«فيتش» تخفض تصنيف قطر متوقعة تباطؤ النمو ونزوح الأموال

قالت إن تأثير المقاطعة قد يكون أكبر من التوقعات

وكالة «فيتش» قالت إن العقوبات ستضر قطاعي السياحة والنقل في قطر على وجه الخصوص
وكالة «فيتش» قالت إن العقوبات ستضر قطاعي السياحة والنقل في قطر على وجه الخصوص
TT

«فيتش» تخفض تصنيف قطر متوقعة تباطؤ النمو ونزوح الأموال

وكالة «فيتش» قالت إن العقوبات ستضر قطاعي السياحة والنقل في قطر على وجه الخصوص
وكالة «فيتش» قالت إن العقوبات ستضر قطاعي السياحة والنقل في قطر على وجه الخصوص

خفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني تصنيف قطر إلى درجة «-AA»، مع نظرة مستقبلية «سلبية»، متوقعة تباطؤ النمو المحلي، ونزوح الأموال من البنوك. وتوقعت الوكالة انخفاض صافي الأصول الأجنبية السيادية لقطر إلى 146 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017، مشيرة إلى أن التأثير المالي والاقتصادي للمقاطعة التي تفرضها 4 من الدول العربية ودول أخرى على قطر «قد يكون أكبر مما نتوقع حالياً».
وبخطوتها نحو قطر، تنضم «فيتش» إلى وكالتين أخريين رئيسيتين للتصنيف الائتماني، هما «موديز» و«ستاندرد آند بورز»، اللتين أعطتا قطر أيضاً نظرة مستقبلية سلبية. وترى الوكالة أن حكومة قطر قد تخفض الإنفاق الرأسمالي على المشروعات الاقتصادية والبنية التحتية، إذا اشتد الضرر الذي لحق باقتصاد البلاد جراء المقاطعة.
وتقول «فيتش»، في تقريرها الصادر أمس، إنها تعتقد أنه من المستبعد حل أزمة قطر «قبل مرور بعض الوقت». كما توقعت تباطؤ نمو الناتج المحلي القطري إلى 2 في المائة في 2017، و1.3 في المائة في عامي 2018 و2019، من مستويات سابقة بلغت 2.2 في المائة في عام 2016.
وتوقعت الوكالة أيضاً استمرار نزوح أموال «غير المقيمين» من بنوك قطر، لكن بوتيرة أبطأ من يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، اللذين شهدا ذروة نزوح الأموال، موضحة أيضاً أن «جزءاً كبيراً من التمويل الخارجي غير الخليجي يجري تمديده بتكلفة أعلى، لكن تصاعد التوترات في المنطقة قد يدفعه إلى الهروب».
وقالت الوكالة إن العقوبات ستضر قطاعي السياحة والنقل في قطر على وجه الخصوص، وقدرت أن الخطوط الجوية القطرية ستفقد نحو 10 في المائة من ركابها، وأضافت أنه إذا استمر الشقاق الخليجي لفترة طويلة، فإنه قد يقوض آفاق كثير من استثمارات القطاع الخاص في قطر.
كما توقعت «فيتش» أيضاً تباطؤ وتيرة ضبط الموازنة في قطر، وقالت إن العجز في الموازنة الحكومية القطرية سيتقلص إلى 3.2 في المائة من الناتج المحلي في 2017، من مستواه السابق عند 4.9 في المائة في 2016. كما أكدت وكالة التصنيف الدولية أن «الضبابية تكتنف التأثير المالي والاقتصادي الكامل لمقاطعة قطر، وقد يكون أكبر مما نتوقع حالياً».
وكانت وكالة «ستاندرد آند بورز» قد عدلت بدورها تصنيفها الائتماني لاقتصاد قطر قبل يومين، عند مستوى «AA-»، مع نظرة مستقبلية «سلبية»، متوقعة أن تفضي المقاطعة، التي تفرضها الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ودول أخرى على قطر، إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وعرقلة الأداء المالي، وتأثير على الميزانية القطرية، لكنها أضافت أن التوقعات تشير إلى استمرار السلطات القطرية في محاولة إدارة آثار المقاطعة التي تهدد الاقتصاد القطري بمخاطر ستؤثر على التصنيف، وهو ما يتضح من تعديل النظرة إلى «سلبية».
وأشارت «ستاندرد آند بورز» إلى أن التوترات الحالية تضعف التماسك، وتزيد من صعوبة التنبؤ بالسياسات، خصوصاً بالنسبة لقطر، وقالت: «لا نتوقع حالياً أن تغير قطر أو الدول المقاطعة مواقفها».
يذكر أن وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني بدأت سلسلة التخفيضات التي توالت على قطر، فخفضت التصنيف الائتماني لقطر من «AA2» إلى «AA3». وفي منتصف الشهر الحالي، عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للنظام المصرفي القطري من مستقرة إلى سلبية، لضعف ظروف التشغيل، واستمرار الضغوط التمويلية التي تواجه البنوك، وأوضحت أن التصنيف يعكس ضعف قدرة الحكومة القطرية على دعم البنوك.
وفي تقرير سابق، صدر الأسبوع الماضي، قالت مؤسسة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني إن تبعات أزمة قطر سترفع تكلفة التمويل على البنوك القطرية في أسواق الدين العالمية، وذلك بالتزامن مع تقارير اقتصادية أوضحت تراجعات كبيرة بالودائع الأجنبية في البنوك القطرية، وأيضاً تأكيدات على أن حكومة قطر طالبت البنوك المحلية بالاعتماد على نفسها، في محاولة لجذب التمويل الأجنبي، بدلاً من الاعتماد على الحكومة انتظاراً للمساعدات.
وأوضحت «فيتش»، الأربعاء الماضي، أن التمويل والسيولة لدى البنوك القطرية يتعرض للضغط بسبب «نزوح الودائع غير المحلية»، وأشارت إلى أن سحب الودائع غير المحلية سيؤدى إلى اشتداد المنافسة بين البنوك القطرية على الودائع، مما يرفع تكلفة التمويل، ويضغط على هوامش الربح.
ويتماشى تقرير «فيتش» مع تقرير صحافي نشرته «وول ستريت جورنال» الأميركية نهاية الأسبوع الماضي، جاء فيه أن بنوك قطر تواجه ضغوطاً في التمويل لتراجع الودائع الأجنبية، التي تراجعت بنحو 8 في المائة خلال الشهر الماضي.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن «بنوك قطر تواجه ضغوطاً في التمويل بسبب قلق العملاء الخارجيين من تفاقم أزمتها مع الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، فأي صعوبة في التمويل الخارجي ستؤثر في الاستثمار القطري المعتمد أساساً على المال الأجنبي»، مشيرة إلى أن «انخفاض الودائع جاء على الرغم من إغراءات الفائدة التي قدّمتها البنوك القطرية»، وأن العملاء الخليجيين لن يضعوا ودائعهم في البنوك القطرية، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض.
وحالياً، تحاول البنوك القطرية معالجة الآثار القاسية على القطاع المالي جراء المقاطعة الاقتصادية، وذلك من خلال محاولة إصدار سندات للاقتراض من الخارج، وبأسعار ستكون أعلى بسبب رفع درجة المخاطر بعد المقاطعة، خصوصاً بعد تقارير عن نزوح 7.5 مليار دولار من الودائع الأجنبية، و15 مليار دولار من الودائع والقروض المتبادلة بين البنوك، بحسب بيانات المركزي القطري. ويتوقع المحللون فقدان البنوك في الدوحة للمزيد من الودائع، ما بين 3 و4 مليارات دولار في الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما حذرت منه وكالة «فيتش» في تقريرها السابق، إذ بينت أن سحوبات الودائع غير المحلية من البنوك القطرية ستؤدي إلى ارتفاع تكلفة التمويل عليها، بسبب اشتداد المنافسة على الإيداعات، مما سيضغط على هوامش ربحيتها.
وقالت وكالة «رويترز» قبل أيام إنه رغم أن الحكومة القطرية أودعت مبالغ كبيرة في البنوك للمساعدة في تعويض التدفقات الخارجة، فإن البنوك تحاول إيجاد مصادر تمويل خاصة جديدة، إذ يحذر محللون من احتمال أن تشهد سحب مبالغ كبيرة من خزائنها في الأشهر المقبلة.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.