«برمانا» وجهة السيّاح العرب منذ أكثر من نصف قرن

مصيف لبناني يشرف على أجمل معالم بيروت

«برمانا» وجهة السيّاح العرب منذ أكثر من نصف قرن
TT

«برمانا» وجهة السيّاح العرب منذ أكثر من نصف قرن

«برمانا» وجهة السيّاح العرب منذ أكثر من نصف قرن

لطالما شكّلت بلدة برمانا المتنية وجهة مفضّلة للسيّاح العرب الذين كانوا يدرجون زيارتها على أولويات أجندة عطلتهم في بلاد الأرز. فهذه البلدة التي تقع على ارتفاع 750 مترا فوق البحر وتبعد عن العاصمة 20 كيلومترا، تمتاز بطقسها الجميل لا سيما في فصل الصيف، وبلوحات طبيعية خلابة تظلّل شوارعها التي تزينها بيوت ذات هندسة معمارية عريقة متوّجة بالقرميد.
وتختلف برمانا عن غيرها من البلدات اللبنانية بطابعها التراثي والحديث معا والذي يتجلّى في معظم معالمها ولا سيما في الشارع العريض الذي يقطعها (بطول 50 مترا) وتصطفّ على جانبيه مجموعة من المقاهي والمطاعم التي يرتادها المصطافون من هنا وهناك، فتعجّ بالحياة حتى ساعات متأخرة من الليل. فيما تتوزّع عماراتها وأسواقها التجارية القديمة على شوارعها الفسيحة والضيّقة في آن راسمة لوحة معطّرة بالماضي والحاضر معا.
كلّ ما يخطر على بالك من خدمات سياحية تجدها في برمانا. فكما المنتجعات الجبلية والأسواق التجارية كذلك الفنادق والمطاعم. كما تزدهر معارضها الفنية ونشاطاتها الرياضية ومؤسساتها التربوية.
ويعدّ مجمّع «فيلا برنتانيا» الذي أسّسه جورج الأشقر نجل بيار الأشقر نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، واحة برمانا المفضلة لدى روّادها والذي تمّ افتتاحه منذ أكثر من سنة وتخيّم عليه هندسة معمارية عصرية وعريقة معا تتوزّع المطاعم والمقاهي في ظلالها بشكل متدرّج وعلى مستويات مختلفة تميّز هذا المجمّع عن غيره في مناطق أخرى.
يتضمن «فيلا برنتانيا» (استوحى اسمه من فندق برنتانيا العريق الموجود في البلدة) نحو 13 مطعما ومقهى ينقل إلى زائريه أطباق مطابخ عالمية، كالفرنسية والأميركية والمكسيكية واليابانية والإيطالية وغيرها. كما يحتضن جلسات تروق للكبار والصغار بحيث يختار الزبون ما يناسبه منها لتحمل الرومانسية والهدوء والتسلية والترفيه عن النفس وذلك حسب رغبته. وفي المناسبة اخترنا لك الأماكن التالية لزيارتها
- فندق برنتانيا
يقع فندق برنتانيا (Printania Palace) في وسط برمانا، ويوفر هذا الفندق ذو الـ5 نجوم غرفًا أنيقةً وخدمة الـ«واي فاي» ومواقف مجانية للسيارات، وذلك على مقربة من المحلات التجارية والمطاعم في المدينة.
وتضمّ جميع غرف الضيوف شرفة تطل على المسبح والحديقة. وتتميز بأثاث كلاسيكي وشكل جيد، كما تحتوي جميع الغرف على تلفزيون بشاشة مسطّحة مع قنوات فضائية وأجهزة تكييف.
شهد هذا الفندق أيامه الذهبية في السبعينات عندما كان يقصده رؤساء جمهورية وأمراء وملوك من دول عربية وأوروبية. وهو يحتضن حاليا حديقة غنّاء تمتدّ على مساحة كبيرة تتّسع لأكثر من ألف شخص. في هذه الحديقة تحلو الجلسات على أنواعها مع الأصدقاء وأفراد العائلة الواحدة حيث في استطاعتهم أن يتناولوا أطباقا متنوعة في مطاعمها المختلفة وعددها 7 وبينها «ذا غاردن» و«مانيوليا» و«ميلانا» و«سوشي كو» وغيرها، وكذلك تدخين النرجيلة في جوّ يعبق بالتراث اللبناني العريق.
تشمل مرافق الفندق مسبحاً في الهواء الطلق وحديقة جميلة وترّاس شمسي مريح، حيث في استطاعة هواة التسمّر أن يستلقوا تحت أشعّة شمس برمانا ويتمتّعوا بطقسها المعتدل في النهار والبارد في الليل.
- «الهايكنغ» و«كرة المضرب» لهواة الرياضة
تنظّم البلدية نشاطات رياضية عدّة في برمانا والتي تسمح لهواتها بإمضاء عطلة نشيطة لا تقتصر فقط على السهر وتناول الطعام. فلهواة رياضة «الهايكنغ» (المشي وتسّلق الجبال) تعدّ البلدية جولات أسبوعية تخوّلهم السير بين الجبال والوديان المحيطة بالبلدة المتنية المعروفة بطبيعتها الجميلة.
كما يستضيف ملعب مدرسة «برمانا هاي سكول» من يشاء من هواة ممارسة رياضة كرة المضرب، الذين في استطاعتهم استئجار أحد ملاعب المدرسة لهذه الغاية. والمعروف أن دورة سنوية في كرة المضرب تجري سنويا في برمانا وتشهد إقبالا كثيفا من قبل اللبنانيين فيتابعون خلالها عدد من المباراة التي تشارك فيها أسماء معروفة في عالم كرة المضرب في لبنان.
- برمانا عنوان السهر واللقمة الطيّبة
لا يمكنك أن تزور بلدة برمانا دون أن تعرّج على أحد مطاعمها أو مقاهيها المعروفة، وكذلك دون أن تمضي سهرة من العمر في أحد مرابعها الليلية.
وتعدّ «فيلا برنتانيا» وهو مجمّع سياحي يحتضن 12 مطعما مختلفا تتنوّع أطباقها ما بين المطبخين الغربي واللبناني عنوانا مشهورا في هذه البلدة. ولعلّ أجمل ما ستلحظه عيونك فيها هي تلك المشهدية التي تغمرها بالشرفات المزروعة بالزهور كحدائق متدلّية وكذلك جدرانها المصنوعة من أحجار صخرية ترتبط ارتباطا مباشرا بطابع بلدة برمانا التراثي. ومن بين المطاعم التي تحتويها:
مطعم بلاك روك: يقدّم هذا المطعم أطباق شرائح اللحم المشوية على أنواعها. فهو اختار أنواعا كثيرة منها يستقدمها من بلد الأم (أستراليا وأرجنتين والبرازيل) ليقدّمها إليك في طرق وأساليب طبخ مبتكرة وكلاسيكية في آن، إضافة إلى أطباق مؤلّفة من ثمار البحر ومرفقة مع سلطات معروفة.
مطعم بونافيدا: في هذا المطعم ستتخيّل المكسيك بين يديك لما يقدّم من أطباق ترتبط ارتباطا مباشرا بهذا البلد. ولعلّ أشهر تلك الأطباق لديه هي المندرجة تحت عنوان «Bonavida formula» والمؤلّفة من اثنتي قطعة (تاباس) بمذاقات مختلفة إضافة إلى البطاطا المشوية والصلصات الحارة.
مطعم «قرنفل»: اسمه يدلّ على هوية مطبخه، فمطعم «قرنفل» يقدّم المازات اللبنانية على أنواعها (عرايس كفتا وأجنحة الدجاج المتبّلة وسلطات الفتوّش والتبولة والكبة المقلية والحمص بالطحينة وغيرها). وتحلو الجلسة في «قرنفل» مع الخبز القروي المعروف في لبنان (خبز الطابونة) الذي يقدّم ساخناً مع كل الأطباق التي تطلبها. وتحلو الجلسات الطويلة في مقاهي برمانا التي تتوزّع على جانبي شارعها العريض (جيزيلز ومايون وبرمانيا ويونيكورن).
أما السهرات على إيقاع الموسيقى العربية والغربية معا فتتميز بها محلات كثيرة في برمانا (شيرز كلوب وكالفادوس ولا شيين ولي كاف وغيرها) فتمضي ليلة فيها من الصخب والهدوء ما يميّزها عن غيرها. لن يتسلّل الملل إلى قلبك خلال زيارتك إلى برمانا ففيها ستمضي أوقات مسليّة ومنها في استطاعتك أن تنطلق في جولة على بلدات لبنانية تقع في جوارها، وبينها بكفيا وضهور الشوير وبعبدات وضهر الصوّان وغيرها. فتستمتع بمناظر طبيعية خلابة يسرح بها نظرك لساعات طويلة فتكسر روتين أيام أثقلتك بالعمل والضغوط الحياتية اليومية.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.