمالية». ويعتبر رافنيل، أن ما تقوم به الأندية الأوروبية البارزة، ومنها برشلونة وريال مدريد الإسبانيان، وقطبا مدينة مانشستر الإنجليزية، أو حتى يوفنتوس الإيطالي، هو «التنافس بالملايين لاستقطاب النجم المقبل، عدم تفويت فرصة الحصول عليه، وحرمان المنافسين منه». ويرى أن ذلك يحصل من منطلق كروي ورياضي يقوم بالدرجة الأولى على إحراز لقب المسابقة القارية الأهم، أي دوري الأبطال، لكن أيضا من منطلق قدرة هذا النجم على توفير عائدات ترويجية وحقوق بث تلفزيونية وعائدات دعائية؛ ما يساهم أيضا في رفع سعره.
وطور مركز الدراسات الرياضية برنامجا خوارزميا قادرا على تقييم أسعار اللاعبين بناء على معطيات عدة، منها أداؤه على أرض الملعب، وهامش التطور الذي يتمتع به، وقدرته الترويجية، وغيرها... وبموجب هذا البرنامج، تبين أن «سعر» نيمار على سبيل المثال يصل إلى 247.3 مليون يورو، وهي قيمة مستندة بشكل كبير إلى موهبته الكروية وقدرته الإعلانية والترويجية، ولا سيما لكونه يتمتع بعشرات ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما مبابي، الحديث العهد على الساحة الكروية؛ إذ يبلغ الـ18 من العمر وشارك في موسم واحد فقط مع موناكو، فبلغ سعره «فقط» 101 مليون يورو، بحسب هذا البرنامج. لم يكن باريس سان جرمان النادي الوحيد الذي أنفق بشكل كبير في سوق الانتقالات هذا الصيف. فالأندية الإنجليزية التي تستفيد من عائدات اتفاق ضخم بشأن البث التلفزيوني، أنفقت هذا الصيف مبلغا قياسيا وصل إلى 1.17 مليار جنيه إسترليني (1.57 مليار دولار)، بحسب ما أفادت الأسبوع الماضي شركة «ديلويت» للتدقيق.
وفي ظل هذه الأرقام الخيالية، تطرح الأسئلة حول مصير الأندية الصغرى وحتى المتوسطة، غير القادرة على المنافسة ماليا. ويسأل الباحث رافنيل «هل يجب أن تؤول كل الأموال التي يتم إنفاقها في سوق الانتقالات، إلى اللاعبين ووكلاء أعمالهم، أم يمكن البحث عن عملية إعادة توزيع منطقية» تضمن للأندية الأصغر عائدات معينة تتيح لها البقاء في دائرة المنافسة على الأقل. يضيف «في نهاية المطاف، (الأندية الأصغر حجما) هي التي تقوم بتنشئة هؤلاء اللاعبين وتقدم لهم فرصة للعب» قبل أن يصبحوا نجوما.
وانتقد أحد نجوم اللعبة البارزين ظاهرة الإنفاق الباهظ على شراء اللاعبين، حيث انتقد الآيرلندي روي كين، النجم السابق لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، المبالغ الطائلة التي تنفقها أندية كرة القدم الأوروبية لضم «لاعبين عاديين»، بعد صفقات ضخمة في فترة الانتقالات الصيفية.
وقال كين، الذي يشغل منصب مساعد مدرب منتخب آيرلندا الشمالية مارتن أونيل: إن المبالغ التي يتم إنفاقها «تثير الدهشة، ولا سيما بالنسبة إلى اللاعبين العاديين. الآن هو الوقت الأمثل لاحتراف كرة القدم». أضاف في تصريحات الثلاثاء «اللاعبون العاديون ينتقلون لقاء 35 مليون جنيه إسترليني (...) هذا هو وضع السوق حاليا. لا يوجد الكثير من اللاعبين البارزين».
وأضاف: «انتقال اللاعبين العاديين مقابل 30 - 40 مليون جنيه يدفعك للتفكير. لكن إذا كانت الأندية مستعدة للدفع، فلا يمكن لوم اللاعبين». وكان كين من ضمن تشكيلة ليونايتد هيمنت بشكل كبير على كرة القدم الإنجليزية في تسعينات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة، ولعب إلى جانب أسماء بارزة مثل ديفيد بيكام والويلزي راين غيغز والهولندي رود فان نيستلروي. وردا على سؤال عما سيكون عليه سعر هؤلاء بحسب النسق الحالي، أجاب «بيكام؟ مليار (...) فان نيستلروي؟ مليار؟ غيغز؟ ملياران».


مقالات ذات صلة

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة سعودية استضافة السعودية لبطولة كأس العالم 2034 تمثل إنجازًا رياضيًا عالميًا (وزارة الرياضة)

الاتحادات العربية تساند السعودية في «مونديال 2034»

تمثل استضافة السعودية لبطولة كأس العالم 2034 إنجازاً رياضياً عالمياً يعكس قدرتها الفائقة على تقديم حدث استثنائي يليق بمكانة أكبر بطولة كروية على مستوى العالم.

فاتن أبي فرج (بيروت)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.