ساوثغيت: روني هو الأبرز بين لاعبي الجيل الذهبي لانجلترا

ابتسم المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت عندما تمت إثارة قضية الجيل الذهبي للمنتخب الإنجليزي. وكان ساوثغيت قد اختار للتو قائمة تضم 28 لاعباً من 15 نادياً مختلفاً، وكان بعيداً كل البعد عن أسلافه الذين كانوا دائماً يشكون من قلة المواهب في كرة القدم الإنجليزية، وأن عدداً قليلاً من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز هي فقط من تستحق المشاهدة والمتابعة، رغم أن ساوثغيت قد ترك بعض اللاعبين الذين كانوا يستحقون الانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي.
وجاء اعتزال النجم واين روني اللعب الدولي ليؤكد أنه أصبح شيئاً من الماضي بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، وأن ساوثغيت سوف يعتمد في المستقبل على لاعبين أصغر سناً. يقول ساوثغيت: «لا يجب أن نخدع أنفسنا، عدد قليل للغاية من هؤلاء اللاعبين هم من فازوا ببطولات مع أنديتهم». وأضاف: «نحن نتحدث في كثير من الحالات عن إمكانيات اللاعبين، ويتعين علينا تجربة هؤلاء اللاعبين ومساعدتهم على إبراز قدراتهم. كان الدليل الأكبر بالنسبة لي يتمثل في المباريات التي خضناها أمام إسبانيا وألمانيا وفرنسا الموسم الماضي. لقد أظهرنا للحظات أنه يمكننا أن نلعب على مستوى جيد للغاية، وأنه يمكننا تسجيل أهداف أمام الفرق الكبرى وأنه بإمكاننا أن ندافع جيداً، لكننا لم نفز بأي من هذه المباريات».
وأضاف: «كان هذا مؤشراً جيداً بالنسبة لي فيما يتعلق بمستوى التطوير والتحسن الذي ما زلنا بحاجة إليه. قد يعتقد لاعبونا أننا قد وصلنا للقمة، لكننا لم نصل للقمة بعد، وهذه هي الرسالة التي أود أن أرسلها. عندما نبدأ في هزيمة بعض من هذه المنتخبات الكبرى، يمكننا حينئذ أن نشعر بالحماس بصورة أكبر. ويجب أن نعرف أننا الآن على بُعد 14 شهراً من الإطاحة بنا من الجولة الثانية لكأس الأمم الأوروبية على يد أيسلندا».
وربما وقعت إنجلترا في مجموعة سهلة نسبياً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث تلعب أمام مالطة يوم الجمعة وسلوفاكيا يوم الاثنين التالي. ويجب أن يكون لدى المنتخب الإنجليزي ما يكفي من الخبرة للحصول على نقاط هاتين المباراتين حتى دون اللاعب الذي يحمل الرقم القياسي كأكثر اللاعبين مشاركة بصفوف المنتخب الإنجليزي في المباريات الدولية وأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ المنتخب الإنجليزي، وهو واين روني. في الحقيقة، يجب أن نعترف بأن عدم ضمان مكان في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي هو ما دفع روني لاتخاذ قراره باعتزال اللعب الدولي.
وكان ساوثغيت حريصاً على أن يدع الباب مفتوحاً أمام روني، عندما صرح بأنه في حال مواصلة اللاعب تألقه مع إيفرتون فلن يكون هناك أي منطق في استبعاده من تشكيلة المنتخب الإنجليزي. وترك ساوثغيت الباب مفتوحاً بالفعل أمام روني للعودة للمنتخب في يوم ما عقب إعلان المهاجم اعتزاله دولياً. وسأل الصحافيون المدرب الإنجليزي عما إذا كان سيستدعي روني في حال ضربت الإصابات تشكيلته قبل نهائيات كأس العالم في روسيا العام المقبل أم لا. وأجاب ساوثغيت في مؤتمر صحافي أعلن خلاله تشكيلة ضمت 28 لاعباً لمواجهة مالطة خارج ملعبه في الأول من الشهر المقبل قبل استضافة سلوفاكيا بعدها بـ3 أيام في استاد ويمبلي في تصفيات كأس العالم. وقال ساوثغيت إنه تحدث بشكل مطول مع روني، بشأن قراره، وكان من المتوقع وجوده في التشكيلة. وأضاف مدرب إنجلترا: «يتمتع روني بجاهزية ممتازة حالياً، وبالطبع كنت أفكر في ضمه للتشكيلة. تحدثنا نحو نصف ساعة. كمدرب في مثل هذه المواقف عليك الانتظار للتأكد من أن اللاعب يتفهم عواقب قراره. يشعر حالياً بالولاء والانتماء إلى إيفرتون نادي طفولته».
لكن لم يكن من المرجح أن يلعب روني على حساب لاعبين مثل هاري كين وجيمي فاردي وديلي إلي بسبب براعته التهديفية. وكان من الأرجح أن ساوثغيت سوف يستعين به بسبب خبراته الكبيرة وتأثيره على اللاعبين الشباب باعتباره قدوة لهم. ويرى ساوثغيت أن ما قدمه روني للمنتخب الإنجليزي على مدى السنوات الماضية يعد شيئاً رائعاً، وأنه لا يوجد أي لاعب في الفريق الحالي قادر على تقديم ما قدمه روني في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2004.
وقال ساوثغيت: «عندما جاء روني كان في مستوى مختلف عن أي من اللاعبين الذين كانوا لدينا في تلك اللحظة. كنت ألعب معه في هذا الوقت وكانت مهارته وقوته وتسجيله الأهداف وتمريراته وذكاؤه وهو في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة أفضل من قدرات أي لاعب آخر في هذا الفريق. إننا نتحدث عن مستوى مختلف. هناك لاعبون جيدون للغاية، لكنّ هناك لاعبين في مستوى أعلى، وروني أحدهم بالطبع». وأضاف: «خلال فترة وجودي في المنتخب الإنجليزي، كان بول غاسكوين وبول سكولز وروني أفضل من غيرهم من اللاعبين. كان هناك لاعبون في مستوى عالٍ في ذلك الوقت مثل ستيفين جيرارد وفرانك لامبارد وديفيد بيكام، لكن المواهب البارزة قليلة للغاية وتختلف عن ذلك كثيراً. هذه هي المكانة التي يوجد بها روني، ويتعين على جميع لاعبينا أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم للوصول إلى هذه المكانة».
ولسوء حظ إنجلترا أن اثنين من هذه المواهب الاستثنائية، وهما روني وسكولز، لم يقدما الأداء المنتظر منهما بعد التوهج الكبير في البداية. وإن كان سكولز قد اعتزل اللعب الدولي في وقت مبكر عما كان يعتقد لأنه كان يلعب في مركز غير مركزه الأصلي بسبب وجود جيرارد ولامبارد في منتصف الملعب، فإن روني على الأقل قد شارك في 119 مباراة بقميص المنتخب الإنجليزي، أي ما يعادل مجموع ما لعبه سكولز (66 مباراة) وغاسكوين (57 مباراة)، رغم أن الرسم البياني لأداء روني على المستوى الدولي قد انخفض بشدة بعد الأداء الراقي الذي ظهر به في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2004.
ورغم أن المنتخب الإنجليزي تحت 20 عاماً قد فاز ببطولة كأس العالم خلال الصيف الحالي، لا يعتقد ساوثغيت أن أياً من لاعبي هذا الفريق قادر على اللعب في صفوف المنتخب الأول الآن. وقال ساوثغيت: «معظم هؤلاء اللاعبين لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم. لعب دومينيك كالفيرت لوين عدة مباريات مع إيفرتون، وهناك لاعب أو اثنان مثل دومينيك سولانكي بإمكانهم التألق حقاً في حال مشاركتهم في عدد من المباريات المتتالية، لكن ليفربول لديه بعض اللاعبين الممتازين في الخط الأمامي».
وأضاف: «رأيت ذلك بنفسي عندما لعبوا أمام هوفينهايم. وحتى دانيال ستوريدج يواجه منافسة شرسة هناك، وأتمنى أن يؤدي ذلك إلى أن يبذل قصارى جهده ويقدم أفضل ما لديه. تحدثت مع يورغن كلوب قبل اختيار اللاعب وكان إيجابياً للغاية. لقد كان معجباً بإعداده البدني خلال الصيف الحالي، ولذا فرغم أنه لم يشارك في عدد كبير من المباريات، فأنا أعتقد أنه لشيء جيد أن نضم دانيل حتى يعرف أنه لا يزال يحظى باهتمامنا». وتابع: «في أي نادٍ كبير تكون هناك منافسة على المراكز، وهذا يحدث بكل تأكيد في ليفربول. لقد سألت كلوب بعد مباراة هوفنهايم عما إذا كان ساديو ماني له أي أصول إنجليزية، لكن للأسف قال لا».