تقدم الجيش اليمني في صعدة وقطع الإمدادات في جبل أم عظم

إدانات واسعة للصمت الدولي إزاء استهداف الانقلابيين للمدنيين بتعز

صورة وزعها الجيش اليمني لقواته خلال معارك في صعدة أمس
صورة وزعها الجيش اليمني لقواته خلال معارك في صعدة أمس
TT

تقدم الجيش اليمني في صعدة وقطع الإمدادات في جبل أم عظم

صورة وزعها الجيش اليمني لقواته خلال معارك في صعدة أمس
صورة وزعها الجيش اليمني لقواته خلال معارك في صعدة أمس

أحرزت قوات الجيش الوطني في محور البقع، بمحافظة صعدة، أمس (الاثنين)، تقدماً جديداً، بعد معاركها مع الميليشيات الانقلابية التي تكبدت الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، وسط الانهيارات الكبيرة في صفوفها.
وقال مصدر ميداني، نقل عنه موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت»، أن «قوات الجيش الوطني شنت هجوماً واسعاً من عدة محاور على مواقع الميليشيات الانقلابية، وسيطرت على سوق البقع وسلسلة جبال العليب، وتواصل تقدمها في هذه الأثناء باتجاه تبة عمود الصحراء»، مضيفاً أنه بهذا التقدم «تمكنت القوات من قطع خطوط إمداد الميليشيات الممتدة حتى جبل أم العظم».
وبالانتقال إلى جبهات تعز، تتواصل المواجهات العنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية شرق المدينة، إثر هجوم شنته هذه الأخيرة على وادي صالة والمكلكل، مع استمرار قصفها على الأحياء السكنية، حيث أحبطت قوات الجيش هجوم الانقلابيين المصحوب بقصف مدفعي منذ ليل الأحد حتى فجر الاثنين، وسقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.
كما تجددت المواجهات في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب، إثر محاولات الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، ومعارك أخرى شهدتها جبهة حام في محافظة الجوف.
إلى ذلك، وجهت انتقادات إلى الصمت الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في تعز، وقال مسؤول في الحكومة اليمنية إن «الميليشيا الحوثية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في تعز، وآخرها في 27 أغسطس (آب) الحالي، في منطقة بئر باشا، حيث قصفت الأحياء السكنية بالهاون والكاتيوشا، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 4 مدنيين، وإصابة 6 آخرين»، طبقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، منتقداً بذلك «صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق مواطني مدينة تعز منذ قرابة 3 أعوام».
واعتبر المصدر صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم والمجازر «أمراً مثيراً للاستغراب والتعجب»، وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والصحافيين وسفراء الدول بإدانة هذه المجازر، والضغط عليهم لإيقاف الاعتداء على المواطنين الأبرياء، ورفع الحصار عن مدينة تعز، وقال إنه «على العالم الحر رفع صوته، وإدانة ما يحدث؛ إن تعز تدفع فاتورة الانقلاب. فلم يعد بيت بداخلها إلا فقد شهيداً أو جريحاً»، مؤكداً «سعي الحكومة اليمنية لمقاضاة كل المتورطين في هذه الجرائم».
في المقابل، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من جنيف مقراً رئيسياً له، إلى فتح تحقيق عاجل في حوادث استهداف المدنيين العزل في مدينة تعز، من قبل الميليشيات الانقلابية. وقال في بيان له إن مدينة تعز تتعرض منذ أيام لقصف عشوائي ممنهج يستهدف المدنيين فيها بشكل متعمد، وهو ما يعد جريمة حرب، بحسب نظام المحكمة الجنائية الدولية.
وطالب المرصد المجتمعَ الدولي بضرورة العمل على إيقاف الانتهاكات المستمرة بحق الإنسانية في اليمن، داعياً في الوقت ذاته إلى اتخاذ خطوات فاعلة، بما يؤدي إلى تقديم مجرمي الحرب للعدالة، وعدم إفلاتهم من العقاب، ومحذراً من أن «استهداف المدنيين بشكل متعمد يمثل مخالفة للقانون الدولي، حيث نصت المادة (8 (2) ه 1) من نظام روما على أن تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين، بصفتهم هذه، أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية، يعد جريمة حرب».
كما طالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بتحقيق عادل، ووقف فوري لهذه الجرائم، وفك حصار مدينة تعز التي لا تزال تحت نيران القصف والحصار المستمر منذ عامين و4 أشهر، مؤكداً أن الصمت الدولي جراء كل ذلك هو إسهام في ارتكاب جريمة ضد الإنسانية، مستنكراً صمت المجتمع الدولي، خصوصاً الأمم المتحدة والدول الراعية لمبادرات السلام في اليمن، والتي يتضح كل يوم أنها تكيل بمكيالين، فسرعة الإدانة لأي حادث تقوم به قوى الحكومة الشرعية، أو التحالف العربي الداعم لها، يقابله صمت مطبق أمام كل جرائم الحوثي وصالح.
وقال إن «عملية استهداف المدنيين تعد جرائم حرب مكتملة الأركان، وسيلاحق مرتكبوها في كل مكان، موضحاً في بيان أرسله للمنظمات الدولية اليوم أنه صار من الواضح للجميع أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي وصالح من حصار وقصف يومي عمل ممنهج ومستمر، المقصود به قتل الأبرياء من المدنيين، دون أي مبررات لعمليات عسكرية، أو أهداف لمقاومة مسلحة».
وأضاف أن «هذه المعايير المزدوجة لا تسهم فقط في استمرار العنف والقتل في اليمن، بل وتجعل الإحباط العام مدمراً، ويسهم في تعزيز الشعور بخذلان العالم، والجهات التي يفترض بها الحفاظ على السلام واحترام حقوق الإنسان، ويساهم بقوة في تعزيز مفهوم البعض لاستخدام القوة، فالصمت عن الجريمة مساهمة في قيامها».
وعلى الصعيد ذاته، أدان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) قصف الميليشيات الانقلابية الممنهج والمستمر للأحياء المكتظة بالمدنيين في مدينة تعز، مستنكراً في الوقت ذاته المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها الميليشيات الأحد، إثر قصفها عدداً من الأحياء الغربية لمدينة تعز، التي سقط ضحيتها قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى ما تلحقه من أضرار في الممتلكات الخاصة والعامة.
وطالب التحالف في بيان له «ميليشيات الحوثي وصالح بالوقف الفوري لعمليات القصف المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية، ورفع الحصار عن مدينة تعز»، داعياً المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمجتمع الدولي، إلى «القيام بواجباته لحماية المدنيين»، علاوة على دعوته اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، و«القيام بمهامها في التحقيق، وتوثيق تلك الانتهاكات، تمهيداً لتقديم مرتكبيها للعدالة».
جاء ذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات العسكرية بين الجيش الوطني، المسنود جوياً من قبل مقاتلات التحالف، وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في مختلف جبهات القتال في اليمن، وسط تقدم قوات الجيش، والسيطرة على مواقع كانت خاضعة للانقلابيين الذين يواصلون محاولاتهم المستميتة للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني، واستعادة مواقع خسرتها، وسط تكبيدها الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.