تشيفرين: الأندية الأكثر ثراءً تزداد ثراءً والفجوة تتفاقم بينها وبين الفقيرة

رئيس «يويفا» يطالب بإقرار حد أقصى لأجور اللاعبين وفرض قيود على الميزانيات

تشيفرين (يسار) أكد مؤخراً أن لندن هي المكان الأفضل لاستضافة «يورو 2020»
تشيفرين (يسار) أكد مؤخراً أن لندن هي المكان الأفضل لاستضافة «يورو 2020»
TT

تشيفرين: الأندية الأكثر ثراءً تزداد ثراءً والفجوة تتفاقم بينها وبين الفقيرة

تشيفرين (يسار) أكد مؤخراً أن لندن هي المكان الأفضل لاستضافة «يورو 2020»
تشيفرين (يسار) أكد مؤخراً أن لندن هي المكان الأفضل لاستضافة «يورو 2020»

من غير المعتاد أن تخرج دائرة اهتمام مجلة «ملادينا» عن الأحياء المحيطة بليوبليانا عاصمة سلوفينيا، وذلك رغم أن المجلة التي كانت تعد فيما سبق الصحيفة الناطقة باسم تيار الشباب داخل الحزب الشيوعي اليوغسلافي أصبحت اليوم المجلة السياسية الأبرز داخل سلوفينيا. وعليه، بدا من الطبيعي تماماً أن يظهر الرئيس السلوفيني لـلاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، ألكسندر تشيفرين، على صفحات المجلة ويجري معها مقابلة تحدث خلالها عن إمكانية فرض حد أقصى للأجور؛ الأمر الذي أثار اهتمام الكثيرين ليس داخل سلوفينيا فحسب، وإنما أيضاً خارج حدودها.
وقال تشيفرين: «في المستقبل، سيتعين علينا أن ننظر بجدية إلى إمكانية فرض قيود على الميزانيات التي تخصصها الأندية لأجور اللاعبين. إن الأندية الأكثر ثراءً تزداد ثراءً، وتتفاقم الفجوة بينها وبين باقي الأندية». وفي إطار حديث أوسع نطاقاً دار حول قضايا سياسية وأخرى تتعلق بالنخبة وغياب المساواة، بدا تشيفرين حريصاً على توضيح أن أي من هذه الخطط ستلقى مقاومة كبيرة. وأضاف: «إن أصحاب النصيب الأكبر من المال هم الأقوى ويملكون العلاقات الأفضل على الصعيد الإعلامي. وإذا ما نجحنا في مساعينا، فإن هذا سيكون بمثابة تحول تاريخي».
من ناحية أخرى، فإنه بالنسبة للكثير من مشجعي كرة القدم، تحظى فكرة فرض حد أقصى على الأجور بقدر هائل من التأييد، ومع ذلك يرونها أقرب إلى المستحيل. ومن شأن وجود مبلغ ثابت لإنفاقه على اللاعبين سنوياً ضمان الأمن المالي للأندية، وخلق فرصة واقعية أمام كل نادٍ لأن يصبح بطلاً للبطولة التي يشارك بها.
المؤكد أن تشيفرين لم يصبح المسؤول الإداري الرياضي الأبرز على مستوى سلوفينيا دون امتلاكه مهارات سياسية كبيرة، وكان محقاً تماماً في الإدلاء بهذه التصريحات بنبرة حذرة. المؤكد أن فرض حد أقصى على مجمل الرواتب بمجال كرة القدم، سواء كان ذلك على مستوى بطولات «يويفا» أو بطولات الدوري المحلية في أوروبا، لن يكون بالمهمة اليسيرة، وبخاصة أن الأندية الثرية ناجحة بالفعل وتجني عائدات كبيرة تمكنها بسهولة من دفع مكافآت للاعبيها أفضل بكثير عن خصومها؛ الأمر الذي سيخلق صعوبة كبيرة في إقناعها بالتخلي عن هذه الميزة.
بيد أنه في واقع الأمر تأتي جهود التنظيم المالي الأكبر في كثير من الصور والأحجام. والملاحظ أنها قائمة بالفعل عبر غالبية النشاطات الرياضية، بما في ذلك كرة القدم الإنجليزية. جدير بالذكر، أن أندية دوري كرة القدم تعمل حالياً في ظل ما يمكن وصفه بحد أقصى «ناعم» للأجور في ظل «بروتوكول إدارة تكاليف الرواتب»، والذي بمقتضاه يتعين على الأندية المشاركة في دوري الدرجة الأولى إنفاق أكثر عن 60 في المائة من عائداتها على الأجور، بينما يتعين على أندية دوري الدرجة الثانية إنفاق أكثر عن 55 في المائة. على المستوى الأعلى، يفرض نظام «يويفا» المالي لضمان اللعب العادل قيوداً على حجم الخسائر المالية التي يمكن لناد تحملها خلال فترة زمنية ما.
كما أن كلتا المنظومتين القائمتين في إطار كرة القدم الإنجليزية تتناول القضية الأولى والتي ربما تهم مشجعي الأندية، وهي ضمان مستوى مستديم من الإنفاق؛ الأمر الذي يمكن اتفاق غالبية المشجعين على أهميته (وإن كانت ستبقى هناك دوماً استثناءات). أما فيما يخص النقطة الأخرى، الخاصة بخلق توازن تنافسي أكبر داخل بطولة دوري، فإنه يمكن القول إن مثل هذه الإجراءات تعمل بقوة ضد ذلك الأمر، بمعنى ضمان تمتع الأندية الثرية على ميزة في مواجهة الأندية الأفقر.
وتبعاً لما ذكره شخص يعمل بمجال التنظيم المالي الكروي، فإن تشيفرين كان يتحدث إلى جمهور بعينه. وقال: «ترمي تعليقات تشيفرين بصورة أساسية إلى كسب تأييد مسؤولين من بطولات الدوري الأصغر، مثل سلوفاكيا وسلوفينيا وبولندا وآيرلندا ـ فمثل مسابقات الدوري تلك تمثل جمهوره الانتخابي».
ومن خلال حديثه عن الفجوة في الأجور، يمكن لتشيفرين إظهار أمام الدول الأصغر وعيه بالتفاوتات الهيكلية القائمة، لكن من غير المحتمل أن يتمكن من فعل أي شيء فعلياً حيال ذلك. وقال المصدر: «ربما يفكر (يويفا) في تنفيذ إصلاحات على صعيد التنظيمات المالية التي تضمن اللعب العادل بهدف جعلها أقوى، لكن إذا ما نظرت إلى ما يقوله تشيفرين من الناحية الظاهرية، فإنه من المتعذر تطبيقه عملياً. إنه أمر يتعذر حتى تخيله».
وبينما من الممكن أن يؤدي فرض حد أقصى قوي على الأجور، مثلما الحال مع الاتحاد الوطني لكرة القدم، إلى تناول مسألة التوازن التنافسي (وإن كان ذلك غالباً ما يسفر في الوقت ذاته عن عجز الأندية عن خلق فترة مستديمة من النجاح)، فإنه سيكون من المستحيل تقريباً فرض ذلك بمجال كرة القدم. على سبيل المثال، فإن القواعد التنظيمية حسب الصورة التي تطبقها «يويفا» لن تنطبق بالضرورة في البطولات المحلية. كما ستظهر مسألة كيفية تطبيق حد أقصى للأجور عبر الأدوار المختلفة مع ضمان استمرار حركة الصعود والهبوط. وستزداد جاذبية المعدلات الضريبية المنخفضة بالنسبة للاعبين ووكلائهم. وذلك خلال القضايا القانونية الخلافية التي سيتعين حسمها عبر محكمة العدل الأوروبية التي تتولى الإشراف على قواعد اللعب العادل.
وعليه، تبقى مسألة فرض حد أقصى على الأجور في كرة القدم سراباً مثلما كانت دوماً، وستظل الأندية الكبيرة محتفظة بمكانتها. ومع ذلك، يرى أحد الخبراء أننا ينبغي أن نشعر بالامتنان تجاه وجود قواعد اللعب العادل التي تضطلع بهذه المهمة فعلياً. وقال: «قد يبدو هذا القول غريباً للبعض، لكن السبب الأكبر وراء الانتقادات التي تتعرض لها قواعد اللعب العادل أن اسمها يعني للبعض ضمان التوازن التنافسي، ويعتقدون أنها أقرت لتحقيق ذلك، لكن الحقيقة أنها أقرت بهدف الحيلولة دون انهيار الأندية؛ الأمر الذي حققت فيه نجاحاً مذهلاً».


مقالات ذات صلة

كوفاسيتش: الهدفان لطفلي الصغير... وأي فريق سيفتقد رودري

رياضة عالمية ماتيو كوفاسيتش يحتفل بعد التسجيل في فولهام (د.ب.أ)

كوفاسيتش: الهدفان لطفلي الصغير... وأي فريق سيفتقد رودري

أشاد الكرواتي الدولي ماتيو كوفاسيتش، نجم وسط مانشستر سيتي، بتحسن شخصية فريقه خلال الفوز الصعب على فولهام 3-2، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي (رويترز)

أنشيلوتي متحسراً: غرفة الملابس حزينة على كارفاخال

أعرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي لريال مدريد لكرة القدم، عن حسرته بسبب الإصابة التي لحقت بلاعبه داني كارفاخال بالمواجهة أمام فياريال مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية ماسيمو لونغو (الاتحاد الأسترالي)

الإصابة تؤجل عودة لونغو إلى منتخب أستراليا

أعلن الاتحاد الأسترالي لكرة القدم الأحد أن ماسيمو لونغو لاعب وسط إبسويتش تاون الإنجليزي لن يشارك في مباراتي أستراليا في التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي (أ.ب)

إنزاغي يطالب لاعبيه بمزيد من الانضباط

طالب سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، لاعبيه بمزيد من التركيز والانضباط الدفاعي بعد تحقيق فوز صعب على تورينو.

«الشرق الأوسط»

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.